عشية اليوم العالمي للمرأة .. نساء فلسطين مأساة لا تنتهي
السياسية: تقرير // مرزاح العسل
يحيي العالم غدٍ الجمعة مناسبة يوم “المرأة العالمي”، الذي يصادف يوم الثامن من شهر مارس من كل عام، في ظل ارتفاع حصيلة عداد الموت بحق النساء الفلسطينيات وحجم المعاناة اليومية التي يعشنها جراء العدوان الصهيوني ـ الأمريكي على قطاع غزة.
يقول نائب سفير دولة فلسطين بالجزائر، بشير أبو الحطب، في كلمة له بمناسبة التظاهرة التي حملت شعار (المرأة الفلسطينية أيقونة النضال): “إنّ المرأة الفلسطينية شريكة أساسية في العمل النضالي ومقاومة العدو الصهيوني إلى جانب الرجل الفلسطيني”.. مؤكّدا على دورها الرئيسي والمهم في الإبقاء على روح المقاومة، رغم البطش والتنكيل الذي تتعرّض له على أيدي قوات العدو الصهيوني.
وأضاف: إنّ “معاناة المرأة الفلسطينية ازدادت حدّتها، خاصة في قطاع غزة، منذ بدء العدوان الصهيوني عليه، والمتواصل منذ أكثر من خمسة أشهر، حيث أنّها -تعاني مما لم تعانيه أيّ امرأة في العالم”.
وتابع: “المرأة الفلسطينية تعيش ظروف بالغة الصعوبة، تلد على قارعة الطريق ويمُنع عنها الماء والدواء، في جريمة من أبشع الجرائم التي اُرتكبت في التاريخ كله”.
ولفت إلى أنّ “الشعب الفلسطيني يتعرّض لحرب إبادة جماعية تطال 2.13 مليون فلسطيني، والمرأة الفلسطينية في القطاع تنال النصيب الأكبر من هذا العدوان الخطير وتدفع ثمنه غاليا، فهي تتعرّض لمختلف الانتهاكات وبطرق وحشية”.. مشيراً إلى أنه “في المقابل.. يعجز العالم عن إجبار العدو الصهيوني على التوقّف عن مجازره، رغم قرارات محكمة العدل الدولية ومئات القرارات الأممية”.
ونشر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني اليوم الخميس، تقريراً استعرض فيه أوضاع المرأة الفلسطينية، عشية يوم المرأة العالمي، وكشف حجم المعاناة التي تعاني منها النساء الفلسطينيات منذ بدء العدوان الصهيوني في السابع من أكتوبر الماضي.
ويؤكد التقرير الفلسطيني أنّ تسعة آلاف أنثى استُشهدن منذ بدء العدوان الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة، من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30،717 شهيداً، وذلك منذ بدء العدوان.
وبين التقرير أنّ 75 في المائة من إجمالي عدد الجرحى البالغ 72.156 جريحاً هم من الإناث، وشكلت النساء والأطفال ما نسبته 70 في المائة من المفقودين البالغ عددهم 7000 شخص.. لافتا إلى أنّ الإناث يشكلن ما نسبته 49 في المائة من إجمالي عدد السكان في فلسطين، إذ بلغ عددهن 2.76 مليون أنثى في منتصف عام 2024 (بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، و1.13 مليون أنثى في قطاع غزة).
وعن معاناة نساء الضفة الغربية المحتلة، أشار “المركزي للإحصاء” إلى استشهاد أربع نساء فلسطينيات من إجمالي 423 شهيداً في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأوضح التقرير أنّه تم اعتُقال 300 امرأة من الضفة الغربية في 2023، منهن 200 منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة و165 امرأة في مدينة القدس المحتلة ، منهن 84 خلال العدوان على غزة.
ولفت التقرير إلى عدم توفر معطيات دقيقة على مستوى قطاع غزة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل العدو الصهيوني تنفيذها بحق معتقلات غزة.
وتشير بيانات هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، إلى أنّ العدو ما يزال يعتقل 56 معتقلة في سجونه بواقع 44 معتقلة من الضفة الغربية وثلاث معتقلات من قطاع غزة، وتسع معتقلات من أراضي الـ48 المحتلة، منهن خمس معتقلات صدر بحقهن محكوميات، و40 معتقلة موقوفة، و11 معتقلة قيد الاعتقال الإداري.. وبين المعتقلات القابعات في سجون العدو هناك قاصرتان.
