السياسية:

لا يزال الخداع والكذب والنفاق والتضليل سيد الموقف الأمريكي ففي نفس اليوم الذي زعم فيه المتصهين جو بايدن أنه سيسقط مساعدات إنسانية فوق غزة، أعلن منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أن بلاده تجري محادثات مع كيان العدو الصهيوني بشأن تسليمه أسلحة جديدة، وأنها ستواصل دعم “حق إسرائيل” في الدفاع عن النفس .

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت السبت الماضي أول عملية إنزال جوي للمساعدات على قطاع غزة، حيث تم إسقاط أكثر من 35 ألف وجبة بالمظلات بواسطة ثلاث طائرات عسكرية.

وذكرت القيادة المركزية الأمريكية أن العملية نُفذت بالاشتراك مع القوات المسلحة الأردنية؛ ويقول المسؤولون الأمريكيون: إن هذا الإنزال كان الأول من نوعه لطائرة أمريكية منذ بدء الحرب في غزة.

ويعكس حديث إدارة بايدن عن المساعدات لقطاع غزة عبر الجو، نفاق هذه الإدارة، ومحاولاتها تخدير الرأي العام الأمريكي بخصوص حرب الإبادة المستمرة في غزة والتورط الأمريكي المباشر فيها، وكأنها ليست هي التي ساندت العدوان وتسببت بهذا القتل والدمار الشامل لنحو خمسة أشهر، وكأنها ليست هي التي سعت لمنع الطعام عن سكان غزة.

وأمام هذا الإجراء الأمريكي المقزز أكد مصدر قيادي ميداني في المقاومة الفلسطينية أنّ “إلقاء الطائرات الأمريكية بعض المساعدات من الجو هو ذرّ للرماد على العيون، ولا يساهم في التخفيف من الأزمة الإنسانية الطاحنة في القطاع”.

ولفت إلى أن “استمرار الحصار الخانق على أهل غزة سيؤدي إلى تفجير المفاوضات المتعلّقة بوقف إطلاق النار” .

وتابع قائلا: إنّ “سياسة التجويع التي يمارسها العدو الصهيوني ضد المدنيين لن تحقق له أي إنجاز يذكر، والمعركة مستمرة حتى رفع الحصار وإدخال المساعدات”.

بدوره أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن المساعدات الجوية الأمريكية لغزة هي استعراض ودعاية وعمل لا طائل منه.

وأشار إلى أن “هناك دولاً نفّذت عمليات إنزال جوي للمساعدات وتحمل نوايا طيبة، وهناك دولاً نفّذت عمليات الإنزال ذات نوايا خبيثة والتفافية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها حيث يشاركون فعلياً في الحرب ويمدون العدو بالأسلحة ويمنحونه الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من المجازر”.

وشدد على أن “عمليات إنزال المساعدات جواً والتعامي عن إدخالها من المعابر البرية يأتي في سياق الالتفاف على الحلول الجذرية للمشكلة من خلال إتباع طرق استعراضية ودعائية وغير مُجدية، وكذلك للي ذراع الواقع والميدان والحقيقة، والتماشي مع سياسة العدو الصهيوني بتعزيز سياسة التجويع، وشراء الوقت لصالح العدو وتمديد المجاعة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الضرر للناس والمواطنين”

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة المسؤولية الكاملة للإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي والعدو الصهيوني عن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني ضد المدنيين والأطفال والنساء، كما حملهم مسؤولية المجاعة وتعزيز سياسة التجويع، وحملهم مسؤولية 19 نوعاً من أنواع الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العدو في قطاع غزة”.

بدورها.. أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن “تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس أمس حول غزة وتباكيها على الوضع الإنساني الكارثي فيها، يعكس نفاق الإدارة الأمريكية، ومحاولاتها تخدير الرأي العام الأمريكي بخصوص حرب الإبادة الصهيونية الجارية المستمرة في غزة، والتورط الأمريكي المباشر فيها”.

وقالت الجبهة في تصريح صحفي: إن “العالم بأسره يعرف تماماً أن الإدارة الأمريكية سبب رئيسي من أسباب الكارثة الإنسانية غير المسبوقة وحرب التجويع بحق شعبنا في القطاع، فهي من تشارك الكيان الصهيوني في العدوان، وتدعمه بمختلف أنواع الأسلحة التي تقصف بها القطاع، وتُجند كل إمكانياتها في الدفاع عن الكيان الصهيوني”.

وأضافت: منعت الإدارة الأمريكية ثلاث مرات مجلس الأمن من اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، وهي الوحيدة القادرة على إجبار العدو الصهيوني بوقف العدوان، إلا أنها تصر على أن تشارك في قصف وذبح وتجويع وحصار أهل غزة”.

عضو المجلس المركزي في حزب الله اللبناني الشيخ نبيل قاووق اعتبر أن إنزال المساعدات الأمريكية فوق سماء غزة، لا يغطي جريمة وعار أمريكا، وكل مساعدات الدنيا لن تستطيع أن تغسل الدماء التي تلطّخ وجه الإدارة الأمريكية، لأنها المسؤولة عن قتل وجرح أكثر من مائة ألف فلسطيني في غزة.

ورأى الشيخ قاووق أن “سلاح التجويع يُراد منه إجبار الفلسطينيين على مغادرة قطاع غزة، وهذا يعد جريمة بحق الإنسانية، ومخالفة لكل القرارات والقوانين الدولية”.. لافتاً إلى أن “إسرائيل” لا تحاسب ولا تعاقب، وقد زادت من الحصار والتجويع على قطاع غزة بعد قرار محكمة العدل الدولية.

وأشار قاووق إلى أن الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة، فضحت الدجل والنفاق الأمريكي، لأن أمريكا هي التي ترسل كل السلاح بشكل يومي لقتل أهل غزة، وهي التي تستخدم حتى اليوم الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرار وقف إطلاق النار في غزة، وهي المسؤولة الأولى عن معاناة والإبادة الجماعية في غزة.

وتبقى المواقف الأمريكية الإجرامية الحقيقة الوحيدة الثابتة التي لا يمكن تغطيتها بغربال التزييف والمساعدات الإنسانية، فهذا التصرف من قبل أمريكا هو مظهر من مظاهر تجميل وجهها البشع لركوب موجة الإنسانية، كونها هى من صنعت الأزمة كما أنها رأس حربة في المشهد لتمويلها الحرب وإرسالها الجنرالات والجنود لمشاركة الكيان الصهيوني في جرائمه بحق أهالي غزة.

سبأ