سقطرى تنتفض في وجه الاستعمار الأمريكي الإماراتي
السياسية || كتب: المحرر السياسي
خيار صائب اتخذته قبائل سقطرى بإعطائها مهلة شهر للقوات الأمريكية لمغادرة الجزيرة، مالم فإن خيار القوة المسلحة هو الوسيلة المناسبة لطرد الغزاة الأمريكيين وغيرهم من أرخبيل سقطرى.
قبل أيام شهدت الجزيرة تحركات قبلية لإنشاء وتشكيل مقاومة مسلحة من أبناء سقطرى للمطالبة برحيل قوات الاحتلال الأمريكي، جاء ذلك عقب بيان شديد اللهجة لمشايخ ووجهاء الجزيرة نددوا فيه بالوجود العسكري الأمريكي ونصبه دفاعات جوية في الجزيرة ما يعد احتلالاً متكامل الأركان وانتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وطالب البيان بالرحيل الفوري للقوات الأمريكية وحذر من تداعيات التصعيد الأمريكي البريطاني في المنطقة.
وفي حقيقة الإمر فإن الأطماع الدولية الاستعمارية في جزيرة سقطرى ليست وليدة اليوم جراء موقعها الجيو سياسي المتميز والمهم نظراً لتواجدها في محور الحركة البحرية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب الأمر الذي جعلها عرضة لأطماع الدول الاستعمارية قديما وحديثا وظلت تتحين الفرصة المناسبة للدخول إلى الجزيرة، حتى جاء الحدث الاستثنائي في التاريخ اليمني ممثلا في هذه الحرب الظالمة لتتخذ الإمارات منها ذريعة للدخول إلى الجزيرة واحتلالها وتسليمها للصهاينة الذين ظلوا سنوات طويلة يحلمون بالتواجد في درة الجزر على مستوى العالم.
لقد عملت الإمارات في جزيرة سقطرى ما لم تستطع القوى الاستعمارية أن تفعله فيها، ودخلت إليها تحت مسميات كاذبة مستغلة حالة الضعف والتمزق والتشرذم في الواقع اليمني الذي جاء نتاجاً للحرب الظالمة التي شنت على الشعب اليمني وتعاملت الإمارات مع الجزيرة وسكانها كفيد وشرعت بتغيير معالمها الطبيعية ونهب خيراتها وسرقة آثارها بل والأدهى والأمر من ذلك أنها جلبت التواجد العسكري والاستخباراتي الصهيوني الأمريكي الذي ظل يحلم بهذا التواجد طيلة عقود من الزمن.
هذه جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها دولة الإمارات بحق العديد من الدول العربية والإسلامية مستقوية بالمال النفطي الذي حصلت عليه ووجهته هذه الوجهة السيئة لتدمير كيانات ودول عربية وإسلامية دون وازع من دين وانتماء عربي وإسلامي .
الشيء المؤسف أنه في هذه الدولة الشيطانية التي تم انشاءها لتؤدي دوراً وظيفياً ليس إلا لخدمة المصالح الاستعمارية الأمريكية والغربية لم يعد هناك أي قيمة أخلاقية ودينية إلا وداس عليها حكام الإمارات التي أصبحت وبفعل السياسة الاستعمارية الأمريكية الغربية وكراً للاستخبارات الأمريكية والصهيونية والغربية تدار فيها المؤامرات وعمليات القتل والاغتيالات في المنطقة العربية وآسيا وحتى أفريقيا خدمة للمصالح الاستعمارية.