بقلم: ثيو بورو*

أمرت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، يوم الخميس 28 مارس، "إسرائيل" بتقديم "مساعدات إنسانية عاجلة" لسكان المدنيين في قطاع غزة، لمواجهة "المجاعة التي تجتاح" الأراضي الفلسطينية.

وبرغم من ذلك، يواصل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو شن الغارات الجوية على الجيب الفلسطيني.

منذ 26 يناير- وهو التاريخ الذي حذرت فيه محكمة العدل الدولية من "خطر" الإبادة الجماعية وأمرت "إسرائيل" بعدم ارتكاب أعمال إبادة جماعية- تفاقمت الظروف الكارثية التي يعيش فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا سيما في ضوء الحرمان الطويل والواسع النطاق من الغذاء وغيره من الضروريات الأساسية للحياة التي يتعرضون لها، حسبما أشارت إليه أعلى هيئة في الأمم المتحدة.

وهكذا أمر القضاة يوم الخميس، 28 مارس، "إسرائيل" بتقديم "مساعدات إنسانية عاجلة" إلى قطاع غزة المحاصر، وطلبوا من تل أبيب "التأكد دون تأخير" من تقديم هذه المساعدات "دون قيود وعلى نطاق واسع، من قبل جميع المعنيين" من أطراف الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل.

أصدرت محكمة العدل الدولية، التي تقدمت إليها جنوب أفريقيا في يناير، وتلتها الحكومة الأيرلندية، بدعوى قضائية، أمراً لتطبيق اتفاقية "منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

وبالنسبة للحكومة الايرلندية، فإن القيود العلنية المفروضة على المساعدات الإنسانية والوصول إلى الغذاء والسلع الأساسية الأخرى في قطاع غزة يمكن أن تشكل نية للإبادة الجماعية لأنها تؤدي إلى معاناة واسعة النطاق.

ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية الأيرلندي ميشيل مارتن يوم الأربعاء 27 مارس: "نعتقد أن هذا هو الحال، نظراً للطريقة التي دارت بها هذه الحرب، سوف ندعو المحكمة إلى النظر في كيفية تحديد ما إذا كانت الإبادة الجماعية قد حدثت على أساس معاقبة جماعية لجميع السكان".

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على منصة اكس: "لا يوجد مكان آخر في العالم يواجه هذا العدد الكبير من الناس مجاعة وشيكة".

كما خلصت محكمة العدل الدولية من جانبها إلى أن "الفلسطينيين في قطاع غزة لم يعودوا معرضين فقط لخطر المجاعة، كما أشارت في أمرها الصادر في 26 يناير 2024، بل يجب عليهم الآن مواجهة مجاعة بدأت تلوح في الأفق".

وفي هذه الأثناء، وعلى الرغم من تصويت مجلس الأمن الدولي الذي دعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة يوم الاثنين 25 مارس، يواصل الجيش الصهيوني قصفه على الأراضي الفلسطينية.

وفي صباح يوم الخميس، 28 مارس، أعدت وزارة الصحة التابعة لحماس تقريرا أوليا يفيد بحصد أرواح 66 شخص على الأقل خلال الليل، وذلك نتيجة الغارات الجوية.

كما أكدت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية، يوم الاثنين 25 مارس، في تقرير لها أن "هناك أسباب معقولة" للاعتقاد بأن "إسرائيل" ارتكبت العديد من "أعمال الإبادة الجماعية"، حتى أنها ارتكبت "التطهير العرقي".

* سان دوني، 23 رمضان 1445، الموافق 2 ابريل ٢٠٢٤(صحيفة " L'Humanité" الفرنسية- ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي" سبأ")
* المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع