لجواسيس الموساد: اليمن بالمرصاد لكل خائن
علي هراش*
في خضمّ المعركة المصيرية التي تخوضها الأُمَّــة ضدّ أعدائها، وبينما يتصدّر اليمن البطل بكلّ شموخٍ وعزّة لواجهةِ الدفاع عن المقدسات، تنكشف يومًا بعد يوم حِيَلُ العدوّ الصهيوني البائسة ومحاولاته اليائسة لاختراق الصفوف.
فخلال اليومين الماضيين أطلق جهاز "الموساد" الإسرائيلي، عبر شُعبة "أمان"، حملةً خبيثةً للاستقطاب والتجنيد تستهدف اليمنيين عبر منصات التواصل الاجتماعي، متسترًا بأوصافٍ مزيفة مثل "المعارضين للحوثيين"، وداعيًا إياهم للانضمام إلى ما يسمّى "الوحدة 504" التابعة له.
إنّ هذه الحملة ليست سوى حلقة في سلسلةٍ طويلةٍ من المؤامرات، تأتي كردّة فعلٍ على الصمود الأُسطوري الذي أبداه اليمن العزيز.
لقد برز اليمن -بموقفه الثابت المساند لغزة والشعب الفلسطيني المضطهد- كقوةٍ فاعلةٍ وحقيقية، وكلاعبٍ رئيسيٍّ في معادلة الصراع؛ ففرض نفسه بقوةٍ على الأرض.
لقد نجح هذا الصمود في تحطيم غرور العدوّ، وفرض عليه حصارًا خانقًا، وغرس الخوف في نفوس أبنائه، حتى أصبح اليمن كابوسًا يقضّ مضاجع الكيان الصهيوني وحليفه الأمريكي.
لقد فشل العدوّ في تحقيق أيٍّ من أهدافه الخبيثة في اليمن، وفشلت كُـلّ محاولاته في كسر إرادَة الشعب اليمني الأبيّ.
وظلّ شعبُنا اليمني صامدًا كالجبل الأشمّ، لا تزعزعُه الغارات، ولا تثنيه التحديات، مُستمرًّا في ضرب عمق الكيان المحتلّ، ومؤكّـدًا للعالم أجمع أنه صاحب الكلمة الفصل، وصاحب "الطلقة الأخيرة" في هذه المعركة.
ولأنّ العدوَّ يعيشُ حالةَ يأسٍ وإحباط، فإنه يلجأ إلى أسلحته القذرة، محاولًا تعويض هزائمه الميدانية بحروبٍ نفسيةٍ واختراقاتٍ أمنية.
إنّ "الموساد" وشعبة "أمان" و"الوحدة 504" يعملون وفق استراتيجيةٍ خبيثة تقوم على استغلال كُـلّ نقطة ضعفٍ يُظنّ أنّها موجودة.
فيحاولون استقطابَ ضِعاف النفوس ومن هانت عليهم أنفسُهم، ممن يبيعون دينَهم ووطنَهم بثمنٍ زائل، مستخدمين وسائلَ التواصل الاجتماعي كشِباكٍ يرمونها في المياه العكرة.
كما يحاولون استغلالَ الظروف المعيشية الصعبة التي خلّفَها العدوان على بلدنا، لدفع بعض اليائسين إلى فخّ التجسّس لصالح العدوّ متوهمين أنّهم يجدون مخرجًا من ضائقتهم، بينما هم في الحقيقة يقعون في الهاوية.
إنّ خطرَ الانجرار وراء هذه الإغراءات الكاذبة أَو الاستجابة لدعوات الموساد الخبيثة لا يقتصرُ على العواقب الدنيوية الوخيمة فحسب، بل يتعدّاها إلى سخطِ الله عزّ وجلّ في الدنيا والآخرة.
فمن يبيع دينه وضميره بعرضٍ قليلٍ من الدنيا فقد باع أعزّ ما يملِك، وارتدى ثوبَ الذلّ والعار، وانضمّ إلى صفوف أُولئك الذين لعنهم الله في كتابه العزيز؛ بسَببِ ظلمهم وعدوانهم.
إنها خسارة تشملُ الدنيا قبلَ الآخرة؛ فكرامة الإنسان وعزّته وشرفه لا تُقاس بمالٍ، ولا تُعوّض بمنصبٍ.
ولأنّ شعبنا اليمني الأصيل قد تربّى على حُبِّ الدين والوطن، وعرّفَ نفسه عبر التاريخ بأنه حصنُ الأُمَّــة المنيع، فإنه لن يتساهلَ أبدًا، ولن يغفرَ أبدًا لكلّ من تسوّل له نفسه العمالة للعدو.
إنّ عيونَ الشعب اليقظة، وإيمانَه الراسخ، وصموده الأُسطوري تجعلُه بالمرصاد لكلّ خائن، ولكلّ من يحاول النيلَ من أمن هذا الوطن وثوابت هذه الأُمَّــة.
إنّ الدم اليمني الذي يسري في العروق هو دم العزّة والكرامة، لا يعرف المساومة، ولا يقبل الذلّ، ولا يتساهل مع كُـلّ من يخون دينه ووطنه ويبيع كرامته.
لذلك، فإنّ التحذيرَ يظلّ قائمًا ويجبُ أن يتردّدَ في كُـلّ مكان: حذارِ، حذارِ، حذارِ من الانزلاق في هذا المنحدر الخطير.
حذارِ من الاستجابة لأيّة دعوةٍ مشبوهة.
حذارِ من التغرير بالوعود الكاذبة.
حذارِ من هذه الصفحات الصهيونية والدخول إليها؛ حذَرًا من أن تكون أدَاةً في يد أعداء الله وأعداء الأُمَّــة.
إنّ الطريقَ الوحيدَ هو طريقُ الشرف والعزّة – طريقُ الصمود والمقاومة والجهاد – فهو الطريق الذي كرّمنا الله به، وبه نحفظ ديننا ووطننا وأمتنا وننصر المظلومين في فلسطين، ونستعيد مقدساتنا.
والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب
* المسيرة نت

