وزير الأوقاف الفلسطيني: نرفض سقف صحن الإبراهيمي لإضراره بمكانته التراثية والتاريخية
السياسية - وكالات :
أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية محمد نجم، رفض محاولات العدو الصهيوني سقف صحن الحرم الإبراهيمي، لإضراره بالمكانة التاريخية والتراثية له، ولتعديه على الصلاحيات التي تمتلكها وزارة الأوقاف الفلسطينية بشكل حصري.
وأوضح الوزير الفلسطيني في بيان صادر عن الوزارة، اليوم الثلاثاء، ونقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن أحقية الوزارة تشمل أعمال الترميم والإصلاحات التي يحتاج إليها الحرم بما فيها القسم المحتل منه.
وشدد نجم على أن الأوقاف لن تقبل بأي شكل من الأشكال الانتقاص من هذه الصلاحيات أو تعدي العدو الصهيوني عليها، مشيرا إلى أن الحرم الإبراهيمي موجود على قائمة الموروث الحضاري، ومعترف به من المنظمات الحقوقية وعلى رأسها اليونسكو، والتي نصت على عدم تغيير أي معلم من معالم الحرم.
وأشار إلى أن المكان المنوي سقفه في الحرم هو المتنفس الوحيد للحرم، وهناك خشية من تسبب السقف في بحالات اختناق بين المصلين المسلمين، خاصة في منطقة "مصلى الإسحقية"، كما أن الحرم سيكون عرضة لأضرار بنيوية وعمرانية، نتيجة إنشاء سقف معدني قد يؤثر في بنيته.
وقال نجم، إن السماح بسقف الحرم الابراهيمي يمثل تجاوزا لجميع المرجعيات القانونية التي يُعمل بها منذ مجزرة الحرم عام 1994، والتي أكدت أن وزارة الأوقاف الفلسطينية هي المخولة بالقيام بالإصلاحات بشكل حصري؛ وهو أمر يعني في حال تنفيذه إخضاع الحرم ومجريات الأمور فيه لمزاج ضباط قوات العدو الصهيوني ، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة تستغل الحرب ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضاف: العدو الصهيوني طالب منذ مجزرة الخليل بسقف منطقة صحن الحرم الإبراهيمي الشريف، ففي يوم 9/7/2024، حاول العدو سقفه دون موافقة الأوقاف، من خلال رفع قضبان وألواح حديدة، وسقفوا الجزء المكشوف من صحن الحرم، إلا أن الحكومة الفلسطينية ومن خلال وزارة الأوقاف ومعها المؤسسات الرسمية والأهلية في محافظة الخليل، شكلت غرفة عمليات مشتركة، وتمكنت من إزالة الاعتداء السافر الذي مارسته بحق الحرم الإبراهيمي الشريف بدءاً من يوم الجمعة الموافق 12/7/2024 وحتى يوم الثلاثاء الموافق 16/7/2024.
وتابع: أعاد العدو الصهيوني طرح موضوع سقف صحن الحرم بتاريخ 9/12/2024، بحجة أن القرار قد اتُخذ على المستوى السياسي بعد موافقة الحكومة الإسرائيلية عليه، وبأن عملية سقف الحرم التي تمت سابقاً كانت دون قرار سياسي.
وبتاريخ 25/2/2025م أُبلغت وزارة الأوقاف الفلسطينية بنيّة العدو الصهيوني سقف صحن الحرم الإبراهيمي الشريف، وأن هيئة التخطيط الصهيونية، هي التي ستشرف على هذا الأمر، لأن وزارة الأوقاف والمؤسسات الرسمية والوطنية ترفض ذلك.
وقال نجم، إن العدو الصهيوني يسعى إلى تحويل الحرم إلى كنيس يهودي خالص، والعمل على سحب صلاحيات وزارة الأوقاف الفلسطينية والسيطرة على الحرم بشكل كامل وطمس معالمه الدينية والتاريخية والتراثية والإسلامية وتجاوز تقسيمه زمانياً ومكانياً.
ونوه إلى أن الحرم الإبراهيمي تعرض سابقاً لانتهاكات واعتداءات كإقامة مصعد كهربائي أدى إلى تشويه المظهر التاريخي والعمراني للحرم، إضافة إلى قيام العدو الصهيوني بتمديدات وحفريات داخل أروقة الحرم وساحاته، إضافة إلى ما يتعرض له الحرم من انتهاكات يومية تجاه سدنته وموظفي وزارة الأوقاف والمصلين الذين يؤمونه لصلاة فروضهم الخمسة ولصلاة التراويح.
وطالب نجم، المجتمع الدولي والمؤسسات التي تُعنى بحقوق الإنسان وحماية التراث العالمي بضرورة القيام بدورها في منع العدو الصهيوني من سقف صحن الحرم ومن انتهاكاته اليومية التي تعمل تحت غطاء سياسي حكومي واضح.
كما طالب مؤسسات محافظة الخليل الرسمية والأهلية بالقيام بدورها في حشد الطاقات ووضع البرامج التي تمنع العدو الصهيوني من تنفيذ تهديداته التي تؤثر في مستقبل الحرم وهويته الدينية والتراثية، فيما طالب أبناء محافظة الخليل بضرورة الرباط في الحرم وتأدية الصلوات والمشاركة في المناسبات الدينية التي تقام فيه؛ فبجهودهم هم ستسقط مخططات العدو وتذهب إلى الأبد.