استهداف العمق العدو بصاروخ "فلسطين 2" انتصار يمني جديد بنكهة الذكرى النبوي
السياسية:
كما هو الحال في كل عام، لم تمر ذكرى المولد النبوي الشريف دون أن تهدي الشعب اليمني ما اعتاد عليه في هذه المناسبة من انتصارات عظيمة على كافة المستويات.
فعلى الصعيد العسكري تزامن إحياء المهرجان المحمدي الأكبر مع تدشين الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الجديد "فلسطين 2" والذي أطلق على هدف إسرائيلي في مدينة "يافا" الفلسطينية المحتلة محققا نتائج مذهلة في تخطي كافة الدفاعات الإسرائيلية والوصول إلى هدفه بعد أن قطع أكثر من ألفي كيلو متر في دقائق معدودة.
وبقدر ما سببت هذه العملية الذعر للكيان الصهيوني وأجبرت أكثر من مليونين من قطعانه على الفرار والاختباء في جحورهم، فقد استبشر بها أبناء الشعب اليمني وكان لها وقعها الخاص على قلوبهم بالتزامن مع إحيائهم ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لتزيدهم بهجة وفخرا واعتزازا.
اعتبر اليمنيون هذا الانتصار إحدى بركات هذه المناسبة العظيمة التي يتحقق لهم فيها الكثير من الانجازات والنقلات النوعية في إطار المعركة التي يخوضونها منذ أعوام ضد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ومن بعده العدوان الأمريكي البريطاني، والعدوان الصهيوني، نتيجة موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني الشقيق.
قوبلت العملية التي مثلت تدشينا للمرحلة الخامسة من التصعيد في إطار مشاركة اليمن في معركة "طوفان الأقصى"، بترحيب كبير من كل أحرار الأمة وخصوصا من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين استيقظوا على هذا النبأ السار، والبشرى العظيمة في ذكرى مولد نبي الرحمة.
وعلى إثر هذه العملية بارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي النجاح المحقق بوصول الصواريخ اليمنية إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض، مؤكدا أن العملية أعادت وَهَجَ معركة "طوفان الأقصى" وتأثيرها على قلب "تل أبيب" من جديد.
السنوار أكد أيضا أن العملية أفشلت مساعي الكيان الصهيوني لاحتواء وتحييد جبهات المقاومة، تحت إشراف أمريكا وحلفاؤها، ليتمكن من إحراز أي نصر في معركته النازية ضد الشعب الفلسطيني، حيث أثبتت للعدو وداعميه أن تأثير جبهات الإسناد بات أكثر فعالية، وأعظم تأثيراً على طريق حسم المعركة لصالح الشعوب الحرة.
يعتبر اليمنيون ذكرى المولد النبوي الشريف موسما للانتصارات، بعد كل ما تحقق لليمن وشعوب الأمة الحرة فيها من تمكين طيلة السنوات الماضية، والتي كان من ضمنها عملية "طوفان الأقصى" المباركة التي أطلقها أبطال المقاومة الفلسطينية العام الماضي بعد أيام قلائل من الاحتفال بالمولد النبوي، لتشكل ضربة قاصمة للكيان الصهيوني لم يكن يتوقعها، ونقطة تحول في تاريخ الصراع مع هذا العدو الغاصب.
أثبتت عملية "طوفان الأقصى" أن حركات المقاومة قادرة على تحقيق النصر على عدو الأمة الكيان الصهيوني الذي وعلى الرغم من كل ما يمتلكه من إمكانات وقدرات عسكرية متطورة ودعم أمريكي غربي، إلا أنه بدا ضعيفا وغير قادر على مواجهة المقاومة المتصاعدة.
من هذا المنطلق تأتي ذكرى المولد النبوي الشريف لتؤكد أهمية توحيد الصفوف، والتمسك بالهوية الإيمانية، والقيم والمبادئ السامية التي جسدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأمة كضمانة لمواجهة كافة التحديات، وتحقيق النصر والتمكين على أعداء الأمة.
على الصعيد الداخلي تزامنت هذه المناسبة مع كشف المزيد من المؤامرات التي ظلت تنفذها شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي تمكنت الأجهزة الأمنية من كشفها والقبض عليها في إنجاز أمني استراتيجي وضع حدا لمؤامرات أمريكا واستهدافها الممنهج لليمن من الداخل على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والذي حال دون تقدم البلد طيلة العقود الماضية.
أفشل هذا الإنجاز مساعي أمريكا لتحقيق أهدافها الخبيثة في اليمن، بل ووضع حدا نهائيا لنفوذها في البلد، وأكسبها سمعة سيئة لدى الشعب اليمني وغيره من الشعوب الحرة بالنظر إلى الدور التخريبي الذي تمارسه عبر جواسيسها.
أهلت ذكرى المولد النبوي الشريف على الشعب اليمني هذا العام متزامنة مع ما يشهده من تحولات على صعيد التطوير الإداري والمؤسسي والإعلان عن تشكيل حكومة التغيير والبناء التي وبلا شك سيكون لها من اسمها نصيب في تحقيق التنمية والبناء وتحقيق الكثير من الأهداف والطموحات التي تضمنها برنامجها العام.
وعلى الرغم من طبيعة الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن في ظل العدوان والحصار والمشاركة المباشرة في معركة "طوفان الأقصى" وما ترتب عليها من تداعيات، إلا أن كل ذلك لم يشكل عائقا أمام شعب اليمن الصامد وقيادته الحرة من الشروع في وضع اللبنات الأساسية لبناء الدولة اليمنية التي تحقق الحرية والكرامة لكل اليمنيين وتنقلهم إلى واقع أفضل على المستويات كافة.
سبأ