العدوان الصهيوني الأمريكي بطلاء إنساني.. والضوء الأخضر للإبادة الجماعية بغزة مستمر
السياسية // تقرير: عبدالله المراني
يؤكد خبراء ومحللون أن الولايات المتحدة تواصل سياستها في المنطقة بالدعم المطلق للعدو الصهيوني، ومنحه الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة الجماعية في غزة، رغم الأحاديث الأمريكية عن “ميناء” على ساحل غزة لأغراض إنسانية، والتظاهر برفضها لعملية صهيونية في رفح دون خطة واضحة لأمن وسلامة المدنيين فيه.
ويقول الخبراء والمحللون أنّ أمريكا تسعى في كل خطواتها في المنطقة لتعزيز سطوتها في الشرق الأوسط باعتبارها “شرطي العالم” الذي يضع الخطوط ويفرض المعادلات ويحتكر القضية الفلسطينية، ولكن هذه المرة بـ”طلاء إنساني” لتحسين صورتها أمام الناخبين الأمريكيين.
ويشددون أنّ كل ما يحصل وما سيحصل من مجازر ومذابح وإبادة بشرية هو تنفيذ أمين وترجمة فعلية لمقولة العالم الغربي وعلى رأسه أمريكا: “لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها”.
وفي هذا الإطار، ذكر نوّاب في البرلمان الأوروبي، الجمعة، أن المجاعة في غزة ناجمة عن تصرفات العدو الصهيوني التي تشكل “إبادة جماعية”.
ودعا برلمانيون، خلال جلسة للجمعية العامة للمجلس الأوروبي حول العدوان الصهيوني على غزة، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء ضد هذا الوضع.
وذكرت النائبة الإيرلندية في المجلس الأوروبي جريس أوسوليفان، خلال الجلسة، أن الأزمة الإنسانية في القطاع لم تحدث بسبب كارثة طبيعية أو فشل المحاصيل، بل إنها نتيجة تصرفات العدو الصهيوني وتقاعس العالم الصامت أمام صرخات سكان غزة.
وتحدثت عن تلقيها رسالة من أحد الآباء الفلسطينيين في غزة، تؤكد أن الناس في القطاع يعانون من مجاعة حقيقية، في ظل غياب الطعام والماء والكهرباء، وأن رائحة الجثث المتعفنة تفوح في الشوارع.
من جانبها، استنكرت، عضوة البرلمان الأوروبي البلجيكية، هيلدا فوتمان، الهجمات الصهيونية على قوافل المساعدات الإنسانية والبنية التحتية المدنية.. مؤكدة رفضها لاستخدام الجوع كسلاح في الحرب، وداعية العدو الصهيوني لفتح جميع الممرات حتى تتمكن القوافل من الوصول إلى غزة.
كما قال النائب الإسباني ميغيل أوربان كريسبو: إن ما يحدث في غزة هو “إبادة جماعية”، وإن ما يسمى بـ “إسرائيل” تستخدم الجوع كسلاح في الحرب.
وأوضح أن الهجوم الصهيوني على الناس خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية “لم يكن خطأ”، بل هي استراتيجية متعمدة لمنع توزيع المساعدات وإنهاء إمكانية العيش في القطاع.
وصادق البرلمان الأوروبي الخميس، على قرار يدين بشدة تعطيل العدو الصهيوني وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وندد القرار بمهاجمة قوات العدو الصهيوني قوافل الإغاثة الإنسانية في غزة، كما دعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وفي وقت سابق، قال مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش؛ إن هناك مناطق في قطاع غزة تشهد مجاعة بالفعل.
وأضاف لينارتشيتش: إن إسقاط المساعدات جوا أو تدشين ممر بحري لن يغني عن فتح طرق برية لإيصال المساعدات إلى غزة.. كما حث المفوض الأوروبي، العدو الصهيوني على فتح المزيد من الطرق لوصول المساعدات إلى غزة.
وسبق أن شدد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة من “صنع البشر”، وذلك في ظل اتساع رقعة المجاعة مع تواصل العدوان الصهيوني والحصار المطبق على القطاع.
من جانب آخر، وصفت منظمات حقوق إنسان فلسطينية، تكرار قوات العدو الصهيوني جرائم قتل الجياع وقصف مراكز توزيع المساعدات في غزة بأنه مشين.. مؤكدة أنه يستوجب المساءلة.
وقالت المؤسسات في بيان لها الليلة الماضية: إن تصعيد العدو الصهيوني هجماته المتعمدة ضد المدنيات والمدنيين منتظري المساعدات ومراكز الإغاثة في قطاع غزة يأتي وسط غياب الإرادة السياسية والمحاسبة الدولية.
وأضاف البيان: إن العدو الصهيوني يصر على استخدام التجويع كسلاح في الحرب، وارتكاب جرائم قتل جماعية ضد السكان وقد أتعبهم الجوع في تكريس لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الفلسطينيات والفلسطينيين لليوم الـ 161 على التوالي.
وأشار إلى إطلاق قوات العدو النار، الجمعة تجاه العشرات الذين تجمعوا على شارع الرشيد غرب غزة بانتظار مساعدات، وقتلت ثلاثة منهم وأصابت آخرين بجروح.
وجاء هذا التطور، بعد ليلة دامية، أطلقت فيها قوات العدو عبر دباباتها وطائراتها المروحية والمسيّرة النار بكثافة تجاه آلاف المدنيين الذين تجمعوا قرب دوار الكويت على طريق صلاح الدين جنوب غزة.. وأسفر إطلاق النار عن 20 شهيدًا فلسطينيا وأكثر من 155 إصابة في حصيلة غير نهائية وفق وزارة الصحة.
وأكد البيان الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق أن العدو الصهيوني في كل مرة يسمح بتجمعات المدنيين بالمئات والآلاف، يبدأ بإطلاق النار المكثف والقنابل الدخانية تجاههم دون أي مبرر أو ضرورة، وبالرغم من إدراكه أنهم تجمعوا للحصول على المساعدات التي تصل عبر شاحنات وتتوقف في تلك المنطقة بفعل القيود الصهيونية والافتقار إلى آليات منظمة تضمن وصول المساعدات للسكان بشكل يحفظ كرامتهم وحياته.
ومساء الخميس، قصفت قوات العدو مركزًا لتوزيع المساعدات في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ما أدى إلى وقوع ثمانية شهداء وعدد من الجرحى.
وسبق أن استهدفت طائرة مسيرة لقوات العدو صباح الأربعاء الماضي، مقر توزيع المساعدات الإنسانية التابع للأونروا في الحي الإداري في مدينة رفح أثناء توزيع الطحين على السكان، ما أدى إلى استشهاد ستة مدنيين، وإصابة ٢٢ بينهم عدد من موظفي الأونروا.
وشدد البيان على أنه بات مطلوبا من المجتمع الدولي عدم الاكتفاء بالإدلاء بالبيانات وإدانة قتل المدنيين والمدنيات وتجويعهم، بل اللجوء إلى خطوات فورية لإجبار قوات العدو الصهيوني القوة القائمة بالاحتلال على الامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني ووقف عدوانها، بل وضمان تحقيق المساءلة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة.
ويأتي هذا فيما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بارتكاب العدو الصهيوني 13 مجازر ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 149 شهيد و300 اصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع العدو وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وأعلنت الوزارة عن ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني الأمريكي الى 31490 شهيداً و73439 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.