السيد الحوثي: سنتدخل عسكرياً إذا اتجه الأمريكي والإسرائيلي لتنفيذ خطة التهجير ونكثوا باتفاق غزة
السياسية – متابعات:
حذّر قائد حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، من الخطة الأمريكية لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مهدداً بأنّه إذا نجح الأمريكي في تمرير خطته، فإنّ اليمن "سيتدخل بالقوة العسكرية لمنعها، ويتحرك في إطار واجبه الجهادي، ولن يقف متفرجاً".
وفي خطاب بشأن آخر التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية، أوضح السيد الحوثي أنّ خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ووطنه، هي "مصادرة لحق تتفرع منه حقوق كثيرة".
وأشار إلى أنّ ترامب "مجرم ومعتاد على إطلاق كلمات تشبه الترهات والتهريج"، و"خطته أشبه بنكتة وكلام ساذج من قبل رئيس دولة تقدم نفسها على أنّها بلد حضاري بعناوين زائفة".
وقال السيد الحوثي إنّ "تكرار المجرم ترامب طرح موضوع التهجير للشعب الفلسطيني يُظهر إصراره على خطته الإجرامية التي تتنكر للحق والعدالة".
وفي السياق، شدّد على أنّ خطة ترامب "باطلة وظالمة"، فيما "هو يبدو جاداً في الترويج لها وممارسة الضغوط على بعض الدول العربية للقبول بها".
وأضاف: "لم نستغرب هذه الخطة من جانب الرئيس الأمريكي الذي تعبّر سياساته عن الطغيان وعن تاريخه الإجرامي"، لافتاً إلى أنّ "لا حدود لأطماع الرئيس الأمريكي الذي يؤمن بالمشروع الصهيوني العدواني الظالم، والذي يسعى لتحقيقه".
وأشار إلى أنّ ترامب الذي "حمل في ولايته الأولى عنوان صفقة القرن، انتقل في ولايته الثانية إلى جريمة القرن"، إذ "يعمد عبر خطته إلى تحقيق ما عجز عن إنجازه العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
كما بيّن السيد الحوثي أنّ الأمريكي عندما يطرح مسألة تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة ومن الضفة الغربية، فهو "يسعى لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل".
وأردف أنّ خداع الأمريكي "انكشف في كل مسار التسوية"، فالأمريكيون أنفسهم "يتنكرون لكل الاتفاقيات التي عقدتها السلطة الفلسطينية مع العدو الإسرائيلي في مسألة حل الدولتين، بإشرافهم وتحت رعايتهم".
"مسؤولية العرب كبيرة في رفض خطة ترامب"
ولفت السيد الحوثي إلى أنّ الأمريكي "لم يقدّر أو يراعِ حتى الدول العربية نفسها التي خذلت غزة خلال العدوان"، و"هو يدعم التوسع الإسرائيلي في السيطرة على بقية الأراضي العربية".
ومن هذا المنطلق، شدّد على أنّه "ينبغي أن يكون هناك وعي لما قبل وبعد الخطة التهجيرية، التي هي جزء من المشروع الصهيوني الساعي للتوسع واستهداف المقدسات وفي مقدمها المسجد الأقصى، والتي يتوقف نجاحها على قبول العرب بها".
وبيّن السيد الحوثي أنّه "لا يمكن لخطة ترامب أن تنجح إلاّ بقبول العرب لها، ولاسيما من جانب الدول العربية المجاورة لفلسطين".
وقال إنّ "هناك مسؤولية كبيرة على الدول العربية التي أعلنت موقفاً واضحاً برفض خطة ترامب، وهذا مهم، والأهم هو الثبات".
وأكّد السيد الحوثي أنّه "لا يجوز للعرب القبول بخطة ترامب، وإلاّ فإنّ ذلك سيكون شراكة في جريمة التهجير الفظيعة"، مبيناً أنّ "الأمريكي يسعى للإيقاع بهم".
وفي الإطار، شدّد السيد الحوثي على ضرورة "الاستفادة من الإجماع العربي والعالمي في رفض خطة ترامب، عبر التوحد ورفض التحول إلى أدوات بيد الأمريكي"، كما "يجب أن يتجه الجميع إلى مساندة الشعب الفلسطيني، وأن يكون موقف العرب ثابتاً برفض الخطة، وإلاّ ستكون خيانة كبرى".
وبحسب السيد الحوثي، فإنّ "أي موافقة على خطة ترامب ستكون لها تبعات خطيرة في المنطقة".
"اليمن ثابت في نصرة الشعب الفلسطيني"
وعن الموقف اليمني بشأن التهديدات بنكث اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعودة الحرب، فأكّد السيد الحوثي أنّ موقف اليمن "ثابت ومبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وسيقف معه بكل ما أمكنه".
وأوضح أنّ الإسرائيلي "لم يلتزم حتى الآن بمتطلبات اتفاق وقف إطلاق النار عبر منعه إدخال المساعدات والمعدات اللازمة والخيام"، مشيراً إلى أنّ "إسرائيل خرقت الاتفاق بتشجيع من ترامب المهرج الضامن المخادع الذي يتنكّر لكل الحقوق، والذي توعد المقاومة بالجحيم إذا لم تفرج عن الأسرى".
وأشار إلى وجوب الحذر من المساومة والمقايضة لأنّ الأمريكي "قد يلجأ إلى التأجيل وليس الإلغاء"، متوجهاً إلى ترامب رداً على تهديداته بالقول: "الجحيم هو لك وأمثالك من الطغاة والمجرمين والمستكبرين".
وإذ شدّد السيد الحوثي على وجوب أن "يكون هناك موقف عربي إسلامي قوي وصريح وواضح في مقابل لغة الطغيان"، فإنّه حذّر من أنّ المنطقة "قد تذهب إلى مشكلة كبيرة لأنّ العدو لا يمكن أن يحصل على أسراه عبر لغة العدوان والتهديد".
"سنردّ عسكرياً على أي عدوان على غزة"
وفي هذا السياق، توعّد قائد حركة أنصار الله بأنّ اليمن "سيتجه فوراً اتجاهاً عسكرياً عبر عملياته لاستهداف العدو الإسرائيلي والأمريكي معاً في حال اتجه إلى العدوان على غزة السبت أو قبله أو بعده"، داعياً القوات المسلحة اليمنية إلى الجاهزية الكاملة تحسباً لأي عدوان أمريكي.
وأردف بالقول: "لن نتردد في استهداف العدو الإسرائيلي والأمريكي، معاً وسنراقب مسار تنفيذ الاتفاق، وشعبنا سيوجّه من خلال تظاهرته المليونية غداً رسالةً تحذيريةً للإسرائيلي والأمريكي من النكث بالاتفاق".
وختم السيد الحوثي خطابه بالتأكيد أنّ اليمن "سيكون في رصد مستمر وتنسيق مستمر مع المجاهدين في فلسطين ومحور المقاومة"، متوجهاً إليهم بالقول: "لستم وحدكم، ونحن معكم وسنبقى معكم، حتى تحرير فلسطين وإسقاط الخطط الشيطانية الباطلة".
* المادة نقلت حرفيا من الميادين نت