السياسية || محمد علي القانص*


تحاول بل تسعى أدوات الارتزاق والعمالة، بالتزامن مع اقتراب موعد ذكرى المولد النبوي الشريف، على صاحبه وآله أفضل الصلاة والتسليم، إثارة الفوضى وتفكيك الجبهة الداخلية في المناطق الحرة، وذلك دون شك بتوجيهات سعودية وإماراتية وبأوامر أمريكية صهيونية، لأن الاحتفال بهذه المناسبة يزعج أعداء الله ورسوله.

فعندما يحيي أبناء اليمن هذه المناسبة العظيمة، بعد أن غابت لعقود من الزمن، فهذا الأمر يدل على الصحوة والعودة إلى المبادئ الإسلامية الأصيلة والارتباط بالرسول الأعظم وتعظيم شعائر الله. وهو ما لا يرضي اليهود الذين يعملون ليل نهار لإبعاد الأمة عن دينها ونبيها. ويساعدهم في ذلك علماء البدعة من الوهابيين ومن يدور في فلكهم، الذين لم يصدروا حتى بيان إدانة ضد الكيان الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء غزة، بقدر ما اهتموا بإصدار فتاوى تحريم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

كما أن اختيار توقيت اقتراب المولد النبوي لإحداث الفوضى والنيل من الجبهة الداخلية في صنعاء وغيرها من المناطق الحرة، يؤكد أن هذه المناسبة وإحيائها يدل على أنها تحمل تأثيرًا كبيرًا في إحياء نفوس المؤمنين وإحراق قلوب اليهود والمتصهينين.

ما يميز هذه المناسبة، هو أنها تميز الخبيث من الطيب، ويرافقها خطوات عملية، تهدف إلى استنهاض أمة الملياري ونصف المليار مسلم، واتخاذ خطوات تصعيدية في تصحيح مسار الأمة الذي حرفته القوى المعادية منذ قرون، عبر أدواتها المتصهينة. كما أن المولد يمثل محطة لبدء مرحلة تصعيدية جديدة ضد المشاريع الصهيونية والأمريكية والسعودية الرامية إلى إسقاط المنطقة، وإسقاط اليمن جيشًا وشعبًا وأرضًا وإنسانًا. وهذا من سابع المستحيلات، لأن اليمن بات متسلحًا بالإيمان والجهاد، وأبناؤه لا يخشون في الله لومة لائم.

لذلك أنصح من يحاول زعزعة الجبهة الداخلية أن يعود إلى فتنة ديسمبر ٢٠١٧م، ويستفيد من العبر والدروس، ويراجع حساباته جيدًا قبل وقوع الفأس على الرأس. اليوم ليس كالأمس، ومن الأجدر بكم أن تتحركوا لرفض جرائم الإبادة، والتجويع، والتهجير التي يتعرض لها أبناء غزة الأبطال، أحباب الله ورسوله.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب