استقبال رمضان.. مظاهر مستحدثة وعادات دخيلة
السياسية || ميادة العواضي*
تستقبل الأسرة اليمنية شهر رمضان كل عام بأجواء احتفائية كبيرة لما لهذا الشهر الكريم من خصوصية لدى اليمنيين تتجلى فيه قيم التراحم والتكافل، ويعبر فيه أبناء اليمن عن فرحتهم بقدومه عبر أساليب متنوعة.
ويصاحب قدوم الشهر الفضيل مظاهر عدة تعبر عن احتفاء اليمنيين بهذا الشهر الفضيل، منها المظاهر المرتبطة بتزيين وتنظيف الأحياء وشراء حاجيات الشهر الكريم رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب العدوان والحصار على اليمن منذ أكثر من تسع سنوات.
موقع صحيفة “السياسية” استطلع آراء عدد من المواطنين حول كيفية استقبال رمضان والمظاهر الاحتفالية التي ظهرت في المجتمع اليمني خلال الآونة الأخيرة.
يقول عبدالله مسعد (74 عاما) إن استقبال رمضان يجب أن يرتبط في قلوبنا وعقولنا بالأجواء الايمانية والقرآنية وان لا ينحصر فقط بشراء الاحتياجات والتزيين وأن يكون رمضان فرصة لإعادة ارتباطنا بمعتقداتنا الراسخة التي تنعكس على تصرفاتنا التي يجب أن تتوافق والشهر الكريم.
وبخلاف مسعد ترى روئ أحمد (25 عاما) أن الاحتفالات بالشهر الفضيل لا تنقص من قيمته وأن الطقوس التي تقام كل عام في استقبال الشهر تعد نوعا من الاحتفالات التي تسعد قلوب الكبار والصغار.
وفي الآونة الأخيرة طرأت على المجتمع اليمني عادات دخيلة وأصبحت متأصلة بشدة ومنتشرة بكثرة يرى العديد من الناس أنها لا تعبر عن روح رمضان الحقيقة وأنها تطفي على المجتمع بدع تلهيهم عن التفكير في التحضير الروحي والعقلي السليم للشهر المبارك وأصبحت “موضة” ويتم الأعداد لها مسبقا من مقايل وسمرات وما يسمى “يا نفس ما تشتي”.
وأبتعد الكثير من الناس عن التفكير بكيفية التقرب من الله باعتبار شهر رمضان المبارك فرصة لمراجعة أنفسنا وتقوية علاقتنا بالله سبحانه وتعالى.
الدكتورة سمر القديمي (37 عاما) ترى أن مظاهر الاحتفال برمضان واختصاراها في الأغاني واللبس والتجمعات لم يكن من ضمن العادات التي يفتخر بها المجتمع اليمن ومنها تلك التي كان الجيران يتبادلون فيها أطباق معينة تعبر عن التراحم والتواصل بينهم.
وقالت ” أصبح الناس مهووسون بما يسمى” يا نفس ما تشتي” وشراء الملابس لهذا اليوم والاعداد له بأفخر الأطعمة والتي يتم الاعداد لها منذ فترات والتصوير وحالة الهوس الغير مقبولة بعادات ليست من عاداتنا وتقاليدنا”.
فيما ترى أم آية (29 عاما) في تلك المظاهر نوعا من التفاخر والمبالغة والتي لا تتسم مع مبادئ رمضان التي تدعو إلى التسامح والتواضع وانه يجب علينا لتفكير في استقبال الشهر المبارك بالدعاء لله سبحانه وتعالى أن يبلغنا رمضان، ونسأله التوفيق بصيامه وقيامه، وأن يكون تفكيرنا منصب على كيفية تقوية علاقتنا بالله باعتبار رمضان فرصة ذهبية يقوي بها المسلم إيمانه، ويعزز بها تقواه، ويتعلم منها الصبر على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، والإقبال على الله في كل وقت وحين.