مراسل (سبأ): العدو الصهيوني يصر على تهجير سكان غزة رغم الحديث عن تقدم محادثاته مع المقاومة
نضال أبو مصطفى
على
الرغم من الحديث عن التقدم في المحادثات أو المفاوضات غير المباشرة بين
المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني.. إلا أن العدو لا زال يصر بشكل
كبير جدا على تهجير سكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة من منازلهم.
وفي
هذا السياق قال مراسل وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في غزة في حديث خاص
اليوم الأحد: إن العدو الصهيوني لا زال يصر بشكل كبير جدا على ملف التهجير،
رغم أننا نسمع يوميا عن التقدم في المحادثات أحيانا، أو المفاوضات غير
المباشرة بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو الصهيوني، إلا أن ذلك ربما
يكون ذر للرماد في العيون، لأن العدو ميدانيا لا يزال يصر بشكل كبير جدا
على تهجير سكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة إلى مناطق الجنوب.
وأضاف:
هذا ما رأيناه خلال الفترة الماضية، حيث يلتف العدو الصهيوني في بعض
الأحيان من خلال قواته الخاصة وآلياته العسكرية على المواطنين الفلسطينيين
الذين ينتظرون المساعدات الغذائية سواء في شارع صلاح الدين على مفرق
الكويت، أو المناطق الشرقية في وسط قطاع غزة أو على شارع الرشيد الذي يطل
على البحر المتوسط في غرب وسط قطاع غزة.
وأوضح
أنه عندما يكون هناك الآلاف من المواطنين الفلسطينيين ينتظرون المساعدات،
تلتف بعض القوات الخاصة الصهيونية من مناطق فرعية على هؤلاء المواطنين،
وتقوم باعتقال عدد منهم واجبار الآخرين تحت تهديد السلاح على التوجه إلى
المناطق الجنوبية من قطاع غزة، وأيضا يستدرج العدو بعض المواطنين من مناطق
سكنية قريبة من مناطق التوغل، لاجبارهم على التوجه إلى مناطق الجنوب.
وتابع
قائلا: وهذا أيضا ما رأيناه في مناطق التوغل في مدينة غزة وفي محيط مجمع
الشفاء الطبي، حيث أن العدو الصهيوني يجبر تحت تهديد السلاح المواطنين في
المنازل المحيطة بالمجمع بمناطق واسعة في غرب مدينة غزة على الخروج من
منازلهم والتوجه إلى مناطق جنوب قطاع غزة.
ولفت
إلى أنه من يبقى في منزله من المواطنين فإن العدو الصهيوني يقوم بقصف
منزله فوق رأسه ورأس ذويه، وهذا ما تم مشاهدته خلال الأيام الماضية وبشكل
كبير جدا.
وأكد
أبو مصطفى أن هناك خشية كبيرة من أن يتوسع هذا الأمر ويقوم العدو الصهيوني
بتنفيذه في مناطق أخرى من مدينة غزة وشمال قطاع غزة، حيث يقتحم عدة مناطق
ثم يجبر مواطنيها تحت تهد السلاح على الذهاب باتجاه الجنوب، وطبعا يعتقل
الكثير منهم ويقوم بتصفية عدد آخر منهم كما يجري الآن في مجمع الشفاء
الطبي.
وأشار إلى اعتراف العدو الصهيوني بتصفية وإعدام نحو 170 مواطنا فلسطينيا في منطقة مجمع الشفاء الطبي.
وأوضح
أن هذا يتم بالإضافة إلى الموضوع الذي لا يزال قائما وهو موضوع التجويع
-جريمة التجويع التي يرتكبها العدو الصهيوني في مناطق شمال قطاع غزة- كون
المساعدات التي تدخل إلى شمال القطاع هي مساعدات محدودة وقليلة جدا وشحيحة
جدا، ولا تكاد تكفي لحاجة يوم واحد، بمعنى أن كل ما دخل إلى شمال قطاع غزة
وتم توزيعه على المواطنين لا يكفي إلا ليوم واحد فقط.
واستشهد
بما وصل إليه من مساعدات.. قائلا: أنا شخصيا ما وصلني إلى بيتي منذ أشهر
هو فقط ثلاث كيلو من الطحين، وهذا ما تم توزيعه على منازل المواطنين
الفلسطينيين والذي لا يكاد يكفي ليوم واحد.
وشدد
على أن كل ما يجري حاليا على أرض الواقع، ويفعله العدو الصهيوني، هو تكريس
وإصرار على موضوع التهجير سواء باستمرار التجويع أو باستمرار محاصرة عدة
مناطق في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، واجبار أهلها على مغادرتها إلى مناطق
جنوب قطاع غزة.
كما
أكد أن هذا معناه أن العدو الصهيوني ربما يخطط لإطالة أمد الحرب في قطاع
غزة، ولا يبدو أنه يتجه نحو إيقاف الحرب الدائرة في قطاع غزة والعدوان
الواسع الذي يشنه على القطاع.
وفي
ختام حديثه قال مراسل (سبأ): إن هذا أيضا يعني لفتة بسيطة حول ما نشاهده
من خلال تشييد بعض الأماكن في وسط قطاع غزة، من الطريق الذي أنشأه العدو
الصهيوني والذي يربط بين شرق وسط قطاع غزة وحتى غرب وسط قطاع غزة -بين
الحاجزين في دوار الكويت وحاجز النابلسي-.. مشيرا إلى أن بين الحاجزين هناك
طريق واسع تم تشييده بشكل كبير جدا من أجل الآليات العسكرية وأيضا
للإمدادات العسكرية حتى تصل بشكل أسرع، وأعتبر أن هذا الطريق الذي تم
تشييده ينذر أننا أمام أيام طويلة من المعركة وليست أيام قصيرة.