اليمن يزداد تمسكاً بالقضية الفلسطينية بعد مرور عام من "طوفان الأقصى"
السياسية:
طوي عام من عملية "طوفان الأقصى" التي مثلت محطة فارقة في تاريخ الصراع العربي، "الإسرائيلي"، وتطوراً نوعياً أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن كانت أوراقاً في أرشيف المجتمع الدولي ومنظماته، يساوم بها بين الوقت والآخر لإلهاء الشعوب العربية والإسلامية.
ظلّت القضية الفلسطينية على مدى أكثر من سبعة عقود تراوح مكانها بالرغم من القرارات الدولية ذات الصلة، والمؤكدة على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، إلا أن قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا، كانت وراء إحباط أي قرارات دولية معنية بحقوق الشعب الفلسطيني، مستفيدة من تماهي قيادة أنظمة عربية وإسلامية مع سياسة واشنطن ولندن في دعم الكيان الصهيوني وإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
في السابع من أكتوبر 2023م، كانت المستوطنات الصهيونية المحتلة على موعد مع عملية "طوفان الأقصى"، التي أسقطت أقنعة القوة التي لا تقهر والأسطورة العظمى التي رسمها الإعلام بشكل عام والعربي بوجه خاص في أذهان شعوب الأمة من خلال ممارسة أبشع أنواع الإرهاب الفكري والإعلامي.
استطاع رجال المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس، التنكيل بعصابات العدو الصهيوني عبر خطة واستراتيجية عسكرية محكمة، أذهلت قادة العدو من خلال هجوم صاروخي واسع النطاق شنَّته فصائل المقاومة، ووجَّهت آلاف الصواريخ صوب المستوطنات الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق.
وباعتراف إعلام العدو نجحت خطة المقاومة الفلسطينية خلال ساعات محددة في السيطرة على مراكز قيادات كيان العدو الصهيوني وتجاوز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد"، والأمريكية "CIA " بما تمتلكه من إمكانات وقدرات عسكرية واستخباراتية ضخمة وقتل وإصابة وأسر العديد من الجنود الصهاينة وتدمير آليّات عسكريّة إسرائيليَّة.
الشعب اليمني، من الشعوب العربية والإسلامية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ عقود، ولم يبخل يوماً ما أو يتخلى عنها، وقدّم تضحيات جسيمة من أجلها في سبيل دحر العدو الصهيوني من الأراضي المحتلة، سواء كان في فلسطين أو جنوب لبنان.
ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، ساند الشعب اليمني الأشقاء في فلسطين بالقول والفعل، بالرغم من أن اليمن يعيش منذ نحو عشر سنوات عدوان وحصار من قبل التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً، إلا أن القضية الفلسطينية حاضرة ومتجذرة في وجدان اليمنيين، ويعيشون آلام الفلسطينيين وأحزانهم في غزة والضفة وكل فلسطين.
وما إن أعلنت المقاومة الفلسطينية عملية السابع من أكتوبر 2023م، بادر الشعب اليمني بقيادة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمشاركة الشعب الفلسطيني صموده وثباته وتصديه لعصابات الكيان الصهيوني ودعم مقاومته، ليس بالقول وإنما بالفعل من خلال خطوات ومراحل مدروسة واستراتيجيات عسكرية محكمة آتت أكلها على الواقع.
خلال أكثر من عام على عملية "طوفان الأقصى" والشعب اليمني لم يكل أو يمل، في دعم ومناصرة القضية الفلسطينية في غزة وكل فلسطين، بكل ما يمتلكه من إمكانيات، بما في ذلك الاحتشاد المليوني الأسبوعي، للتعبير عن استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة.
وما زاد من إصرار اليمنيين، وصمودهم واستبسالهم في التصدي لقوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، هو التصعيد الأمريكي والبريطاني والصهيوني بشن عدوان على اليمن ولبنان وسوريا والعراق، مستهدفاً كل من يساند المقاومة الفلسطينية أو يدعمها في محاولة لتركيع الشعوب الحرة وإخضاعها للهيمنة الأمريكية والأوروبية.
واصل اليمنيون تضامنهم مع الشعبين الفلسطيني واللبناني بالأنشطة الشعبية والفعاليات التضامنية التي بلغت حسب السيد القائد حتى الأسبوع الماضي 746 ألفاً و972 نشاطاً، في حين بلغت أنشطة التعبئة على مستوى المسير العسكري والعروض والمناورات والأنشطة العسكرية ألفين و866 نشاطاً.
وجددّ السيد القائد التأكيد على "أن جبهة اليمن مستمرة في موقفها المبدئي الإنساني الأخلاقي الديني الإيماني لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه وإخوتنا في لبنان ومجاهدي حزب الله ومع الجمهورية الإسلامية في إيران ومع إخوتنا في العراق ومع كل أحرار الأمة".
ويؤكد متابعون، أن الموقف اليمني، يُعلى ولا يُعلى عليه، فاليمنيون يقدمون القضية الفلسطينية على قضيتهم أو قضاياهم وهذا ما يميزهم عن بقية الشعوب العربية والإسلامية، فاليمن الدولة العربية الوحيدة التي تتحرك نصرةً للأشقاء الفلسطينيين في زمن يوجد فيه حكام "عرب" متصهينين ومطبعين وخائنين.
ستظل عملية "طوفان الأقصى"، واحدة من أهم العمليات النضالية التي خاضها الشعب الفلسطيني منذ عقود في مواجهة الكيان الصهيوني، وإدخاله في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة وإنهاكه وداعميه على مختلف المسارات، لأول مرة في تاريخ الكيان المؤقت، وهو ما ميزها عن سابقاتها من العمليات النضالية الفلسطينية.
سبأ