غزة تعاني من القصف والتهجير الجماعي مع إعلان "إسرائيل" المرحلة الثالثة من الحرب
السياسية:
واصل الجيش "الإسرائيلي" قصفه لبلدات لقطاع غزة ليوم أمس الثلاثاء ٢ يوليو، وخاصة جنوب الأراضي الفلسطينية، وأصدر أوامر إخلاء جديدة.
وتقدر وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدد الأشخاص المتضررين بنحو 250 ألف شخص.
وعلى الرغم من عملياته الجديدة، أعطى الجيش "الإسرائيلي" الضوء الأخضر لبدء المرحلة الثالثة من الصراع، والتي من المفترض أن تبدأ الانسحاب التدريجي للقوات "الإسرائيلية".
أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، الثلاثاء 2 يوليو 2024، أن الغارات "الإسرائيلية" خلفت 8 قتلى و30 جريحا في خان يونس ورفح.
وأشار الجيش "الإسرائيلي" من جهته إلى أن العمليات مستمرة في حي الشجاعية شمال القطاع ورفح جنوب القطاع، بعد أن أمرت يوم الاثنين 1 يوليو بإخلاء جديد لبلدة عدة في جنوب القطاع.
وتقول وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن عمليات النزوح الجديدة اطبقت خناقها على حوالي 250 ألف شخص.
قالت لويز واتريدج، المتحدثة باسم الأونروا، للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من قطاع غزة: " لقد رأينا الناس والعائلات ينزحون، والعديد يبدأون بحزم أمتعتهم ويحاولون مغادرة تلك المنطقة".
وجاء الأمر "الإسرائيلي" يوم الاثنين 1 يوليو، بعد إطلاق 20 قذيفة في نفس اليوم باتجاه الأراضي "الإسرائيلية" من منطقة خان يونس.
وقبل شهرين تقريبا، أدى أمر إخلاء مماثل إلى عمليات نزوح جماعية من رفح.
ووفقاً للأمم المتحدة، فإن حوالي 80% من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة قد أصبحوا الآن نازحين.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في المنطقة سيغريد كاغ يوم الثلاثاء إنها " تشعر بقلق البالغ والعميق" إزاء أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش "الإسرائيلي".
وقالت سيغريد كاج في مقر الأمم المتحدة " لقد نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى بحثا عن المأوى والأمان، مما يرفع عدد النازحين في أنحاء قطاع غزة إلى 1.9 مليون".
" نحن مثل البدو، إلا أنه ليس لدينا مكان نجد فيه ملجأ"
قالت الحاجة فاطمة لمراسلنا في القدس سامي بوخليفة: "انها لعنة النزوح التي لا نهاية لها".
إنها واحدة من أولئك الذين فروا بالآلاف، سيرا على الأقدام أو محشورين في الشاحنات، والمنهكين بسبب أشهر الحرب.
السكان في حالة عوز شديدة، محكوم عليهم بالتجول في منطقة محاصرة.
" إنها ليست حياة "، هذه الحرب تحرمنا من النوم والماء والطعام، علينا أن نهرب طوال الوقت، فنحن مثل البدو، إلا أنه ليس لدينا مكان نلجأ إليه، إننا نشهد سلسلة من عمليات التهجير القسري".
وبينما يقوم الفلسطينيون بتفكيك الخيام المؤقتة، ويأخذون الفرش والبطانيات، تعبر القاذفات "الإسرائيلية" السماء للوصول إلى أهدافها: رفح وخان يونس في الجنوب.
ولم يسلم شمال قطاع غزة من هذه الغارات: حي الشجاعية، مخيم جباليا هي المكان الذي يعيش فيه حافظ: " هذه المعاناة هي نصيبنا اليومي، لا أستطيع العثور على طعام لأطفالي، وروحي تؤلمني، بقي لدينا عدد قليل من علب الحمص، نعطيها للأطفال وكأنها دواء، بضع حبات مع كل وجبة، العالم كله يرى ما يحدث هنا ومع ذلك نشعر بالوحدة الشديدة".
" لا أعرف ما هي القيم، وما هي المبادئ التي تحكم هذا العالم، لا أدري باسم أي أيديولوجية أو دين يلحق بنا هذا العذاب، غزة مقبرة يسكنها الأيتام والمشوهون".
ماذا عن أهداف الحرب "الإسرائيلية"؟
وفي الوقت نفسه، أعطت الحكومة "الإسرائيلية" الضوء الأخضر لبدء المرحلة الثالثة من الحرب على قطاع غزة.
وتبدو هذه المرحلة الثالثة وكأنها اعتراف بالفشل: تسعة أشهر من الحرب، وتسعة أشهر من الركود، ولم يحقق "الإسرائيليون" أهدافهم .
كان هدفهم الأول هو القضاء على حركة حماس، لكن المجموعة الفلسطينية، التي ضعفت بالتأكيد، لا تزال موجودة في قطاع غزة.
كان هدفهم الثاني هو عودة الرهائن، لكن نحو 120 "إسرائيليا" ما زالوا محتجزين.
يتعين على القادة "الإسرائيليين" الذهاب إلى الحرب " الآن إقناع الرأي العام بتماسك بهذه المرحلة الثالثة، التي لا تلبي وعود رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو بالنصر الكامل في قطاع غزة".
تنص هذه المرحلة الثالثة على انسحاب القوات "الإسرائيلية" من قطاع غزة.
ومع ذلك، سوف يتم الحفاظ على الوجود العسكري في مكانين.
أولاً، محور نتساريم، الذي يقع وسط قطاع غزة، ويمتد من الشرق إلى الغرب ويقسم الأراضي الفلسطينية.
الموقع العسكري الثاني الذي سوف يتم الاحتفاظ به سوف يكون في الجنوب: ممر فيلادلفيا، الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وبالتالي تخطط "إسرائيل" لإدامة الاحتلال العسكري للقطاع الفلسطيني.
وسوف يواصل جيشها التدخل هناك خلال العمليات المستهدفة، كما هو الحال حاليا في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
" إسرائيل" تخلت عن اسراها"
بالنسبة لجلعاد هافرون، فإن الإعلان عن المرحلة الثالثة والانسحاب المحتمل للقوات يعني أن " إسرائيل" تخلت عن اسراها".
كان سبعة من أفراد عائلته قد اختطفوا، أطلق سراح ستة منهم خلال الهدنة في نوفمبر الماضي، لكن السابع، ابنه، لا يزال أسيراً.
"نفس الحكومة التي تسمح الآن للجيش بالانسحاب من قطاع غزة كررت باستمرار أن الطريقة الوحيدة لتحرير الرهائن لدينا هي مواصلة الضغط العسكري، من الواضح أننا لم نصدق ذلك أبدا، ولم نتفق معه أبدا، ولكن عندما تقضي هذه الحكومة وقتها في الدعوة إلى مزيد من الضغط العسكري في قطاع غزة، من أجل تحرير الرهائن، وفجأة، تغير رأيها وتسمح للجيش بمغادرة قطاع غزة، وهذا لا يعني بالنسبة لنا سوى شيء واحد: التخلي عن الرهائن، أريد أن يعود ابني، وأن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، ولكن يبدو أن قضية الرهائن لا تشكل أولوية في إسرائيل على الإطلاق".
* باريس، ٢٧ ذو الحجة 1445، الموافق 3 يوليو ٢٠٢٤ (موقع "راديو فرنسا الدولي –RFI" الفرنسي- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي "سبأ")
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع