السياسية: تقرير // صادق سريع

"الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لـإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، كلمات ليست كالكلمات، إنها شعار الصرخة والبراءة والترهيب، صرخة النصر، صرخة الجهاد ضد المعتدين، صرخة الموت ضد العدو، صرخة أحرار الانتصارات والحرية وعُشاق الشهادة.

وانتصرت اليمن، وإلا ماذا يعني إقرار دولة عظمى، مثل أمريكا، أنها تواجه معركة بحرية لا هوادة فيها مع القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، وخليج عدن، ومضيق باب المندب، ومؤخرا امتدت على طول الساحل الأفريقي للرجاء الصالح!؟

وماذا يعني أيضاً تصريح قائد 4 مدمِّرات تابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر، الكابتن ديف ورو، قائلاً: "إن اليمن تشكل التحدي الأكبر للبحرية الأمريكية في التاريخ الحديث"؟.

ويضيف القائد البحري الامريكي: "ما نواجهه في البحر الأحمر هو التحدي الأكبر لنا منذ الحرب العالمية الثانية، ومن الصعب تحديد الفوز والخسارة في هذا النوع من الصراع، ومن الصعب القول إنه يمكن وقف كل الهجمات من اليمن".

يتابع اللورد البحري الأمريكي حديثه بنبرة الهزيمة، لـ هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "حل أزمة البحر الأحمر يتطلب جهودا إقليمية ودولية أوسع.. باختصار سوف يتطلب أكثر من مجرد مجموعة حاملة طائرات أمريكية قوية لحل هذه الأزمة".

بدوره، يقر الأدميرال "مارك ميجويز"، قائد المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر لـ"بي بي سي" أن الضربات التي تنفذها بلاده وبريطانيا لم تردع أو توقف هجمات القوات اليمنية.

من جهتها، قالت صحيفة جوزليم بوست "الإسرائيلية": "تتزايد هجمات اليمنيين على السفن، ونفوذهم في المنطقة، بعد فشل الولايات المتحدة وحلفائها في ردعهم، فقد أصبحت هجماتهم أكثر فتكًا وخطورة".



- أسرع من الصوت
والأسبوع الماضي، أعلنت اليمن إجراء تجربة صاروخية لصاروخ فرط صوتي، التي أقرّت الولايات المتحدة بتطوّر جديد في قدرات القوات المسلحة اليمنية في صنعاء، وذلك عقب تقرير نشره الإعلام الروسي، حول إجراء اليمن تجربة لصاروخ فرط صوتي.

وقال مسؤول أمريكي -لم يذكر اسمه- لصحيفة "نيويورك تايمز": "إن اليمن أجرت تجربة إطلاق صاروخ جديد متوسط المدى".

وحسب تعريف معاهدة الصواريخ المتوسطة المدى بين روسيا والولايات المتحدة، يتراوح مدى هذه النوعية من الصواريخ بين 1000 - 5500 كم.

وعلقت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية على امتلاك اليمن صاروخا تفوق سرعته سرعة الصوت: "يضع المزيد من الضغوط على إسرائيل".

ووفقا للخبراء العسكريين، تشكل الصواريخ، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تهديدا أكثر خطورة للسفن الحربية الأمريكية والبريطانية وحلفائها في المنطقة.

وكشف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، عن مفاجآت عسكرية جديدة، وأعلن عن توسيع نطاق استهداف السفن المرتبطة بـ"إسرائيل"، والمتجهة إليها، عبر المحيط الهندي في خط رأس الرجاء الصالح على سواحل القارة الأفريقية.

ووفقا لـ"بي بي سي"، أثناء وجود مراسلها على متن حاملة الطائرات الأمريكية في البحر الأحمر، فإن اليمن أطلقت صاروخًا باليستيًا، يتحرك بسرعة تزيد عن ثلاثة أضعاف سرعة الصوت.



- خسائر موانئ العدو "الإسرائيلي"
وألحقت هجمات القوات المسلحة اليمنية الصاروخية والطيران المسيّر على الأراضي المحتلة خسائر كبيرة، ووفقا لـ"القناة 12" الصهيونية، فإن الهجمات البحرية من اليمن تسببت بنقص في القطع الكهربائية في كيان "إسرائيل"، والمخازن فارغة بالكامل.

