ستفشل المناورة الصهيو- أمريكية الخبيثة
أ. عبد الرقيب البليط*
من أساليب الإفتراءات والتضليلات الخبيثة للسياسية الصهيو-أمريكية، ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه ستيف ويتكوف ورئيس حكومة الكيان المؤقت بنيامين نتنياهو عن تحميل حركة المقاومة الفلسطينية حماس مسؤولية توقف مفاوضات الدوحة بشأن اتفاق هدنة وقف إطلاق النار لمدة ستين يوماً وإستئناف صفقة تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة المجوّعين في القطاع المحاصر.
وصفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين هي محض افتراء وكذب وخداع وتضليل صهيو أمريكي بمعنى مناورة صهيو - أمريكية سياسية منسقة، الهدف من تلك المناورات اللااخلاقية التالي:
أولاً: تأليب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ضد فصائل المقاومة الفلسطينية التي أبرزها حركة المقاومة الإسلامية حماس للضغط عليها لتقديم تنازلات في المفاوضات السياسية الجارية في قطر بين المقاومة والكيان بوساطة مصرية- قطرية ورعاية أمريكية.
ثانياً: تأخير استكمال المفاوضات والتوقيع على الإتفاق خلال هذا الأسبوع بعد أن يعلق الكنيست الإسرائيلي دوامه غداً الأحد ليذهب في إجازة لمدة ثلاثة أشهر لأن الأحزاب السياسية الدينية المتطرفة الحليفة للمجرم نتنياهو تعارض وترفض هذا الإتفاق، بل وتهدده بحل حكومته عبر الكنيست الإسرائيلي.
ثالثاً: لتهدئة القيادات العسكرية والضباط والجنود الصهاينة الذين يهددون قيادة جيش الكيان بالتمرد عن مواصلة القتال في غزة بسبب الخسائر الفادحة التي يتكبدونها في الارواح والعتاد العسكري في ظل تزايد معدلات حالات الإنتحار والحالات النفسية والإصابات الإعاقات الجسدية بفعل كمائن الموت التي ينصبها لهم أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة.
رابعاً: تخفيف وتهدئة ضغط الشارع الإسرائيلي على الحكومة الصهيونية بالتظاهرات اليومية التي ينظمها الصهاينة من أهالي الأسرى وأحزاب المعارضة في يافا المحتلة والتي تطالب بوقف الحرب مقابل إتمام صفقة تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
لكن، لماذا نتنياهو سيُجبر على إرسال الوفد المفاوض إلي قطر هذا الأسبوع لإستكمال عملية المفاوضات مع المفاوض السياسي لحماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية والتوقيع على الإتفاق الخاص بالهدنة لستين يوماً وإدخال المساعدات الإنسانية لـغزة والبدء في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين؟
الجواب يكمن في فشل نتنياهو وترامب في عدم تحقيق أيّ من أهدافهم القذرة في غزة وقد تكبدوا الهزائم النكراء والخسائر الفادحة بالأرواح والعتاد العسكري، لذا فأنهم يسعون لتحقيق أهداف في جبهات أخرى، مثل لبنان وإيران واليمن والعراق صمن أهداف التمدد الإستيطاني في الشرق الأوسط لأن ذلك سيكون دافعاً لهم سياسياً في الإنتخابات الصهيونية والنصفية الأمريكية القادمة.
من وجهة نظري، يبدو أن أطماع مخططاتهم التوسعية الخبيثة في المنطقة ستقودهم إلى حفر قبورهم بأيديهم التي ستكون أخر محطات نهايتهم الأزلية والابدية، وبإذن الله ستنقلب كل خطط لقاءاتهم في البيت الأبيض بواشنطن ضدهم وتنتصر غزة وكل فلسطين وإن غداً لناظره لقريب.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب

