بقلم: سارة بومدة

في 7 أكتوبر، شنت حركة حماس الفلسطينة هجوما واسع النطاق على الأراضي الصهيونية، لم يسبق له مثيل حتى ذلك الحين.

ومنذ ذلك التاريخ، يتعرض قطاع غزة لقصف صهيوني بصورة يومية.

عملية عسكرية كبيرة قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأغرقت الأرض في أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وبعد ستة أشهر، أين نحن؟ لمحة عامة في ست خرائط ورسومات بيانية

خسائر فادحة

بعد ستة أشهر من بداية الحرب في قطاع غزة، دمرت الأرض الفلسطينية بسبب الهجوم الصهيوني.

حتى 5 أبريل، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة التي تسيطر عليها حركة حماس أن الهجوم الذي شنه الجيش الصهيوني حصد ارواح 33091 شخص منذ 7 أكتوبر، يشكل فيه الاطفال ما يقرب من نصف عددهم، كما أصيب 75750 شخصا على الأقل.

القتلى من الجانبين الفلسطيني والصهيوني خلال زمن الاحتلال والحرب وفقا للبيانات المتاحة حتى 5 أبريل 2024

image.pngمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وزارة الصحة في قطاع غزة، وكالة فرانس برس/ المصدر: صحيفة لو ديفوار

تسبب هجوم حركة حماس على "إسرائيل"، في 7 أكتوبر، في مقتل 1170 شخص، بحسب الإحصاء الذي أجرته وكالة فرانس برس بناءً على بيانات مقدمة من الجيش الصهيوني.

كما تم أخذ أكثر من 250 شخصا كرهائن في ذلك اليوم، لا يزال حوالي 130 منهم محتجزاً في قطاع غزة، توفي منهم 34 شخص، بحسب جيش الدفاع الصهيوني.

قتل الأطفال

وفقا للتقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة، فإن الحرب الحالية هي أكثر الصراعات المسلحة دموية بين إسرائيل والفلسطينيين منذ 18 عاما على الأقل، عندما بدأت الوكالة في جمع البيانات من قطاع غزة والضفة الغربية.

قتل أكبر عدد من الأطفال في قطاع غزة مقارنة بعدد الاطفال الذين قتلوا حول العالم خلال أربع سنوات.



وفيات الأطفال في جميع أنحاء العالم بسبب النزاع المسلح 2019 إلى 2022

image.pngالرسم البياني: صحيفة لو ديفوار/ المصدر: الأمم المتحدة، وزارة الصحة في قطاع غزة

بالإضافة إلى ذلك، حوالي 40٪ من ضحايا الغارات الصهيونية هم من الأطفال.

قالت الأمم المتحدة الشهر الماضي إن عدد الأطفال الذين قتلوا في قطاع غزة في خمسة أشهر وصل إلى عدد الأطفال الذين قتلوا في النزاعات المسلحة في جميع أنحاء العالم في أربع سنوات، بين عامي 2019 و 2022.

تظهر أحدث البيانات أن هذا الرقم قد تم تجاوزه الآن.

منطقة مدمرة

تضرر ما لا يقل عن 56.6% من المباني في قطاع غزة بسبب الهجوم الصهيوني، بحسب البيانات التي تم الحصول عليها من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية بواسطة كوري شير، طالب الدكتوراه في جامعة مدينة نيويورك، وجامون فان دين هوك، أستاذ مشارك في الجغرافيا في جامعة ولاية أوريغون.

منطقة دمرتها الحرب في قطاع غزة/ تحليل المباني المتضررة منذ 7 أكتوبر

image.pngتحليل أضرار البيانات الأقمار الصناعية كوبرنيكوس سنتينل-1 من عمل كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون

شهدت مدينة غزة أكبر قدر من الدمار، كما شهدت المدينة تضرر 74.3٪ من بنيتها التحتية.

تعرض بقية القطاع الشمالي لأضرار في 70٪ من هياكله.

