السياسية:

رشيد الحداد*


منذ أيام، ضاعفت الولايات المتحدة تحرّكها المناهض لجبهة الاسناد اليمنية المناصرة لقطاع غزة.

وفي أعقاب تهديد إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، جبهات الإسناد لغزة، ومنها اليمن، بتشديد العقوبات، ضاعفت الولايات المتحدة تواصلها مع حكومة المرتزقة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي في عدن.

ووفقاً لأكثر من مصدر مقرب من تلك الحكومة، فإن حراكاً دبلوماسياً يقوده السفير الأمريكي، ستيفن فاجن، يجري منذ أيام مع أطراف عسكرية موالية للتحالف، تَركّز على الهجمات التي تنفذها حركة "أنصار الله" ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالكيان، والسفن التجارية الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وقالت المصادر، في حديث إلى "الأخبار"، إن الحراك الأمريكي الأخير، كشف عدم ثقة واشنطن بالفصائل الموالية للتحالف في القيام بأي دور إزاء عمليات صنعاء العسكرية ضد السفن الإسرائيلية.

ولفتت إلى أن السفارة الأمريكية في الرياض استدعت وزير دفاع الحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي المرتزق محسن الداعري، أواخر الشهر الماضي، وعقدت معه ومع فريقه عدة لقاءات بُحثت خلالها سبل تنفيذ خطة أمريكية قدّمت لأول مرة مطلع الشهر الماضي، وتهدف إلى تشكيل تحالف عسكري محلي ضد حركة "أنصار الله"، يتولّى فتح جبهات مشاغلة عسكرية في عدد من المناطق. ووفق المصادر، فإن استمرار الخلافات في أوساط أعضاء مجلس الثمانية الخونة الموالي لتحالف العدوان أعاق تنفيذ الخطة الأمريكية.

ويتزامن الحراك الأمريكي الأخير مع حراك ديبلوماسي فرنسي أيضاً؛ إذ أجرت السفيرة الفرنسية لدى اليمن، كاثرين قرم كمون، عدة لقاءات مع أعضاء في المجلس بحثت خلالها سبل مواجهة التصعيد البحري الذي تقوم به قوات صنعاء في البحر الأحمر.

وتحدثت مصادر إعلامية تابعة للحكومة الموالية للتحالف عن لقاء جمع عضو المرتزق عيدروس الزبيدي عضو مجلس الثمانية الخونة، والسفيرة كمون في أبو ظبي.

وأشارت إلى أن المرتزق الزبيدي، أكد رفض ذلك المجلس أي حوار مع "أنصار الله" قبل أن توقف جبهة الإسناد اليمنية كافة العمليات العسكرية البحرية والجوية التي تشنها ضد إسرائيل.

وكان الزبيدي، وهو رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الموالي للإمارات، قد أعلن في أكثر من لقاء تلفزيوني، انفتاحه على إسرائيل واستعداده للتطبيع معها.

وجاء هذا اللقاء بعد أسبوعين من كشف الإعلام العبري عن تواصل قيادات في "الانتقالي" مع الكيان الإسرائيلي، وإبدائها استعدادها لفتح جبهات مساندة لإسرائيل شريطة دعمها مالياً وعسكرياً.

وفي السياق ذاته، علمت "الأخبار"، من مصادر استخباراتية، أن المبعوث الأمريكي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، فشل، خلال زيارته الأخيرة لبغداد، في التأثير على جبهة الإسناد العراقية.

وقالت المصادر إن زيارة ليندركينغ، قبل أيام، ولقاءه وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، كان هدفه إفشال أي تنسيق عملياتي بين صنعاء والمقاومة العراقية.

من جانبها، أكدت الخارجية العراقية، في بيان، أن ليندركينغ الذي وصل إلى بغداد الخميس الماضي في زيارة غير محددة المدة، بحث مع حسين، الجهود الدولية لإنهاء الحرب في المن وتحقيق الاستقرار، مؤكدة أن المبعوث الأمريكي تحّدث عن مبادرات دولية لإيقاف القتال في اليمن وإحلال السلام.

وبالتزامن مع تصعيد الكيان الإسرائيلي عملياته الإجرامية في غزة ولبنان، كشفت عدة مصادر يمنية عن قيام رئيس مجلس الثمانية الخونة المرتزق رشاد العليمي، بتقديم مقترح جديد خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة ومشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، تضمّن خطة تصعيد عسكري بمساعدة حكومته الموالية للتحالف التي تتولى تقديم معلومات استخباراتية دقيقة عن عمليات "أنصار الله"، مقابل استهداف قيادات الحركة.

وفي هذا الإطار كشف الناشط اليمني، سيف المثنى، وهو المدير التنفيذي لمنظمة "هيومن رايتس ريسرتشر" في واشنطن، عن قيام حكومة المرتزقة بتقديم مقترح للولايات المتحدة لتحريك الجبهات في اليمن ضد قوات صنعاء، وذلك بدعم عسكري وضمان أمريكيين.

* المادة نقلت من موقع الاخبار اللبنانية بتصرف