السياسية:

ناقشت حلقة نقاشية عُقدت بصنعاء اليوم الأدوار والمسؤوليات المنوطة بمنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية في تعزيز وحماية الطفولة والمسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص في تعزيز حقوق الطفل.

وتطرقت الحلقة النقاشية التي نظمتها وزارة العدل وحقوق الإنسان بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، بمشاركة 35 مشاركًا ومشاركة من الجهات المحلية والدولية العاملة في مجال الطفولة، إلى دور المنظمات الدولية في تعزيز ورعاية حقوق الطفل.

وفي الافتتاح أكد وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي مجاهد أحمد عبدالله، الحرص على ان تولي المنظمات العناية بحقوق الطفل وفقا لمفاهيم الإسلام والثقافة والهوية الإيمانية والوطنية.

وعبر عن الأمل في أن يخرج المشاركون في الورشة بأولويات بشأن برنامج تعديل الحماية القانونية للأطفال المرافقين لأمهاتهم في السجون والاهتمام بأطفال الشهداء، متمنيًا أن تسهم توصيات الحلقة النقاشية في الحماية الفعلية للطفولة ودعم حقوق الطفل ورعايته والعناية بالطفولة.

كما أكد الوزير مجاهد أحمد استعداد وزارة العدل وحقوق الإنسان التعاون مع المنظمات المساندة لحقوق الإنسان وحماية حقوق الطفل، والمساهمة في رعاية الطفولة في ضوء الدستور والقوانين الوطنية والأولويات لحكومة التغيير والبناء وبرنامجها العام.

وفي الحلقة التي حضرتها عضو مجلس الشورى حسيبة شنيف، أشار مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان علي صالح تيسير، إلى أهمية الحلقة النقاشية التي يشارك فيها العديد من ممثلي الجهات المحلية والدولية، لتدارس آليات حماية الطفولة وحقوق الطفل.

وأفاد بأن انعقاد الحلقة النقاشية يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، الذي يُرتكب بحق الطفولة في فلسطين ولبنان واليمن أفظع الجرائم وأشنعها من قبل العدو الصهيوني، المدعوم أمريكيًا وبريطانيًا، إضافة إلى ما يُمارسه الاحتلال الصهيوني من حرب إبادة وتطهير عرقي وجرائم يندى لها جبين الإنسانية في غزة ولبنان.

وعبر تيسير عن إدانته واستهجانه لصمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والإنسانية إزاء ما يرتكبه كيان العدو الغاصب من مذابح جماعية في غزة ولبنان، مبينًا أن هناك عشرة آلاف طفل استشهدوا وأُصيبوا جراء العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن، فيما قضى نحو 360 ألف طفل يمني بسبب الحصار المفروض على البلاد.

وأعرب عن الأمل في أن تكثف المنظمات الدولية جهودها ودعمها للطفولة في اليمن وخدمة الأطفال ورعاية حقوقهم، خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي يمرون بها .. مستشهدَا بمجازر العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي من أطفال ضحيان، واستهداف عائلة الطفلة بثينة وغيرها الكثير من الجرائم التي تم ارتكابها بحق الإنسان والطفل والمرأة اليمنية.

وكان مدير عام المنظمات وشؤون المجتمع المدني بوزارة العدل وحقوق الإنسان رامي اليوسفي، استعرض أهداف الحلقة النقاشية والأدوار والمسؤوليات الحكومية التي ينبغي القيام بها وكذا أدوار منظمات المجتمع المدني في حماية الطفولة وحقوق ورعاية الطفل.

فيما أشارت كلمتا الطفل اليمني والطفل الفلسطيني إلى أن أطفال اليمن ولدوا وماتوا تحت أنقاض القصف والدمار ودُمرت حياتهم في زمن العدوان ولم يعيشون طفولتهم.

وقالت كلمة الطفل اليمني "باسم كل طفل يمني أتوجه بهذه الرسالة لأطفال العالم وكل المنظمات الإنسانية وإلى الأمم المتحدة، عشرة أعوام ونحن تحت القصف والحصار ونازحون بلا عناية صحية ولا تعليم، حيث دمر العدوان مدارسنا وأحرق كتبنا ودفاترنا وقتل معلمينا وزملائنا ودمر المستشفيات والحدائق والألعاب والمنازل ومنذ فتحنا عيوننا على العالم ونحن نرى بشاعة التعامل مع الأطفال".

