أمريكا وسياسة العصا الغليظة الخاسرة
السياسية //كتب : المحرر السياسي
دأبت الولايات المتحدة الأمريكية منذ مدة على استخدام سلاح الصواريخ والطيران في عدوانها على العديد من الدول في أسلوب همجي لا يراعي حرمة لشيء ولا يفرق بين هدف عسكري وآخر مدني، ولا تحكم تلك الضربات قواعد الحرب الأساسية أو أي اعتبارات إنسانية.
أمريكا وبريطانيا دولتان استعماريتان بنتا حضارتيهما من الغزوات والحروب ونهب خيرات وثروات الشعوب واستغلال امكانياتها ومواقعها وسرقة مكوناتها وتجيير كل ذلك لخدمة مصالحهما الاستعمارية، هما لا تستطيعان العيش في ظل السلام لأن ذلك يتناقض مع تكوينهما القائم على الحروب والغزوات والسرقة والنهب للثروات، ولذلك تسعيان دائماً إلى إثارة الفتن والحروب التي تعتاشان عليهما وتستفيدان منها عسكرياً واقتصادياً.
واليوم تمارس أمريكا وبريطانيا لعبتهما القديمة الجديدة في أعمال الإرهاب ضد الجمهورية اليمنية من خلال غارات جوية وقصف صاروخي على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات في محاولة يائسة منهما لثني اليمن عن موقفه المبدئي والأخوي والإنساني من النضال المشروع لأبناء غزة الذين يتعرضون لأبشع هجمة استعمارية صهيونية أمريكية غربية في ظل تخاذل عربي وإسلامي عن دعمهم ومد يد العون لهم لمواجهة آلة الحرب الصهيونية الأمريكية.
الجمهورية اليمنية ومنذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني الأمريكي على غزة حسمت موقفها الذي تحكمه ثوابت أخوية وإيمانية وإنسانية وشرعت باستهداف السفن الصهيونية بالمسيرات والصواريخ البالستية الأمر الذي أدى إلى إلحاق هزيمة عسكرية واقتصادية بالكيان الصهيوني.
وبذلك وضعت البحرية اليمنية حداً للعربدة الأمريكية الصهيونية البريطانية في مياه البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وهو أمر لم يحدث في التاريخ الحديث والمعاصر أن وقفت دولة في وجه هذه الدول الاستعمارية التي تعودت أن تفعل ما تريد وتأمر فتُطاع.
تاريخ مجيد تكتبه الجمهورية اليمنية في الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب وداعميه الأساسيين أمريكا وبريطانيا في ظل واقع عربي وإسلامي اتسم بالذل والخضوع والاستكانة وتنفيذ رغبات وتوجيهات أمريكا والتسليم بالتطبيع المهين وفتح المنافذ الجوية والبحرية العربية للقوات العسكرية الأمريكية والبريطانية والصهيونية وتسليمها مقدرات البلدان العربية وإمكانياتها خاصة دول الخليج التي أصبحت لا تحتكم في سياستها لا لدين ولا لعروبة ولا لثوابت قومية.