السياسية – المحرر السياسي:

 

 

تصاعدت عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن مؤخراً، كبداية للمفاجآت التي توّعد بها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ، وكشف عنها في خطابه الأسبوعي الخميس الفائت حول آخر التطورات والمستجدات.

مفاجآت لم تكن في حسبان قوى الاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا، قالها رجل القول والفعل واثقاً بالله من تحقيقها على الواقع، وأتت ثمارها في ردع غطرسة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني باستهداف مدمرتين أمريكيتين وسفينة صهيونية وأخرى أمريكية، دعماً وإسناداً للشعبِ الفلسطينيِّ، الذي يتعرضُ لعدوانِ وحصار وتجويع لا مثيل له في التاريخ المعاصر.

التحوّل الاستراتيجي للقوات المسلحة اليمنية في عملياتها النوعية، بدى واضحاً في استهداف بوارج ومدمرات وسفن أمريكا وبريطانيا وإحراق وإغراق البعض منها، مصداقاً لحديث قائد الثورة الذي وعد بمفاجآت فاعلة ومؤثرة لا يتوقعها الأعداء نهائياً، بل إنها ستكون فوق ما يتوقعه العدو والصديق، هكذا أعلنها بشكل صريح وواضح دون مواربة.

التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبريطانيا ومعهما الحليف المدلل إسرائيل، المزروع في قلب الأمة العربية منذ سبعة عقود، يمارسون كافة أشكال الإرهاب بحق الدول والشعوب الحرة، ويرتكبون حرب إبادة جماعية يومياً في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، غير مدركين عواقب استمرار غطرستهم وتماديهم في جر المنطقة والعالم إلى أتون صراع لا حدود له.

وبالرغم من صعود أمريكا كقوة عظمى عقب الحرب العالمية الثانية ونفوذها الذي يمتد على مستوى العالم، إلا أنها نشأت من البداية على الإجرام وسفك دماء أبناء الشعوب المستضعفة وهاهي اليوم تدفع ثمن ذلك باهظاً في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، نتيجة تغافلها عمّا يرتكبه حليفها الصهيوني بضوء أخضر وإيعاز من أمريكا وأوروبا في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، متجاوزاً كل القيم والمبادئ والأعراف الدولية والإنسانية، ضارباً بكل القوانين السماوية والوضعية عُرض الحائط.

من الشواهد الواقعية أن صنعاء منذ معركة “طوفان الأقصى”، في السابع من أكتوبر العام الماضي، بقيادة قائد الأمة الشجاع السيد عبدالملك الحوثي، وجهّت الرسائل تلو الرسائل لكل من واشنطن والدول الأوروبية والكيان الصهيوني لعل وعسى، الكف عن الغطرسة والعربدة والبلطجة في المنطقة وإيقاف صلف العدو الصهيوني في غزة، إلا أن أمريكا وبريطانيا اتخذتا مساراً تصعيدياً بشن العدوان على اليمن. 

لقد بدى واضحاً في ظل استمرار تعنت واشنطن ولندن، وعدم فهم طبيعة ومعطيات الواقع ومتغيرات المرحلة الراهنة، أن المفاجآت العسكرية اليمنية ما تزال في البداية وعلى أمريكا وبريطانيا حفظ ما تبقى لهما من ماء الوجه والرحيل من المنطقة وليس من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن فقط.

إن ظهور العنفوان اليماني، الذي لا يخشى قوة غير الله تعالى، كقوة إقليمية في المنطقة تجلّى اليوم بتلقين العدو الأمريكي والبريطاني الدروس القاسية في المياه الإقليمية اليمنية، وكسر الهيمنة التي طالما اعتادت واشنطن مد نفوذها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً دون الاعتبار لأي قوة توازيها أو تردع غطرستها، ما جعل الشعب اليمني من بوارج ومدمرات أمريكا الحربية هدفاً للصواريخ والمسيرات التي تحرقها وتغرقها ما بين عشية وضحاها.

لقد أفشلت الجمهورية اليمنية، منذ دخولها معركة “طوفان الأقصى” في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار “أمريكا وبريطانيا وإسرائيل”، المشروع الأمريكي في إيجاد شرق أوسط جديد تهيمن فيه الولايات المتحدة على المقدرات والأوضاع، ولو عن طريق إشاعة مناخ من “الفوضى الخلاقة” لإعادة رسم خريطة المنطقة.

وعلى هذا الأساس، بات على أمريكا وبريطانيا أن تُدركا أن اليمن اليوم، لم يعد سامعاً مطيعاً لما تمليه واشنطن ولندن كما كان حليفاً لهما قبل عقد من الزمن في مكافحة الإرهاب، وما حدث من مفاجآت في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن مؤخراً شاهد على ذلك، وتمثل في الوقت ذاته بداية تصعيد لعمليات نوعية أشد إيلاماً ووجعاً يصل حد الإغراق والإحراق لكل من بوارجهما وسفنهما، وأمام الأمريكي والبريطاني خيارين لا ثالث لهما التخلي عن سياستهما العنجهية الداعمة للكيان الصهيوني وإيقاف عربدته والمغادرة قبل إذلالهما في المياه اليمنية.

سبأ