السياسية:

لم تخطئ المعلومات ولا التحليلات التي أكدت أن النظام السعودي يواصل فتح كافة طرق اتفاقيات التقارب والتطبيع الممكنة بين الرياض و”تل أبيب”، وما يعزز ذلك ما كشفته وسائل إعلام العدو الصهيوني، عن لقاء مصافحة وتبادل للحديث جرى الاثنين الماضي في أبو ظبي، بين وزير التجارة السعودي ماجد بن عبدالله القصبي ووزير الاقتصاد في حكومة العدو نير بركات.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية في موقعها الإلكتروني عن بركات قوله للوزير السعودي: “إن “إسرائيل” مهتمة بإقامة السلام مع الدول العربية التي تسعى إلى السلام، وإننا يمكن أن نصنع التاريخ معًا”.

وقالت هيئة البث الصهيونية الرسمية: إن الاثنين “تبادلا أرقام الهواتف الشخصية ليكونا على تواصل مباشر”.. مضيفة: إن الوزيرين تحدثا عن التعاون الاقتصادي بين بلديهما.

من جانبه أشار موقع “رأی الیوم” أن اللقاء المصور مع وزير التجارة السعودي يعد حدثاً نادراً نظراً لعدم وجود علاقات رسمية بين الجانبين، على الرغم من أن الولايات المتحدة تسعى إلى التقريب بينهما.

ويُعتبر نير بركات أحد رموز الليكود ومرشحًا لخلافة نتنياهو، وكان أطلق مشاريع استيطان واسعة في القدس المحتلة عندما كان على رأس بلديتها الصهيونية.

وأثار هذا اللقاء استغراب المراقبين خاصة أن هذه المصافحة جاءت ولا يزال العدوان الصهيوني قائمًا على فلسطين، لأكثر من 146 يوماً مما أدى إلى استشهاد أكثر من 30 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال ونزوح أكثر من 90 في المائة من السكان.

وأمام استمرار مجازر العدو الصهيوني المرتكبة في حق سكان غزة فإن هذا اللقاء يشير بحسب المراقبين إلى عدم رغبة السعودية في التأثير على تفاهمات وخطوات التطبيع في الوقت الحالي، وتحييدها عن أدوات المواجهة لا سيّما أنه جاء بعد إقرار الخط البري الذي ينطلق من الموانئ الإماراتية عبر الأراضي السعودية ومروراً بالأردن قبل الوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وهي خطوة قال وزير الاقتصاد الصهيوني في تصريح جديد: إنه جاء لتخفيف أعباء الملاحة في البحر الأحمر والتي تحظرها القوات المسلحة اليمنية.

واعتبر المراقبون أن هذا اللقاء جزء من إحدى الطعنات القاتلة التي يوجّهها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للفلسطينيين، الذين يعتبرون اللقاء خيانة لهم، ومقدمة لمزيد من الجرائم الصهيونية عليهم.

وفي علامة محتملة على حساسية مسألة الكشف عن هذا اللقاء سارع النظام السعودي إلى نفيه ببيان عبر وكالة “واس” زعم فيه أن اللقاء كان بين وزير الخارجية السعودية ونظيره النيجري.

واعتبر المراقبون، ذلك النفي بمثابة عُذر أقبح من ذنب ودعاية ساذجة يُكذبها نشر الإمارات صور للقاء جمع وزير التجارة السعودي ونظيره الصهيوني خلال اجتماع رعاه محمد بن زايد.

وفي مقابل النفي الحذر من الرياض أفصح الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خبايا خيانة حليفه السعودي بتأكيده أن الرياض لا تزال مصممة على مواصلة الجهود نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات لشبكة “إن بي إس” الأمريكية الثلاثاء: إن هناك عدة دول عربية بينها السعودية أكدت استعدادها للتطبيع مع كيان العدو الصهيوني في إطار المساعي المتواصلة لإدارته بهذا الشأن.

وفي الفترة الأخيرة، تجددت زيارات المسؤولين الصهاينة إلى العاصمة السعودية الرياض في إطار المشاركة في مؤتمرات عالمية.

ففي سبتمبر الماضي، وصل وفد من وزارة الخارجية الصهيونية إلى السعودية للمشاركة في اجتماع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” نُظم في العاصمة السعودية، واعتُبرت هذه الزيارة الأولى الرسمية والعلنية لوفد حكومي صهيوني إلى السعودية.

كما زار الرياض وزير السياحة الصهيوني حاييم كاتس في الشهر عينه للمشاركة في مؤتمر لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ثمّ وزير الاتّصالات الصهيوني شلومو كرعي، بعد تلقّيه دعوة رسمية للمشاركة في “مؤتمر البريد العالمي” في الرياض أيضًا.

وجاء ترتيب هذه الزيارات خلال فترة قصيرة تحت ستار استضافة مؤتمرات دولية، في سياق تسريع عملية التطبيع بين الجانبين.. ويضاف ذلك إلى زيارات متلاحقة للعديد من الصهاينة إلى السعودية في هيئة “صحفيين” و”رجال أعمال” و”حاخامات يهود”.

 

  • سبأ