السياسية- رصد: رشيد الحداد

في ظل ارتفاع مستوى التصعيد البحري ضد السفن التجارية والعسكرية الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، تدرس صنعاء توسيع نطاق أهدافها، لتضم فرنسا وألمانيا إلى جانب “إسرائيل” والولايات المتحدة وبريطانيا، ضمن الدول التي يُحظر على سفنها التجارية والعسكرية المرور في البحر الأحمر وخليج عدن، وذلك في إطار الرد على تحركات الدول والكيانات التي تعتبرها معادية.
وتقول مصادر مقرّبة من حكومة صنعاء، لـ«الأخبار»، إن الأخيرة «تدرس تصنيف فرنسا في قائمة الدول المعادية للجمهورية اليمنية خلال الأيام المقبلة»، مرجعةً أسباب هذا التوجه «إلى تصاعد الاستفزازات العدائية للبحرية الفرنسية في البحر الأحمر وخليج عدن خلال الأيام الماضية».
وتلفت المصادر إلى أن “أنصار الله” تراقب تحركات الدول المشاركة في التحالف البحري الأوروبي «أسبيدس» الذي يضم فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبلجيكا، واليونان، وتعتزم فرض عقوبات على السفن التجارية التابعة للدول المعادية، مضيفةً أنها «تراقب خصوصاً ممارسات فرنسا وألمانيا، والأخيرة دفعت بقوات بحرية مكونة من 700 عنصر من البحرية الألمانية وبارجة عسكرية تحمل عدداً من منظومات الدفاع الجوي.
وسيتم التعامل مع أي تحركات للدولتين وفق قاعدة المعاملة بالمثل». وتسخر المصادر من دوافع تشكيل وتحريك قوة المهام المشتركة «أسبيدس» التي تشارك فيها خمس فقط من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن «الدفع بتلك القوات في الظرف الحالي يأتي في إطار محاولات الغرب كسر الحصار اليمني المفروض على الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر».
وترى صنعاء التي تعتمد معيار السلوك المعادي في تصنيفها للدول والكيانات، والذي يترتّب عليه ضم السفن التجارية والعسكرية إلى قائمة الأهداف العسكرية للقوات البحرية اليمنية، أن فرنسا وألمانيا من الدول الأوروبية المساندة لـ”إسرائيل” في حربها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وترجّح مصادر عسكرية في صنعاء، في حديث إلى «الأخبار»، أن «يتم ضم الدولتين إلى هذا التصنيف بناءً على تحرّكهما المعادي ومساندتهما للبحريتين الأميركية والبريطانية»، مشيرة إلى أن إعلان وزارة الدفاع الفرنسية، الثلاثاء الفائت، اعتراض عدد من السفن الحربية التابعة لها طائرتين من دون طيار قادمتين من اليمن، وقيامها بالاشتباك معهما، يؤكد أن «هناك تنسيقاً فرنسياً – أميركياً في البحر الأحمر، وأن أهداف تحالف حارس الازدهار بقيادة أميركا ومهمة أسبيدس، موحدة ومعادية للجمهورية اليمنية».
وتذكّر المصادر بأن «القوات البحرية اليمنية لم تعترض أي سفينة أوروبية غير متّجهة إلى الوجهات المحظورة وفق قرار صنعاء وموقفها المساند للشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وأن هذه الممارسات الاستفزازية ستضع كل السفن التجارية الفرنسية والألمانية في الأيام المقبلة تحت مرمى نيران البحرية اليمنية كأهداف مشروعة».

وفي أعقاب فشل الهجمات الأميركية – البريطانية في إضعاف قدرات صنعاء العسكرية، ورفض جيبوتي السماح للقوات الأميركية بنصب منظومات دفاعية على سواحلها الشهر الفائت، كشفت مصادر محلية وعسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية القريبة من سواحل بوصاصو الصومالية، عن قيام الولايات المتحدة والإمارات التي تسيطر على أرخبيل سقطرى منذ سنوات، بنصب أنظمة دفاع جوي في جزيرة عبد الكوري الاستراتيجية.
وفي هذا الإطار، علمت «الأخبار»، من مصدر عسكري في عدن، أن حكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان على علم بما يجري من ترتيبات لنصب منظومات دفاع جوي؛ من بينها صواريخ «باتريوت» لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى أجهزة رادار للإنذار المبكر.
وأشار المصدر إلى أن الجانبين الأميركي والإماراتي اتّخذا من تصاعد هجمات صنعاء على السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في خليج عدن والبحر الأحمر، ذريعة لنشر تلك المنظومات تحت مبرّر تأمين الملاحة الدولية.
وكانت مصادر محلية في جزيرة سقطرى قد أكدت قيام الإمارات بتعزيز نفوذها العسكري خلال الأيام الماضية، وتحريك ورقة الشارع ضد القيادة السعودية في الجزيرة. كما أنها دفعت بالمئات من عناصر الميليشيات الموالية لها إلى الجزيرة خلال اليومين الماضيين، وتقوم بنقل كمية كبيرة من العتاد العسكري إليها.
وكانت صور للأقمار الاصطناعية، التقطها موقع «بلانيت»، قد أظهرت نشاطاً محموماً لسفينة شحن إماراتية تعرف بـ«تكريم» بين أبو ظبي وعبد الكوري.
وأعادت مصادر ملاحية مطلعة، تحدّثت إلى «الأخبار»، ذلك إلى عدم عبور أي سفن محظورة. وعلى رغم ما تقدّم، شن الطيران الحربي الأميركي – البريطاني خمس غارات على منطقة رأس عيسى في مديرية الصليف في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

– المصدر: الاخبار اللبنانية
– المادة تم نقلها حرفيا من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع