السياسية:


صحيفة "معاريف الإسرائيلية" تنشر مقالاً للكاتب افرايم غانور يتحدث فيه مزاعم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتحقيق نصر مطلق، وينتقد حال "إسرائيل" بعد 10 أشهر من الحرب.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

رئيس حكومتنا لا يظهر أمام الجمهور والكاميرات، إلا في لحظات النجاح، ولكنه يختبئ في الساعات المصيرية، ويهرب من "الإسرائيليين" والواجب الأساسي المطلوب من كل من يحمل هذا المنصب ألا وهو الوقوف أمام الجمهور.

"انتصار مطلق؟ كلام فارغ"، قال وزير الأمن يوآف غالانت، وكان على حق عندما حوّل كلمات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى طبول تهدف إلى استغباء الشعب بشعارات سخيفة ومخادعة.

لا مكان لكلمة ومفهوم النصر في هذه الحرب. والانتصار الذي يتحدّث عنه نتنياهو هو انتصار باهظ الثمن. بالنسبة للذين ما زالوا يؤمنون بهذا النصر المطلق، يجدر بهم، ومن المحبّذ لهم أن يروا الحقائق.

هكذا يبدو انتصار نتنياهو المطلق بعد عشرة أشهر من الحرب: لا تزال حماس تحتجز 115 من "الإسرائيليين" مدنيين وجنود، ولا تزال تطلق بين الحين والآخر قذائف صاروخية وهاون باتجاه النقب الغربي ومستوطنات الغلاف. وهي تعود إلى مخيمات اللاجئين والمناطق التي سيطرنا عليها ومشطناها عدة مرات، وتعمل منها وتسبب لنا خسائر بشرية، وبخلاف ما يُزعم، فإنّ الكثير من مقاتليها يتحصنون في الأنفاق ويخرجون بين الحين والآخر لتنفيذ عمليات ضد قواتنا.

وهذا ليس كل شيء، فإنّ مستوطنات الغلاف لا تزال مهجورة، ومعظم سكانها مهجّرون ويخشون العودة إلى منطقة أصابتهم بصدمة شديدة، وهي منطقة لا يزال بإمكانك سماع دوي المدافع والصواريخ فيها كل يوم.

أمّا شمال "إسرائيل"، عرش الصهيونية، أصبحت ركاماً من الخراب ومستوطنات مهجورة وغابات محترقة، من دون ردٍ فعّال على الهجمات اليومية لحزب الله بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي الضفة الغربية وغور الأردن، تدور حرب يومية ضد الفلسطينيين الذين يهددون بنقطة الضعف لدى "إسرائيل". وفوق كل هذا تقف اليوم دولة يستحوذ عليها الرعب، وهي تتوقع هجوم الغضب الإيراني الذي يفترض أن يأتي من الشرق، والهجوم الانتقامي لحزب الله الذي يفترض أن يأتي من الشمال، والحوثيين في اليمن، الذين توعّدوا بالانتقام من الجنوب، والحركات الأخرى التي من المفترض أن تطلق صواريخها من سوريا.

ولا يبقى إلا أن نسأل: أين انتصار نتنياهو المطلق هنا؟ يُتوقع من رئيس الحكومة، الذي يطلق شعارات فارغة، أن يقف أمام الشعب ويشرح في هذه الأوقات الصعبة أين يرى هذا النصر المطلق وكيف برأيه سنصل إلى هذا النصر.

والآن هناك رئيس حكومة ينتظر أول فرصة للتخلص من وزير أمنه وسط حرب. إنّه يقف على رأس دولة غارقة حتى رقبتها في تهديدات وأخطار وأسرى ونازحين ومناطق مهجورة ومدمّرة، واقتصاد ينهار ومجتمع منقسم، وما زال يتحدث عن نصر مطلق وكأنها لعبة كرة قدم وليس مصير دولة.

* المادة نقلت حرفيا من موقع الميادين نت