غزة: صيادون يخاطرون بحياتهم من أجل إطعام الفلسطينيين
بقلم || علي بامبا || ترجمة: أسماء بجاش- الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي "سبأ"*
في قطاع غزة، يعتمد الناس الآن على الصيادين للحصول على الغذاء.
أكثر من ٤ الالف صياد يتحدون القيود التي تفرضها "إسرائيل" عليهم في البحر الأبيض المتوسط.
واليوم، أصبح توفير الأسماك الطازجة لـ 2.2 مليون فلسطيني جائع أمراً بالغ الخطورة... وهذا الوجه الآخر للحرب.
أشار العديد من الصيادين إلى أن المساحة المتاحة لهم للصيد محدودة للغاية وأن هناك خطر اقتراب السفن الإسرائيلية منهم وقتلهم في أي وقت.
خلال الأسابيع الأولى من الحرب على قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي موانئ الصيد في كافة مناطق قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير معظم قوارب الصيد.
وهكذا، توقف صيد الأسماك خوفاً من استهدافها من قبل "إسرائيل"، كما هو الحال مع كل حرب وتصعيد كبير.
إسماعيل أبو جياب، 35 عاماً، ربان مركب، يسكن في دير البلح وسط قطاع غزة ومنذ 7 أكتوبر، لم يتمكن من صيد السمك.
"منذ 7 أكتوبر، تم منعنا من ممارسة الصيد، حيث استهدف الاحتلال كافة الزوارق في دير البلح ودمرها وأحرق كافة الشباك.
وكما ترون، احترق قاربي في العاشر من أكتوبر، وبالتالي، احترقت جميع معدات القارب والشباك.
لقد فقدت مصدر رزقي في البحر، بعد أن فقدت القارب والمعدات بين عشية وضحاها.
لقد كانت هذه المعدات كل ما استطعت جمعة طيلة حياتي والتي كنت قد جمعتها لمدة 20 عاما.
رصاصة تلو الأخرى، وشبكة تلو الأخرى، ومجدافا تلو الآخر: "فجأة احترق كل شيء".
ومع استمرار الحرب واشتداد الجوع بسبب الحصار الإسرائيلي، اضطر المئات من الصيادين إلى المخاطرة بالإبحار في البحر بحثاً عن لقمة العيش.
"لقد تحولت حياتنا إلى جحيم بسبب هذا الحصار والحرب الوحشية التي طالت الصيادين، تبحر في البحر لمسافة نصف كيلومتر فقط وتكتشف أن القارب العسكري الإسرائيلي يطلق النار عليك، مما يؤدي إلى إصابتك أو قتلك".
"هذا يعني أنه لا يوجد ضمان للبقاء على قيد الحياة بعد السفر لمسافة متر واحد".
وقبل الحرب على قطاع غزة، كان يعمل في قطاع صيد الأسماك أكثر من 4000 صياد ومئات من الهواة، وهو مصدر رزقهم الوحيد.
"كما ترون، نحن عاطلون عن العمل الآن، نحن كالأسماك التي تموت إذا خرجت من البحر، ليس لدينا معدات أو شباك".
وقال إسماعيل: "إذا شاهد أي شخص هذا الفيديو، أتمنى ألا يتردد في مساعدة الصيادين إذا استطاع، لأننا في محنة".
ارتفعت أسعار السلع الأساسية في قطاع غزة بعد إغلاق المعبر الحدودي مع مصر مما أدى إلى تفاقم النقص في السلع الأساسية في زمن الحرب.
"ليس لدينا قارب للإبحار، ولذلك فإننا نبحث عن حلول أخرى، مثل قارب تجديف صغير، كانت لدينا محركات تعمل، ولكن الآن بعد أن احترقت المعدات والقوارب، نبحث عن قارب أصغر يعمل بالمجاديف.
ولكن لا أحد لديه أي منها، كان علينا أن نعمل من أجل الآخرين.
اليوم، الحياة أقصر والحصول على 100 شيكل مليء بالمخاطر.
لا يمكنك شراء أي شيء بـ 100 شيكل، تأخذهم إلى السوق ولا تستطيع شراء حتى حبة سيجارة.
الأسعار مرتفعة، أسعار الخضار والدقيق وزيت الطعام والسكر مرتفعة، الحياة أصبحت صعبة.
يقول إسماعيل: "إذا تمكنا من الإبحار، فيمكننا العثور على الطعام لهذا اليوم، ولكن بخلاف ذلك، لا يمكننا ذلك".
* موقع قناة "أفريكا نيوز- africa news" الكونغو، الناطق باللغة الفرنسية
*المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر وبالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع