مصطفى عامر*

هذه مدرسةٌ على النّهجِ، وكما قال الكتاب. خريجوها واحدهم- بفضل الله- شهابٌ، هم فرسانها يا تاريخ، هم نقاطها والكلمات والفواصل، مقاتلٌ إلى جواره مقاتل، وجبلٌ يخلفه على ذات موقعه جبل!

هذه أرضٌ- والمنّ لله- ولّادة، حاشاها فما كان أبوها أبترٌ ولا كانت أمّها عقيم، وإنّه شعبٌ كلّ أحراره بطل، وكلّ أطهاره أوّابٌ، وكلّ أكتاف جبلٌ، وكلهم إلى الهيجاء لفرط هبّتهم كَتِفٌ واحدة!

وإنّها بلادٌ أنفها مرفوعٌ أبدا فكيف تحكمون، وعدوّها مقهورٌ سرمدًا بما علمتم.. وبما سوف تعلمون!
أصغرها رصاصٌ مصبوبٌ وأكبرها ريحٌ بالعذاب على مجرميها مرسلة!
ثابتةٌ بأمر الله إذا زلزلت الأرض زلزالها، موصولةٌ بحبل الله إذا أخرجت الأرض أثقالها، مدهشةٌ لأنّ قواعدها عن العالمين مختلفة، فطوباها من بلاد!

لهذا فلم يكن الغماري على قدره العالي فردًا بلا رفاق، لكنها مدرسةٌ تزفُّ شهيدًا أعدّ على منواله قافلة، ومنذ البدء فقد زادوا بالشهداء فما نقصوا، وثبتوا على الصراط بالله فما ارتكسوا، نادرون بالنسبة لغيرهم، لكنهم بذاتهم كثرة، إنّهم أمناء النهج وحَمَلَةُ المنهاج!

جيلٌ على مشترطات نصر الله، بإذنه، وللفتح الموعود بحول الله قريبا.
"فسبح بحمد ربّك واستغفره"،
مليّا.
لأن لهذا الدين فتيةٌ آمنوا بربّهم وزدناهم هدى!

ايييهٍ فأوّبي يا طيرُ شفعًا ووترًا.. ورنّمي يا جبالُ نصرًا فنصرا! زفّةً ولكن بالهوينى، لكيلا.. !
وحتى يسمع سيرة هذا الجيل سامعوهُ نديًّا، وينقلها الركبانُ إلى الرّكبان مرويات عصرنا بخشوع، إخوان صدقٍ من ها هنا وحتى غزّة!

"قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً"

وإلى السّماء يا طوفان ها هم أبطالنا قوافل..!
شهداؤنا يتوافدون من أرجاء السماوات إلى بقيعهم،
أحياءٌ فما مات منهم بإذن الله أحد..!
سبعون عصرنا إلى سبعين أُحُد،
ألا فطوبى لمن يقابل حمزة!

وأمّا الأرض فما آن أن تقلعي،
ما دام صحنك بمن ينتظرون على العهد مُتخمة!

وإليكَ يا فخرُ فخذُ ما شئت من دمٍ يكفيك لتروي؛
قصّتهم..!
لأنّها قصّة لم يألفها من أبناء هذا الزّمانِ أحد!

* المقال يعبر عن رأي الكاتب
* رابط التغريدة : https://x.com/mustafamer2023/status/1978887590175465789