يقول الرئيس التنفيذي لميناء أم الرشراش (إيلات)، جدعون غولبر: "منذ 35 عاما من عملي في الميناء لم يكن هناك شيء قد حصل مثل هذا من قَبل".

ويضيف: "اليمنيون تمكنوا، منذ 4 أشهر، من تعطيل أنشطة الميناء".

وأوضح، في حوار قصير لـ"قناة 14" الصهيونية، أن "إسرائيل مضطرة لترحيل 50 بالمائة من موظفي الميناء كمرحلة أولى".

وكشف الصحفي اليوناني، ديميتري لاسكاريس، عن حجم خسائر "إسرائيل" في ميناء "أم الرشراش" (إيلات)، في مقطع فيديو عبر قناته في "اليوتيوب": من مرفأ (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة، أظهر الأضرار الفادحة التي لحقت بالتجارة "الإسرائيلية" في الميناء، جراء هجمات اليمن ضد السفن القادمة إلى "إسرائيل"، في البحرين الأحمر والعربي.

بحسب لاسكاريس، الذي طاف بمحيط مرفأ الميناء، الذي يبدو خاليا من السفن والحاويات، والمستوعات مغلقة، ولا توجد أدنى حركة للعمال، وقال: "الأمر ليس مفاجئاً، لأن الرئيس التنفيذي للميناء صرَّح، في نهاية ديسمبر 2023، بأن حركة الملاحة البحرية انخفضت بنسبة 85 بالمائة تقريباً، بسبب الهجمات على الشحن في اتجاه إسرائيل في البحر الأحمر".

وتفيد تقارير صهيونية حديثة بانخفاض حركة الحاويات في موانئ كيان "إسرائيل" بنسبةِ كبيرة، بسَببِ الحظر الذي تفرضُه قوات صنعاء على السفن المرتبطة بـ"إسرائيل" والمتوجّـهة إليها في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، مشيرة إلى استمرار الوضع حتى توقف الهجمات اليمنية.

وكشف رئيس ميناء أشدود في الأراضي المحتلة، شاؤول شنايدر، عن وجود خطة لخصخصة الميناء الوحيد (ميناء أشدود) في "إسرائيل"، الذي لا تزال تديره حكومة نتنياهو، الذي يعاني من تداعيات الحرب المستمرة.

وأوضحت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية العِبرية، التابعة لمجموعة "هآرتس"، أن "ميناء حيفا شهد هو أَيْـضاً انخفاضًا في حركة الحاويات، وأن الشحنات، التي تم تفريغها فيه، هي تلك التي كان يفترض بها أن تصل إلى ميناءي أشدود وإيلات، اللذين لم تعد تصل إليهما السفن".


- اليمن تصنع التاريخ
وعنونت مجلة "نيوزويك" الأمريكية على صفحتها الأولى العنوان التالي: "اليمنيون يصنعون التاريخ بأخطر الطرق، ويتمكنون فعليًا من السيطرة على أهم ممرات الشحن في العالم بدون أسطول بحري".

وكتبت، في مقال نشرته الأسبوع الفائت قائلة: "في تهديد غير عادي، يتّجه اليمنيون لتوسيع الحملة البحرية غير المسبوقة إلى عمق المحيط الهندي الشاسع، مطالبين إسرائيل بإنهاء حربها في قطاع غزة".

وأضافت: "حتى الآن، لم يتمكن التحالف الأمريكي، ولا عدة جولات من الغارات الجوية المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، في اليمن، من ردع موجة الهجمات المستمرة في البحر الأحمر وخليج عدن".

وتابعت "نيوزويك": "الجيش الأمريكي يقول إن الهجمات من اليمن تهدد العالم، وسط تقارير عن صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت في اليمن".

وقالت: "اليمنيون مسلحون تسليحًا جيدًا يمتد إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، في وقت يتطلعون فيه إلى توسيع نطاق وتعقيد عملياتهم".

الخلاصة: مفآجات وانتصارات القوات المسلحة اليمنية مستمرة، وستظل مواقف الشعب اليمني مستمرة في نصرة قضية الأمة وشعب فلسطين، ومقاومته ضد قوى الاستعمار والاستكبار الصهيو - أمريكي على الرغم من خذلان أنظمة التطبيع العربية، والقادم أعظم.