إيناس عبدالوهاب الشهاري*

لكل جزء فيك سيدي (نصر الله) تروى حكاية،
هاهي العيون أراها وتراني، لتقول لي لاتترددي وادخلي فلابد أن تجدي مكانكِ محفوظ، فالأمة بأكملها حفظتها في حدقات عيوني وأغمضت عليها حتى لا يصيبها مكروه، فأنتِ من أمتي ولكِ بداخلها مكان.

وهل لي في قلبك سيدي نصيب، دقات قلبك سيدي تدعوني لأتنقل بين جنباتك، فهل تسمح لي بالمرور، لأبحث عميقًا في خلجات نفسك عن أسمٍ لمجاهدة عشقت فيك كل الوجود.
هنا أقول لكِ : لا تتسرعي وتمهلي فأمامكِ طابور كبير، فقد ترجلت عن صهوة حصاني لأقف طويلا بينكم، فلي معكم حديث لا ينتهي ومثله المزيد،
فهل منكم من يصون وصيتي ليواصل مشوارًا عشته في كل لحظة من حياتي ، سقيته من دمي، وحوطته بأحبتي وظللت عليه برموش عيوني ، لتبقى القضية الحق متقدة لا تنطفئ ، رافض لكم أي نوع من الهوان، متمني لكم بالعيش الهنيئ المشرف،
فهل أجد بينكم من يبقى على العهد رافع راية العزة، مباهي بالكرامة، شامخًا بمشروع الجهاد، يعرف أين يوجه البوصلة، مقدر قيمة الطريق الذي اختاره لنا الله، لا يحول عنه مهما كانت التحديات.


هنا أقف مع الزمن، أشكي له ليشكي لي، ففراقك سيدي نال من أرواحنا وأخذ من أجسادنا،
لتبقى العيون معلقة، مابين نظراتك المتألقة الواعدة بالحب، وصوتك الجهوري الدافئ العميق الصادق المتوعد لنا بالحرية ولأعدائنا بالزوال، ولحيتك الوقورة الزارعة فينا مع كل شعرة بيضاء فيها الأمل بزمن جميل مشرق ،
وابتسامتك الحنونة المضيئة لنا درب العظماء ،
لأقول لك (إنا على العهد باقون) ولن يخيب ظنك فينا سيدي، وسنحمل رايتك ونحمل دمك ونحمل أهدافك، ونواصل الطريق بعزم راسخ وإرادة وإيمان وعشق للقاء الله، كما علمتنا يا سيد الشهداء وشهيد الإنسانية
فقد وعينا على خطاباتك وتربينا على عنفوانك،
فعندما ننتصر ننتصر وعندما نُستشهد ننتصر،
ودمك الطاهر الذي قدمته بكل حب ورضا من أجلنا لن يذهب هدرًا وسيظل متقدًا ولن ينطفئ ما بقي في أجسادنا حياة، وحين يتوقف بنا الزمن لن تبقى إلا صورتك البهية نصب أعيننا ،
متمنين من الله أن يكون معك اللقاء

* المقال يعبر عن رأي الكاتب