وتؤكد المعطيات الصحية في قطاع غزة وجود تحديات جمة تواجه النساء الحوامل، إذ تشير إلى وجود حوالي 60 ألف امرأة حامل في القطاع، بمعدل 180 حالة ولادة يومياً.. ومن المرجح أن تعاني نحو 15 في المائة من هؤلاء النساء مضاعفات الحمل والولادة التي يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، كما أن عدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من اُجهضن نتيجة الخوف، ما أدى إلى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300 في المائة.
وإذ كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، أن إدارة سجون العدو الصهيوني أعلنت في نهاية شهر نوفمبر الماضي، عن وجود 260 معتقلة من قطاع غزة صُنفن مقاومات. . قالت جمعية جذور لحقوق المواطن:” إن العالم يحتفل في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة بهدف التأكيد على النهوض بأوضاعها وكفالة حقوقها وفي مقدمتها المساواة والعدالة والحق بالحياة الكريمة”.
وأضافت الجمعية الحقوقية: إنه في الوقت الذي تعاني فيه المرأة بالعديد من دول العالم من تراجع في كفالة حقوقها نجد أن المرأة الفلسطينية بالرغم من كل الشعارات التي تتبناها الدول التي زعمت ولم تزل تزعم أنها تعمل على كفالة حقوق المرأة عالميا إلا أنها بسبب الاحتلال الاستعماري الصهيوني تعاني منذ عقود الحرمان من التمتع بالحرية في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
وشددت مؤسسات تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين، اليوم الخميس، على أنّ هذا العام يُعدّ الأكثر دموية بحقّ النساء الفلسطينيات على مدار تاريخ سنوات الاحتلال الصهيوني، وذلك في ضوء العدوان الشامل والإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر، إلى جانب جرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة التي تعرضنّ لها، وأبرزها عمليات الإعدام الميداني، والاعتقالات الممنهجة، وما رافقها من انتهاكات مروعة، منها اعتداءات جنسية.
وتؤكد مؤسسات الأسرى أن العدو مستمر في انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات في مراكز التّوقيف والتّحقيق والسّجون، وفي المستشفيات والعيادات الطبية والحواجز ونقاط التفتيش، وتطاول تلك الانتهاكات كافة فئات الإناث الفلسطينيات من معلمات وطالبات وأمهات وطفلات وغيرها.
وتوصي مؤسسات الأسرى الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء بالضغط على كيان العدو لاحترام والالتزام بالقانون الدوليّ والقانون الدوليّ لحقوق الإنسان، وتطبيق اتفاقية مناهضة التّعذيب والمعاملة اللاإنسانية والحاطة بالكرامة، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
بدورها ، قالت الصحفية “كارين آتيا” في مقال نُشر بصحيفة “واشنطن بوست”: “إنّ السيدة سمراء البشرة “كامالا هاريس”، نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، يجب ألا تكون الوجه الجميل للسياسة الأمريكية القبيحة في قطاع غزة، فقد استخدمت إدارة بايدن نساء سمراوات كقفازات مخملية وقبضات حديدية، كُلّما تعلّق الأمر بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي استشهد فيه أكثر من 30 ألف فلسطيني حسب وزارة الصحة في غزة”.
وأضافت: “إنّ هاريس – في خطابها، اعترفت بمأساة غزة– وهي مُصيبة في هذا حين قالت: “لقد رأينا تقارير عن عائلات تأكل الأعشاب أو علف الحيوانات ونساء يلدن أطفالا يعانون من نقص التغذية ودون أيّ عناية طبية وأطفال يموتون بسبب سوء التغذية.. وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار وعلى الأقل في شهر رمضان المبارك، كما طالبت بالإفراج عن الأسرى وأن تسمح سلطة الكيان الغاصب بدخول المواد الإنسانية إلى غزة.”
الجدير ذكره أنه في اليوم العالمي للمرأة، يجب على العالم أجمع أن يُدرك يقينا أنّ إرادة الأم والمرأة الفلسطينية لن يكسرها تعنت العدو الصهيوني الفاشي وتماديه في ارتكاب المزيد من المجازر وحرب الإبادة الجماعية بحق الأبرياء والمدنيين العزل، فإرادة المرأة الفلسطينية لن تزيدها هذه الممارسات الهمجية والوحشية إلا إرادةً وصمودا وعزماً على إتمام رسالتها التي بدأتها في تنشئة الأجيال القادمة حتى تعود فلسطين حرة أبية من النهر إلى البحر.
سبأ