وتساءل "أين حقوق الطفل اليمني والفلسطيني وهل هم محسوبون على أطفال العالم، لماذا أصبحنا هدفًا رئيسيًا في الحرب واستمر قتلنا واستهدافنا بكافة الأشكال ولم نلق أي دعم أو اهتمام من قبل دعاة الإنسانية وحماة حقوق الإنسان".

وأوضحت كلمة الطفل الفلسطيني أن كل يوم يُقتل عشرات الأطفال وتقطع أطرافهم وترتوي رمال غزة بدمائهم وأكثر من 13 ألف طفل فلسطيني استشهدوا وأكثر من 71 ألف فلسطيني فقدوا أطرافهم ويُتموا وفقدوا مقومات الحياة من التعليم والدواء والغذاء وأبسط حقوقهم.

وأشارت إلى أنه تم استهداف الأطفال في منازلهم والمدارس ومخيمات النزوح وحرمانهم من الأبوة والأمومة .. مناشدًا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وأطفال العالم إنقاذ أطفال فلسطين من مذابح ومحرقة الكيان الصهيوني بحقهم.

وفي مداخلة لممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بصنعاء معاذ أبو شمالة، أوضح أن الاحتلال الصهيوني الإرهابية يواصل عملياته الإجرامية على المدنيين في قطاع غزة وينفذ هجماته على كل شيء إنساني في المستشفيات والمدارس التي تؤوى النازحين والمساجد والمخيمات ضاربًا عرض الحائط بالأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.

واعتبر استمرار العدو الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري ضد المدنيين العزل وفرض حرب التجويع على أكثر من مليوني إنسان في غزة، إهانة للإنسانية جمعاء والقوانين الدولية والمجتمع الدولي برمته.

وقال "إن الواقع المؤلم لما يجري في غزة يضع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية أمام حقيقة دورهم المناط بهم في حماية الأطفال وتوفير كل مقومات الحياة الإنسانية ويحملهم المسؤولية السياسية والأخلاقية والإنسانية للعمل والتحرك الجاد لوقف المجازر والإبادة الجماعية التي تتعرض لها الطفولة وكل المظاهر الإنسانية في غزة".

وطالب أبو شمالة المؤسسات الدولية بفرض حٍزم من العقوبات الرادعة على كيان العدو الصهيوني الإرهابي لإيقاف عدوانه .. مؤكدًا أن استمرار واشنطن على بقاء النظام الدولي في إعطاء الحصانة للصهاينة التي تحول دون مساءلتهم أو محاسبتهم على ما يرتكبون من جرائم دون رادع قانوني خاصة بعد تعدي عدد الضحايا الحواجز المريعة واستمرار الإبادة الجماعية لأكثر من اثنين مليون فلسطين ومحاصرتهم في القطاع.

عقب ذلك قدّمت أمة الملك الخاشب من قطاع التعاون الدولي بوزارة الخارجية والمغتربين مداخلة عن دور الوزارة في إصدار بيانات الشجب والإدانة باستمرار إزاء الانتهاكات التي ارتكبها تحالف العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي ضد المدنيين في اليمن، بما فيهم استهداف الأطفال.

وأوضحت أن وزارة الخارجية مشاركة في كافة اللجان المتعلقة بحقوق الطفل والطفولة بشكل عام من اللجنة الفنية التابعة لوزارة حقوق الإنسان والفريق الوطن للتعامل مع فريق الخبراء الإقليميين والدوليين البارزين المعنيين في اليمن، مشيرةً إلى دور وزارة الخارجية في مخاطبة المجتمع المدني بالانتهاكات التي كانت تحصل لأطفال ونساء اليمن والمدنيين.

أثريت الحلقة النقاشية بمداخلات من قبل المشاركين من منظمات اليونيسف ورعاية الأطفال الدولية وهندكاب انترناشال واللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئة التنسيق للمنظمات غير الحكومية لرعاية الأطفال ومنظمة انتصاف للمرأة والطفل والمدرسة الديمقراطية وعدد من منظمات المجتمع المدني، وأعضاء اللجنة الفنية من رعاية الأحداث من الجهات الحكومية.
سبأ