صنعاء تحتفل بعيد الثورة التي كتبت تاريخ اليمن الجديد
السياســـية: تقرير // صادق سريع
يحتفل اليمن، اليوم الأحد، بالعيد الوطني الحادي عشر لثورة 21 سبتمبر المجيدة؛ الثورة التي أطلقت على "إسرائيل" أكثر من 1,280 صاروخًا ومسيّرة، وضربت 245 سفينة تجارية وحربية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية في المياه الإقليمية والمحيط الهندي، بمعركة الإسناد لغزة ضد عدوان حرب الإبادة والتجويع الصهيونية.
21 سبتمبر ثورة شكّلت نقطة تحوّل في تاريخ اليمن، وحولته من تابع ومتبوع ومسلوب القرار والإرادة والسيادة ومخترق الهوية، يدور في فلك مراكز النفوذ الخارجية، إلى قوة ردع هزّت أركان النظام الإمبريالي المستبد، وغيرّت موازين القوة ومعادلات السياسة والحروب، ومفاهيم قواعد الاشتباك العسكرية.
وصاغت من حروف أهدافها السبتمبرية اليمنية الخالصة تاريخ اليمن الجديد، الذي أغلق أبواب التدخلات الخارجية وألغى بروتوكولات الوصاية الأجنبية على اليمن، وحوّلته إلى قوة إقليمية وعالمية يمتلك جيشًا قويًا يقارع ندًا لند جيوش أنظمة الاستعمار العالمية.
21 سبتمبر 2014، ثورة يمنية خالية من إملاءات حكام السفارات الأجنبية، وُلدت من ربيع الوعي الثوري والنضال الوطني وآهات الوطن ومعاناة الشعب وعطشه للحرية وسخطه على هيمنة الطغاة على القرار السياسي والكرامة والثروة والحق في الحياة بسلام وأمان وتقرير المصير وبناء اليمن.
جاءت لتحقيق الأهداف السبتمبرية والإكتوبرية وفق أحكام وثقافة القرآن الكريم: بناء جيش وطني قوي، تحقيق الوحدة الوطنية والعربية، ورفع مستوى الشعب اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا، بعقيدة إيمانية مستمدة من روح الشريعة المحمدية.
وباتت نموذجاً ثورياً عالمياً، انتصرت في معركة الوجود والتضامن والإسناد العربي والنصرة لغزة، ودعم قضية الأمة "مظلومية فلسطين" في زمن الحصار ودوامة حملات العدوان، بقوة جيش وطني يمتلك الشجاعة الإيمانية والإرادة الصلبة وروح المقاومة والجهاد المقدّس.
ثورة سبتمبرية كسرت شوكة الطغاة وأسقطت مؤامرات العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي على اليمن في 26 مارس 2015، وعدوان التحالف الأمريكي - البريطاني - الإسرائيلي في 12 يناير 2024، ثم العدوان الأمريكي الأخير في 15 مارس إلى 6 مايو 2025، بينما لا تزال "إسرائيل" تشن عدوانها الصهيو - أمريكي على اليمن حتى اليوم.
وفرضت - بفضل الله - في زمن الخذلان والتطبيع بنيران صواريخها بمعركة الإسناد اليمنية الوحيدة لغزة ضد العدو الصهيو-أمريكي، الحظر البحري والجوي على مطارات وموانئ الكيان: اللد ورامون وميناء حيفا، وسفنه والمرتبطة به في المياه الإقليمية والدولية، وأغلقت بوابته الجنوبية (ميناء أم الرشراش)، وأغرقت أربع سفن تجارية انتهكت قرار الحظر اليمني.
وصنع اليمن في عهدها الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والانشطارية والمسيّرات الذكية محلية الصُّنع، التي غيرّت مفاهيم الحروب العسكرية الحديثة، وصورة اليمن الجديد في ذهنية الشعوب، وفي خطاب دبلوماسية الأنظمة والقوى العالمية وفق قاعدة النديّة وحَضَّرَتْ سيادة القوة.
الرّحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والخزي لأعداء الوطن ومرتزقة العدوان والنّصر لليمن وغزة، وعيداً سبتمبرياً مباركاً يفوح بالإنتصارات، وكل عام وأنتم بخير.

