تعديلات تكتيكية تربك واشنطن: الحوثي يمهّد لهجمات «المتوسط»
السياسية || رصد: رشيد الحداد*
شنّت قوات صنعاء، خلال الساعات الماضية، أوسع هجوم بحري ضدّ السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر، وتمكّنت من محاصرة عدد من السفن العسكرية لساعات. أتى ذلك في الوقت الذي جدّد فيه قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، تحذيره للشركات الملاحية من مغبّة إبحار سفنها نحو موانئ الكيان الإسرائيلي عبر البحر الأبيض المتوسط، خلال الفترة المقبلة، ما أوحى باقتراب البدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من العمليات ضد الملاحة الإسرائيلية، والتي تشمل هذا البحر.
وقال مصدر عسكري مطّلع في العاصمة اليمنية، لـ«الأخبار»، إن العمليات الهجومية التي نفّذتها القوات البحرية ضد القطع العسكرية الأميركية تُعدّ الأقسى، وتأتي في إطار محاولة تحييد البوارج والمدمرات الأميركية، مؤكداً أن مدمّرات عسكرية متطوّرة تم تعطيل دفاعاتها الجوية، ليل الأربعاء - الخميس.
وكشف الخبير في الشؤون العسكرية، اللواء خالد غراب، بدوره، لـ«الأخبار»، أن المدمّرة الأميركية «يو إس إس ميسون» جرت محاصرتها لمدة خمس ساعات، واصفاً ما حدث بأنه «اشتباك عسكري نوعي كشف نقاط ضعف المدمّرات الأميركية في مواجهة التكتيك العسكري اليمني، الذي مكّن قوات صنعاء من التحكّم بزمام المعركة البحرية»، مشيراً إلى أن «القوات البحرية اليمنية فرضت قواعد اشتباك جديدة في البحر الأحمر، وأربك تكتيكها العسكري الجديد البحرية الأميركية، ووضعها في مأزق غير مسبوق في تاريخها».
واعترفت «القيادة المركزية الأميركية»، في بيان، بتعرّض «ميسون» لهجوم، وقالت إن المدمّرة اعترضت صاروخاً باليستياً. كما أكدت تعرّض قواتها في البحر الأحمر لهجمات واسعة، وقالت إنها «اشتبكت مع أربع طائرات مسيّرة وتمكّنت من تدميرها».
وكان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، قد أعلن، مساء أول من أمس، استهداف «ميسون» بصاروخ باليستي، مؤكداً تحقيق الهجوم إصابة دقيقة. وجاء هذا الاستهداف بعد أيام من انسحاب المدمّرة «يو إس إس كارني» من البحر الأحمر، تحت وقع الهجمات اليمنية المركّزة.
وكثّفت قوات صنعاء البحرية، في الآونة الأخيرة، عملياتها الهجومية على السفن العسكرية الغربية، مستخدمة استراتيجية الهجوم المركّز، وأجبرت عدداً من البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية والأوروبية على الانسحاب من نطاق العمليات العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتقول مصادر عسكرية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن هذه الاستراتيجية «استُخدم فيها خلال الفترة الماضية عدد من طرازات الطائرات المسيّرة المنخفضة الكلفة، وعبرها تم إفراغ مخزون البوارج والمدمّرات من الذخائر التي تحملها، وصولاً إلى تعطيل دورها». إلا أن التكتيك العسكري الجديد، وفقاً للمصادر نفسها، «يختلف كلياً عمّا سبق، ففي الوقت الذي اعترفت فيه أميركا وبريطانيا بضعف قدراتهما الدفاعية البحرية في مواجهة الهجمات اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن، ودعت إلى تحديث تلك المنظومات الدفاعية، انتقلت صنعاء إلى تكتيك هجومي آخر بواسطة صواريخ بحرية مناسبة».
وتابعت المصادر أن «صنعاء لديها تقنيات متطوّرة تمكّنها من معرفة التوقيع المغناطيسي لكل سفينة عسكرية معادية وكشف موقعها».
وفي إطار توجّه صنعاء نحو مباشرة إجراءات المرحلة الرابعة من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي، طمأن قائد «أنصار الله»، روسيا والصين والاتحاد الأوروبي ودول آسيا، إلى أن عمليات بلاده ضد السفن التجارية الإسرائيلية أو السفن المتجهة نحو موانئ الكيان، إن كان في المحيط الهندي أو في البحر المتوسط، ذات طابع إنساني، ومحدّدة بالسفن التابعة لإسرائيل وتلك المتجهة نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة في المتوسط.
وجدّد الحوثي تحذيره الشركات الملاحية من مغبّة إبحار سفنها نحو موانئ الكيان عبر المتوسط خلال الفترة المقبلة، مطالباً «بالكفّ عن النقل البحري إلى الموانئ المحتلة، ودون ذلك فإن قوات صنعاء البحرية سوف تضع تلك السفن في قائمة أهدافها تنفيذاً للمرحلة الأولى من المرحلة الرابعة من التصعيد».
وقال إن «من مصلحة كل الشركات أن تتوقّف عن النقل لمصلحة العدوّ الإسرائيلي في اتجاه البحر الأبيض المتوسط أو أيّ اتجاه». كما أعلن الحوثي أن قوات بلاده البحرية نفّذت سبع عمليات عسكرية خلال الأسبوع الجاري، استخدمت فيها 13 صاروخاً باليستياً ومجنّحاً في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.
وأشار إلى أن مجمل العمليات الهجومية التي نفّذتها القوات اليمنية ضد السفن الأميركية في البحر الأحمر وخليج عدن بلغ أكثر من 100 هجوم بالصواريخ والمسيّرات.
- المصدر: الاخبار اللبنانية
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع