التحالف الإجرامي
د. عبدالرحمن المختار*
أي تحالف عربي/إسلامي لا تكون غايتُه غزة ونصرة غزة والانتصار لمظلومية أهلها هو بكل تأكيد تحالُفٌ إجرامي وإن تلبَّس ما تلبّس.
احتفت، أمس الخميس، في تغطياتها الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية، والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني، بما يسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" الذي يتخذُ من العاصمة السعوديّة الرياض مقرًّا له!
ولم يكن ذلك الاحتفاء بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة انتصار هذا المسمى بتحقيق إنجازات على أرض الواقع في مواجهة القوى الإجرامية المنكِلة بأبناء الأُمَّــة الإسلامية في سوريا أَو في العراق أَو في غيرها من البلدان الإسلامية التي تعيث فيها القوى الإجرامية فسادًا وإجرامًا!
ولم يكن ذلك الاحتفاء بتحقيق مسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" إنجازًا مهمًّا على أرض الواقع في مواجهة الكيان الصهيوني الذي يقترف جريمة تدمير شامل وإبادة جماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ عامين إلا أربعة أَيَّـام، يشكّل يوميًّا وعلى مدار الساعة بالقتل المباشر بمختلف أنواع الأسلحة الفتّاكة والقتل بالتجويع والتعطيش والحرمان من الحق في الحصول على الدواء!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة تحقيق إنجاز على أرض الواقع في مواجهة الكيان الصهيوني ردًّا على جريمته الأخيرة التي انتهك بها سيادة دولة قطر وهدّدها وهدّد غيرها من الدول العربية والإسلامية بأنّها ستكون أهدافًا قادمة إذَا ما تواجد فيها أيٌّ من قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس الموصوفة صهيونيًّا وغيرها من حركات المقاومة بـ"الإرهابية"!
ولم يكن احتفاءُ الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة تبنِّي هذا التحالف لموقف مؤيد لأفغانستان في مواجهة تهديدات مجرم الإدارة الأمريكية ترامب بحدوث أمور سيئة لهذا البلد إذَا لم يبادر سريعًا بإعادة قاعدة باغرام الجوية الأفغانية إلى القوات الأمريكية!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخوَنة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة تبنّي هذا التحالف موقفًا رافضًا لخُطَّة ترامب الشيطانية الهادفة إلى تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، وبسط السيطرة والسطوة الصهيو–أمريكية على كامل مساحة القطاع!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة تبنّي هذا التحالف موقفًا إنسانيًّا عابرًا للجغرافيا والديموغرافيا الإسلامية مناصِرًا لشعب فنزويلا في مواجهة العربدة الأمريكية!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة حماية هذا التحالف لأسطول الصمود وتأمين طريق وصوله إلى قطاع غزة سالمًا غانمًا لكسر الحصار الصهيوني الإجرامي على أبناء القطاع!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة الانتصار لدم مديرة صندوق النظافة المغدورة من جانب القوى الإرهابية في محافظة تعز!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة تحقيق هذا التحالف إنجازا ميدانيًّا في جبل الشيخ أَو الجولان العربية السورية المحتلّة من جانب الكيان الصهيوني ترتّب على ذلك طرده منها إلى الأبد!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة تحرير هذا التحالف للأراضي العربية اللبنانية من الاحتلال الصهيوني!
ولم يكن احتفاء الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب" بمناسبة توفير حماية حقيقية من جانب هذا التحالف لأبناء الضفة الغربية في مواجهة التجريف والتهجير القسري الذي ينفذه كيان الاحتلال الإجرامي بحقهم!
لقد كان ذلك الاحتفاء من جانب الماكينة الإعلامية الناطقة بالعربية والوسائل الإعلامية التابعة للخونة والعملاء من أبناء الشعب اليمني، بمناسبة تنظيمه دورة تدريبية في مجال مكافحة الإرهاب وغسل الأموال لعدد خمسة عشر عميلًا وخائنًا تابعًا لحكومة الفنادق المحسوبة على الشعب اليمني!
لقد كان الأجدر بمسمى "التحالف الإسلامي العسكري" تعليم أُولئك الخونة والعملاء طريقة غسلَ الصحون في الفنادق والمطاعم التي يقيمون فيها ويأكلون ويشربون؛ فذلك أجدى لهم وللتحالف الإسلامي العسكري من ندوة "مكافحة الإرهاب وغسل الأموال"!
إن أي تحالف عربي/إسلامي لا تكون غايتُه غزة ونصرة غزة والانتصار لمظلومية أهلها هو بكل تأكيد تحالُفٌ إجرامي وإن تلبَّس ما تلبّس.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب
* المسيرة نت

