كيف دعمت وساندت إيران المقاومة الفلسطينية؟
السياسية- متابعات:
كان للجمهورية الإسلامية الإيرانية دوراً مهماً في دعم النضال الفلسطيني لمواجهة الكيان الإسرائيلي ومخططاته على مدار سنوات، على مختلف المستويات السياسية، العسكرية، الإنسانية، التكنولوجية والثقافية. وعلى الرغم من التكاليف السياسية والاقتصادية الباهظة التي تكبدتها إيران في سبيل هذا الدعم إلّا أنها لا تزال حتى اليوم، وأمام العالم أجمع، تحاول الاستمرار في بذل الجهود كافة وتوحيد القوى والإمكانات لخدمة هذه القضية ودعمها. يسلّط هذا التقرير الضوء على الدعم العسكري الإيراني لفلسطين في السنوات الماضية، بالإضافة إلى مجالات الدعم والمساندة الإيرانية في سبيل دعم القضية الفلسطينية.
مسار التحوّل والتطوّر في حالة المقاومة الفلسطينية
يعتبر الدعم العسكري هو الأكثر تأثيراً في مجريات الأحداث داخل الأراضي الفلسطينية، خصوصاً في ظل حالة الاشتباك الدائم مع كيان الاحتلال. إذ ساهم هذا الدعم، بدرجة كبيرة، في تثبيت ما وصلت إليه المقاومة الفلسطينية التي لطالما سعت إلى تطوير قدراتها العسكرية والقتالية وبكل السبل رغم الحصار الذي رفضه العدو على غزّة منذ أكثر من 15 عاماً. وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة، بدت آثار الدعم العسكري جليّة من خلال التطور الكبير والواضح في أداء فصائل المقاومة في فلسطين، لا سيما على صعيد زيادة منسوب الخبرة القتالية، وتطور الإمكانيات التسليحية، وصولاً، وهو الأهم إلى تمكّن المقاومة الفلسطينية من تصنيع جزء مهم من وسائلها القتالية وأسلحتها كالصواريخ والقذائف خاصة داخل قطاع غزة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، تُعدّ إيران الدولة الوحيدة التي أرسلت إلى المقاومة الفلسطينية صواريخ متوسطة المدى قادرة على قصف المدن الإسرائيلية التي تبعد عن غزة أكثر من 70 كيلومتراً، وكان قصف “تل أبيب” في عدوان 2012 بصواريخ “فجر 5” الإيرانية شاهداً على ذلك. كذلك زودت إيران المقاومة في غزة بصواريخ “كورنيت” المضادة للدروع التي شكّلت هاجساً كبيراً لقوات الاحتلال التي تعمل منذ سنوات لمحاولة الحد من آثارها، وذلك من خلال تركيب منظومات مضادة لها على المدرعات والدبابات الإسرائيلية على غرار منظومة “معطف الريح”، وإقامة السواتر الخرسانية والترابية لعرقلة عملها.
علاوة على ذلك، زوّدت إيران المقاومة في قطاع غزة ببندقيات قنص ذات مدى يصل إلى 2000 متر تقريباً، وقد شاهدنا عدداً من العمليات النوعية التي نفّذت بها على حدود القطاع. كذلك ساهمت إيران في إمداد المقاومة بإمكانيات وخبرات مكّنتها من حفر الأنفاق الدفاعية والهجومية بأحجام ونوعيات لم تكن معروفة من قبل، حيث كان لهذه الأنفاق دور مهم وفاعل في تنفيذ عدد من العمليات النوعية خلف خطوط العدو في عدوان 2014 على غرار عملية “ناحل عوز” ومعبر “بيت حانون” وموقع 16 وغيرها، شكلت حينذاك مفاجأة للاحتلال وكذلك دورها الهام في تنفيذ عملية 7 أكتوبر وصمود المقاومة حاليًا في حرب طوفان الأقصى.
وعلى صعيد متصل أيضاً تلقّى مئات المقاومين الفلسطينيين دورات تدريبة متقدمة بإشراف خبراء إيرانيين، سواء على الأراضي الإيرانية أو في مناطق أخرى، والتي كان لها تأثير كبير في تطوير قدرات هؤلاء المقاومين المحترفين. مع الإشارة أيضاً إلى الدور الإيراني المهم في مجال الطيران المسيّر الذي باتت تملكه المقاومة الفلسطينية، وهذا السلاح تحديداً ينظر إليه العدو بدرجة عالية من التخوّف والحذر، نظراً إلى تأثيره الكبير في ساحة المعركة.
مجالات الدعم والمساندة الإيرانية لفلسطين
تتنوع مجالات الدعم بين الدعم السياسي والعسكري كما المالي والإنساني والإعلامي:
– تقديم المعلومات الاستخبارية.
– الدعم اللوجستي.
– الدعم المالي في المجالات المختلفة.
– تسليح المقاومة الفلسطينية وتزويدها بالصواريخ والأسلحة المختلفة والنوعية.
– تصدير التكنولوجيا العسكرية التي مكنّت المقاومة الفلسطينية من تصنيع بنفسها وسائلها القتالية المختلفة.
– دورات تدريبية متقدمة في مختلف المجالات لا سيّما في مجال الطيران المسيّر.
– تعطيل “عملية السلام” في الشرق الأوسط لعدم الالتفاف على مصير الشعب الفلسطيني.
– استخدام المنبر الدولي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
– تجريم احتلال “إسرائيل” أراضي الشعب الفلسطيني في كل المحافل والهيئات الأممية.
– تنظيم المؤتمرات واللقاءات الداعمة للقضية الفلسطينية.
– توفير المساعدات الطبية والغذائية والإنشائية والتعليمية للفلسطينيين.
– تقديم الدعم المادي للقنوات التلفزيونية الفلسطينية، والمؤسسات الإعلامية المختلفة، لا سيما تلك القريبة من فصائل المقاومة لتغطية الأحداث الفلسطينية كافة.
- المصدر: موقع الخنادق اللبناني
- المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع