السياســـية : تقرير || صادق سريع*
ثورة 21 سبتمبر الثورة التي أنهت عقود الانبطاح والتبعية المزمنة والوصاية والهيمنة الخارجية على القرار والسيادة في اليمن إلى عهد السيادة وقوة الردع، وأضاءت دروب اليمن الجديد بالحرية والاستقلال.
وكشفت مؤامرات مشاريع الأقلمة وخبث خطط المبادرة الخليجية بقيادة الجارة السعودية، ومكائد الغرب والأطماع الأمريكية، ومآرب فوضى الكيانات السياسية والحركات الشبابية المدفوعة الأجر لصالح الأجندة الخارجية.
أراد المستعمرون إثارة الفوضى في بلاد السعيدة بدوافع استعمارية بحتة تحت شعارات المدنية والتحوّلات الديمقراطية، وأوهام الربيع الثوري، لتحويل اليمن إلى حلبة صراع دموية بين اليمنيين الأحرار والمتعولمين بثقافة الليبرالية والمأدلجين في فلك الديانة الإبراهيمية من أصحاب اللحى الطويلة.
فكان لثورة 21 سبتمبر قراراً آخر: "لا وصاية أجنبية، ولا تدخلات خارجية ولا سفك لدماء اليمنيين، ولا انتهاك لسيادة اليمن، ولا نهب لخيرات البلاد، فاليمن ليس رقعة للعبة الشطرنج، ولا يتسع لبيادقها".
فأدرك حينها المرتزقة في اليمن أن الوطن لا يقبل إلا الطيبين، وأن الله لا يحب إلا الطيبين، ففرّوا خلف حكام الوصاية السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب والأمميين الداعمين لدول العدوان، مذمومون ومدحورون.
في أول أيامها السبتمبرية، أنتهى عهد الوصاية ومهنة العمالة، وقطعت أيادي العملاء وهوامير الفساد والفتن. فهربوا إلى أحضان سادتهم في الخارج، حيث يليق لهم المكان والعيش والإعاشة في فنادق الرياض وأبوظبي وإسطنبول والقاهرة وعمّان.
ثورة 21 سبتمبر صوت اليمن الجديد الذي هزّ المحافل الدولية وعروش أنظمة الاستعمار، بصمودها الأسطوري وجيشها المسلّح بالإيمان بالله وعقيدة القرآن، المنتصر على جيوش الغرب في معارك الدّفاع المقدّسة عن الوطن والإسناد المشرّف لغزة، وبات اليمن اليوم رقماً صعباً في صنع معادلات الردع بقوة السلاح الذي يصنعه.
ثورة صنعت: الصواريخ الباليستية الفرط صوتية والانشطارية والمسيّرات المتطورة، وتمضي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الزراعة والصناعة تحت شعار: "كُل ممّا تزرع، والبس ممّا تصنع"، رغم الحصار وحملات العدوان الصهيو-أمريكي الذي فشل أمام إرادتها السبتمبرية - بفضل الله.
قال قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عنها في كلمته بمناسبة العيد الوطني الـ11: "21 من سبتمبر إنجاز عظيم وفريد على مستوى المنطقة، انطلقت بإرادة شعبية يمنية نقية، بجهد يمني خالص بدون تدخل أي جهة خارجية، إنها ثورة يمنية انتصرت لكل أحرار العالم".
وأضاف: "اليمن ثابت على موقفه ومساره الثوري في نصرة غزة ضد الأعداء، وسيتجاوز التحدّيات بالوعي والبصيرة القرآنية والثقة بالله، رغم ظروفه الصعبة، وسيستمر في تصحيح وإصلاح أوضاعه ونهضته الاقتصادية، ومستعد للتعاون مع الأمّة في إطار التوجّه القرآني ضد الخطر الصهيوني".
وأكد:"الميزة الأولى لثورة 21 سبتمبر المباركة تكمن في أصالتها وخلوها من أي تبعية خارجية، فهي ثورة تحررية حررت الشعب من السيطرة والوصاية الخارجية المعلنة التي استحكمت قبضتها بإذعان وخيانة من بعض القوى السياسية".
وماذا أيضاً؟ كان السفير الأمريكي في صنعاء هو الحاكم الفعلي الذي يقرر ويفرض ويأمر ويوجّه ويتحكم ويتدخل في كل شؤون البلاد بما يخدم ويحقق أهدافه وأطماعه على حساب الإضرار بالشعب.
خلاصة خطابه السبتمبري، تقول: "إن ثورة 21 سبتمبر تعد إنجاز تاريخي عظيم في ظلها استتب الأمن والأمان والاستقرار لكل المواطنين بمختلف اتجاهاتهم وتوجّهاتهم السياسية في صنعاء، وكل المحافظات اليمنية الحرة".
الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والخزي لمرتزقة العدوان، والنّصر لليمن وغزة.