كبريات الشركات تهجر "الأحمر": صنعاء تُفشل كسر "الحظر البحري"
السياسية:
رشيد الحداد*
استهدفت قوات صنعاء البحرية، ضمن عملياتها العسكرية ضد السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، سفينتين: إحداهما نفطية أمريكية في البحر الأحمر، وثانية تجارية في المحيط الهندي، كون الشركة المالكة لها انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر المتوسط.
وأكد الناطق باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع قيام الأخيرة بتنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا السفينة النفطية الأمريكية "أولمبيك سبيريت" في البحر الأحمر بـ 11 صاروخاً باليستياً ومسيّرتين، والسفينة "سانت جون" في المحيط الهندي بصاروخ مجنّح.
وكانت أكدت "هيئة عمليات التجارة البحرية" البريطانية، في بيان، أنها تلقت تقريراً عن وقوع حادث على بعد 70 ميلاً بحرياً جنوب غرب مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر. وقالت إن "قبطان السفينة أبلغ عن إصابتها بقذيفة مجهولة المصدر"، مشيرة إلى تعرّض السفينة لأضرار بالغة.
ويأتي الهجوم الجديد في أعقاب تأكيد مصدر ملاحي يمني قيام البحرية اليمنية بالبعث برسائل تحذيرية جديدة إلى كافة السفن الملاحية الدولية التي تورّطت مع إسرائيل، حذّرتها فيها من مغبة المرور في المياه الإقليمية والدولية في البحر الأحمر، كونها اخترقت القرار اليمني بالدخول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة عبر البحر الأبيض المتوسط.
ووفق المصدر، فإن معظم الشركات الملاحية الدولية التي ليست لها علاقة مع الكيان الاسرائيلي، أعلنت امتثالها للقرار اليمني والإجراءات المتخذة من قبل البحرية اليمنية، ويتم التواصل من قبل طواقم سفنها قبل دخول نطاق العمليات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي مع البحرية اليمنية لطلب الإذن بالدخول، وتُمنح بالتالي ترخيص مرور آمن.
كما تزامن الهجوم الجديد مع تجديد شركتي "ميرسك" الدنماركية و"هاباغ لويد" الألمانية العملاقتين للشحن البحري، وهما على علاقة بالكيان الإسرائيلي، إعلانهما تجنّب المرور من البحر الأحمر بعد فشل تحالف "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة في تحقيق أهدافه، ومن ثم انهياره على وقع الهجمات اليمنية.
وكانت الشركتان تنويان العودة إلى الإبحار عبر البحر الأحمر في أيلول الماضي، إلا أن استمرار وتصاعد العمليات اليمنية حال دون ذلك.
وأقرت الشركتان الاستمرار في الإبحار عبر الطريق الأطول، باستخدامهما نحو 340 سفينة عوضاً عن 300 سفينة تجارية كان من الممكن استخدامها في حال استئناف الشركتين عملياتهما عبر البحر الأحمر.
وقالتا، في بيان صادر عنهما، إن سفنهما ستتجنّب البحر الأحمر بسبب المخاوف الأمنية المستمرة، وستستخدم رأس الرجاء الصالح، في إطار تحالفهما الجديد المسمى "تعاون جيميني"، اعتباراً من شباط 2025.
وتحاول الشركتان من خلال التحالف الجديد، أن تتغلّبا على مشكلة تأخير وصول الشحنات وتسليمها في الوقت المحدد للزبائن.
وسبق أن استهدفت قوات صنعاء عدداً من السفن التابعة للشركتين، في نطاق عملياتها البحرية المساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة.
وبالتوازي مع تصاعد العمليات اليمنية البحرية والجوية ضد الكيان الإسرائيلي، عقدت ثلاث من الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وهي مصر والصومال وإريتريا، قمة في أسمرة، ناقش قادتها خلالها الأزمات في المنطقة وأزمة البحر الأحمر، وتطرقوا إلى تصاعد عمليات قوات صنعاء في هذا البحر.
ووفقاً لموقع "الدفاع العربي"، فإن الدول الثلاث اتفقت على إنشاء تحالف عسكري بحري، في حين وقّعت كل من مصر وإرتيريا اتفاقية دفاعية ثنائية تضمنّت تنفيذ خطوات لحماية الشحن في البحر الأحمر الذي تعطّل، على حد زعم الموقع، بسبب هجمات القوات اليمنية.
وعلى رغم تصاعد الحراك الدبلوماسي والعسكري بين القاهرة وأسمرة مؤخراً، يبدو أن صنعاء تلقت رسائل تطمينية في هذا الشأن مفادها أن الحراك الأخير بين مصر وإرتيريا يهدف إلى كبح النفوذ الإثيوبي في القرن الأفريقي لا أكثر.
المادة نقلت من الاخبار اللبنانية بتصرف