«غزو» تحت ستار الحرب: واشنطن تتوسّع في حضرموت
السياسية:
رشيد الحداد*
تحاول الولايات المتحدة بمشاركة إماراتية، تحويل الصراع الجاري في البحر الأحمر وخليج عدن إلى فرصة لتنفيذ أجندتها في جنوب اليمن.
فبعد إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري، إحدى جزر أرخبيل سقطرى، الواقعة تحت سيطرة ميليشيات تابعة لأبو ظبي، بدأت واشنطن، منذ أيام إنشاء لسان بحري لربط مطار الريان في حضرموت، الذي تتخذه الإمارات قاعدة عسكرية لقواتها منذ 2017، بالبحر (بهدف تسهيل عملية إنزال أسلحة من السفن).
وأثارت هذه الخطوة مخاوف واسعة في أوساط أبناء كبرى المحافظات اليمنية، من تحويل سواحلها إلى مناطق عسكرية من قبل القوات الأمريكية التي سبق لها الوجود في المطار المذكور.
واحتملت مصادر حضرمية في حديث إلى «الأخبار»، أن يرافق «تلك التحركات انتشار مقصود للتنظيمات الإرهابية في سواحل ووادي حضرموت لشرعنة إنشاء القاعدة العسكرية وبقاء القوات الأمريكية فيها»، لافتةً إلى أن «وتيرة ردم ساحل المكلّا تسارعت خلال الأيام الماضية، ضمن ترتيبات أمريكية - إماراتية لإقامة لسان بحري يربط مطار الريان ببحر العرب»، مشيرة إلى أن «العمل لتنفيذ هذا المشروع بدأ عام 2019، وتوقف بعد ذلك. إلا أنه عاد بشكل لافت، بالتوازي مع احتدام المواجهات العسكرية في البحر الأحمر بين قوات صنعاء البحرية والقوات البحرية الأمريكية والبريطانية».
من جهتها، أوضحت مصادر استخبارية في صنعاء في حديث إلى «الأخبار»، أن «مشروع اللسان البحري يضم قناة تسمح بمرور المركبات البرمائية، وفق ما أظهرته صور أقمار صناعية».
وتعود التحركات الأمريكية لإنشاء قاعدة عسكرية في حضرموت إلى عام 2010، إلا أن المشروع تأجّل لسنوات بسبب عدم استقرار الأوضاع بعد عام 2011.
وكانت التحركات التي قام بها سفراء واشنطن خلال السنوات الماضية، تصبّ في اتجاه إنشاء قاعدة من هذا النوع في «الريان»، علماً أن الوجود الأمريكي في المطار وميناء الضبة النفطي لا يزال مستمراً منذ مدة، فضلاً عن وجود غرفة عمليات عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية في «الريان».
واشنطن أنفقت مليار دولار لإحباط 130 هجوماً على سفن أمريكية
كذلك، كشفت المصادر الحضرمية أن القوات الأمريكية استحدثت غرف عمليات تحت الأرض خلال الأشهر الماضية، ومخازن سلاح تحت المطار، مضيفةً أن الجانب الأمريكي زوّد المساحات التي أُنشئت تحت الأرض بتحصينات خرسانية صلبة تحمي من أيّ هجمات صاروخية أو جوية تتعرّض لها.
وبيّنت أن «الترتيبات عبارة عن غرف عمليات عسكرية مركزية، مخصّصة لقيادة مهام عسكرية استراتيجية وليست مؤقتة، ولا سيما أن التجهيز يتمّ على أعلى مستوى من التقنية والترتيبات الفنية والإلكترونية، ويخضع بشكل مباشر للأسطول الأمريكي الخامس ومن ثم للقيادة المركزية.
ووفقاً لمعلومات استخبارية، فإن القوات الإماراتية أرسلت مذكّرة من «القيادة والسيطرة» داخل مطار الريان، إلى المنطقة العسكرية الثانية الواقعة تحت سيطرة حكومة المرتزقة حملت توجيهات صارمة بإخراج كامل سلاح المدرعات التابع للمنطقة العسكرية وأسلحة الدفاع الجوي.
وقالت المصادر إن إخلاء «الريان» والمعسكرات المجاورة من أي وجود يمني، خلال السنوات الماضية، يأتي في إطار الترتيب لإنشاء القاعدة العسكرية. وتابعت أن الأسلحة نُقلت إلى داخل المطار من الجهة الساحلية، مضيفة أن من الأسلحة التي جرى سحبها دبابات «تي 55» الروسية.
ولم تسمح الإمارات سوى ببقاء دبابتين فقط داخل المنطقة العسكرية الثانية. كذلك سُحبت كل الصواريخ التابعة للواء 190 دفاع جوي، والذي كان يتمركز شرق المكلّا في جوار المطار، بما يشمل كل صواريخ الدفاع الجوي «فولغا» الروسية الصنع، و«دفينا» السوفياتية الصنع، ومعظم مضادات الطيران «م/ط». ولم يتمّ الإبقاء إلا على كمية قليلة جداً من مضادات م/ط، والتي جرى تسليمها إلى ما تسمى «قوات النخبة الحضرمية» التابعة للإمارات لاستخدامها كبديل من منظومات الدفاع الجوي المسحوبة.
وزادت المصادر أن «النخبة» الحضرمية يجري إبعادها أيضاً عن قاعدة الريان العسكرية.
من جهة ثانية، شنت المقاتلات الحربية الأمريكية والبريطانية، أمس، غارات جوية في مديرية باجل على سواحل محافظة الحديدة.
وفي سياق ذي صلة، أعلن وزير البحرية الأمريكي، راي مابوس، أن بلاده أنفقت مليار دولار لإحباط 130 هجوماً على سفن أمريكية في الشرق الأوسط في الأشهر الـ6 الماضية.
* المصدر: الاخبار اللبنانية
* المادة نقلت من المصدر بتصرف