“موكا” البن اليمني…هل يعود مجد “الذهب” الأخضر؟
السياسية || تقرير: صباح العواضي*
لذيذة تسبقها رائحة زكية مذاقها تشبه الشوكولاتة يعشقها الملايين في أنحاء العالم تم اضافت نكهات عدة لكنها ظلت محتفظة باسمها “موكا” وأن أضيفت لها مسمى “الكبتشينوا” المنحدر من الإيطالية الذي يعلوه رغوة الحليب لتشكل مشروب قهوة بالرغوة ذات قوامها المخملي ومذاقها الكريمي أنه البن اليمني.
ظلت اليمن محتفظة بزراعة البن وتنوعت زراعته بتنوع المناخ ويزرع في مناطق عدة بالبلاد واشتهر في معظم المناطق ومنها المطري والبرعي والحرازي والحفاشي واليافعي والحيمي والإسماعيلي الريمي والوصابي والحمادي والمحويتي والأهجري والعديني والصبري والصعدي والانسي والخولاني وغيرها الكثير.
كان البن اليمني ولايزال مثار ابداع الكثير حيث لم تخلو مجالس الكتاب والشعراء من التغني بهذا المورث والثقافة اليمنية ومنهم الشاعر الكبير مطهر الارياني في قصيدته “الحب والبن” .
تاريخيا يعتبر البن اليمني من أجود وأغلى أنواع البن في العالم كمحصول نقدي قومي تميزت به اليمن وتفردت به عبر العصور، وكان العمود الفقري للمماليك والدويلات وركيزة مهمة للحياة للاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
تعرض زراعة البن للإهمال كبقية المحاصيل الزراعية في اليمن نتيجة للوصاية الخارجية التي احكمت قبضتها خلال العقود الأخيرة على سياسة البلد وعلى الرغم من الاستهداف الممنهج للقطاع الزراعي إلَّا أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر مثلت نقطة الانطلاق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الأمن الغذائي عبر خطط واستراتيجيات هادفة لمضاعفة وتوسيع الإنتاج الزراعي وإحداث نهضة زراعية شاملة تكفل توفير احتياجات الشعب اليمني من الغذاء.
وتحول الاكتفاء الذاتي إلى هدفٍ استراتيجي تصدر البرامج الوطنية للإنعاش والتعافي الاقتصادي التي أطلقها المجلس السياسي الأعلى للتغلب على الآثار الاقتصادية التي خلفها العدوان السعودي الإماراتي والحصار وبما يسهم في الحد من استيراد المنتجات الزراعية من الخارج.
وفي كلمته خلال تدشينه موسم التشجير للعام 1444هـ بالعاصمة صنعاء أكد فخامة المشير الركن الرئيس مهدي المشاط اهتمام المجلس السياسي الأعلى بالقطاع الزراعي ودعمه لكل ما من شأنه التوسع في زراعة الأشجار المثمرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل والمنتجات الزراعية ذات القيمة والفائدة.
وشدد على ضرورة العمل على استعادة النشاط الزراعي في مختلف محافظات الجمهورية في إطار الدولة للاكتفاء الذاتي بشكل تدريجي من المنتجات الزراعية، وخاصة من “المحاصيل النقدية التي يُعول عليها الكثير في رفد الاقتصاد الوطني والخزينة العامة”.
وانطلقت الثورة الزراعية بناء على توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله لتفعيل الجانب الرسمي والمجتمعي وتحت هذا العنوان تم انشاء العديد من اللجان الزراعية في عموم محافظات الجمهورية لاستنهاض المؤسّسات الزراعية والبناء المؤسّسي والبشري والمجتمعي التشاركي وتحفيز المبادرات واعطت الأولوية لمحاصيل الحبوب والثروة الحيوانية والتوجه نحو تحسين التسويق واستصلاح الأراضي وحماية وصيانة الموارد المائية وزيادة المخزون الاستراتيجي من البذور وحماية الأصول النباتية والحيوانية وتوسيع الشراكة في مجال التنمية وتوثيق ونشر التجارب الناجحة وتعزيز دور جميع الفئات في التنمية الزراعية منهم الجرحى والمرأة.
مستقبل البن اليمني
تعددت المبادرات الرسمية والشعبية لإعادة مكانة البن اليمني في الأسواق العالمية من خلال مشاريع إنعاش زراعته أو تصديره للأسواق العالمية، وفي صنعاء تم الإعلان عن ثورة البن ضمن الثورة الزراعية التي شهدتها اليمن والتي أعلنت عنها القيادة الثورية والسياسية وقيادة اللجنة الزراعية والسمكية العليا عبر استراتيجية تنمية محصول البن ما بين عامي 2019 إلى 2025
وتم اعتماد اليوم الوطني للبن الثالث من مارس كيوم وطني يحتفل به في كل عام لإعادة إحياء تاريخ شجرة البن باحتفال رسمي وحضور شعبي مميز، وإعادة الارتباط بشجرة البن كهوية وحضارة بهدف تسويقه وترويجه وتحسين صورته محلياً وعالمياً والحفاظ عليه كموروث وطني تاريخي وقومي لليمنيين وبناء علاقة مثمرة بين عشاق القهوة حول العالم وموطن القهوة الأصلي اليمن وفتح أسواق عالمية جديدة للقهوة اليمنية ذات الجودة العالية.