ولا تزال رفح الواقعة على الحدود مع مصر أقل المدن تعرض للقصف.

ومع ذلك، تضررت 33٪ من بنيتها التحتية الحضرية.

ستة أشهر من الحرب على قطاع غزة

التغير في نسبة المباني المتضررة منذ 7 أكتوبر، حسب المدن

image.pngتحليل أضرار البيانات الأقمار الصناعية كوبرنيكوس سنتينل-1 من عمل كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون

أظهر تحليل قمر صناعي مماثل للموارد الزراعية في قطاع غزة، من عمل هي يين، الأستاذ المساعد في جامعة ولاية كينت، أن ما يقرب من 23 % من الصوبات الزراعية قد دمرت بالكامل بسبب الهجوم الصهيوني، و 42 % تضررت.

من حيث الأراضي الزراعية، تأثر ما بين 44٪ و 52٪ بالحرب.

ومرة أخرى، تعاني مدينة غزة من أكبر قدر من الضرر (بين 58٪ و 80٪).

من الصعب الحصول على المساعدة

إلى جانب الوفيات والدمار وشن الغارات، فإن صعوبة الحصول على المياه والغذاء والكهرباء والرعاية الطبية تجعل الجيب الفلسطيني معاديا للبقاء تحت حصار "إسرائيل".

ومن جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن شمال قطاع غزة، على وجه الخصوص، معرض بشدة لخطر الوقوع في شرك المجاعة التي قد تضربه بحلول مايو في غياب «إجراءات عاجلة».

وبحسب الوكالة، يعاني ما لا يقل عن 50400 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.

يشير آخر تحديث صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، والذي صدر في فبراير المنصرم، أن هناك حاجة إلى 600 مليون دولار أمريكي إضافية على الأقل لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة.

هناك حاجة لنحو 600 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في غزة والتمويل اللازم للمساعدات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية بلغ ملايين الدولارات الأمريكية.

image.pngتم التحديث في فبراير 2024/ مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية

في 1 أبريل، أثار مقتل سبعة من موظفي منظمة " World Central Kitchen " في غارة جوية شنها الجيش الصهيوني، حيث كان عمال الإغاثة يعملون على توزيع المساعدات الغذائية في دير البلح حفيظة الناس في جميع أنحاء العالم.

برغم من أن المنظمة غير الحكومية قالت أنها أكدت مسبقا للقوات الصهيونية تحركاتها في القطاع.

ومن جانبه، اعترف الجيش الصهيوني بارتكاب «أخطاء جسيمة» في أعقاب هذا الحادث الذي أجبر المنظمة غير الحكومية على وقف عملياته في قطاع غزة.

لكن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها عمال الإغاثة منذ 7 أكتوبر.

فبحسب الأمم المتحدة، قُتل بالفعل ما يقرب من 200 من عمال الإغاثة ومعظمهم من موظفي الأونروا.

كما أفادت منظمة أطباء بلا حدود والهلال الأحمر الفلسطيني عن خسارة أعضاء تابعين لهما في الغارات الصهيونية.

المعابر الحدودية تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ووعدت إسرائيل بفتح معبر إيريز الحدودي قريبا

image.pngاعلن مجلس الحرب الصهيوني يوم الجمعة موافقته على فتح معبر إيريز الحدودي في الشمال بشكل "مؤقت" من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة التي انهكها الصراع بشدة.

كما أكدت السلطات "زيادة المساعدات عبر معبر كيرم شالوم"، وهو معبر آخر في الجنوب.
بحسب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن هذه التدابير " المشتتة" تعتبر غير كافية في مواجهة الاحتياجات الحرجة في القطاع.

* كيبيك، 2 شوال 1445، الموافق 11 ابريل ٢٠٢٤(صحيفة "لو ديفوار - le devoir " الكندية- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي "سبأ")
*
المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع