المواجهةُ مع الأمريكي والصهيوني.. ضرورةٌ أم اختيار؟
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تخوضُ الأُمَّــةُ العربيةُ والإسلاميةُ مواجهةً كبيرةً مع الباطل؛ فلم تعد معركة (طُـوفان الأقصى) مقتصِرةً على غزةَ أَو فلسطينَ؛ فقد أصبحت مواجهةُ لتحديد مستقبل الأُمَّــة، ففي الواجهة المقاومة الفلسطينية، وبدعم مباشر من محور المقاومة بكافة أطيافه، وللمعركة امتداداتٌ وتأثيراتٌ في معظم دول العالم بشكل عام وفي العالم العربي والإسلامي بشكل خاص، ونتائجُ المعركة سَيكون لها تأثيرٌ على الجميع إيجاباً أَو سلباً؛ ولذلك فَــإنَّ القوى الغربيةَ وعلى رأسها أمريكا تتحَرّكُ بقوةٍ لمنع وقف إطلاق النار الذي سيحسَبُ لصالح الفلسطينيين ومنع أي تدخل مساند للمقاومة الفلسطينية عسكريًّا أَو سياسيًّا أَو شعبيًّا، وكان ردُّ فعل هذه القوى واضحًا في البحر الأحمر؛ لمنعِ اليمن من مساندة أَو دعم إخواننا في غزة.
ولم تكتفِ بمواجهةِ التحَرّكات العسكرية لمحور المقاومة، ولكنها كما تابع الجميعُ تحَرّكت في كُـلّ الاتّجاهات لحماية العدوّ الصهيوني، فقد رأينا تحَرّكاتِ القوى الغربية بقيادة أمريكا في مجلس الأمن وفي جمعيةِ الأمم المتحدة وفي محكمة العدل الدولية وفي غيرها من المحافل الدولية والإقليمية، وكان آخرها في اجتماع دول العشرين في البرازيل عندما عرقلت أمريكا تضمينَ البيان الختامي أية إدانة للعدو الصهيوني.
وسوف ترسُمُ هذه المعركةُ شكلَ المنطقة المستقبلي؛ فهزيمةُ العدوّ الصهيوني سَتُعتبَرُ هزيمةً للمشروع الغربي في المنطقة وسيترتب عليه الحد من التدخلات الخارجية وتراجع الهيمنة الغربية على الدول العربية، وسينحسر استهدافُ المجتمعات العربية والإسلامية، وستعودُ للمواطن العربي كرامتُه وحريته المسلوبة، وستتمكّن الشعوبُ من الاستفادة من ثرواتها لتنمية أوطانها، وأما هزيمةُ العرب فسَيعودُ ذلك على الأُمَّــة بالخُسرانِ وتقديم المزيد من التنازلات للعدو، وسَتتجذَّرُ الهيمنةُ الأمريكية على الشعوب العربية.
ولذلك فَــإنَّ على الأُمَّــة العربية والإسلامية أن تعيَ تبعاتِ التخاذُلِ وخطورته على الجميع، وأن عدمَ المشاركة في المعركة سَيُثبِّتُ الأنظمةَ الرسميةَ المتخاذلةَ والتي تدينُ بالولاء لأمريكا، ومواقفُها واضحةٌ إلى جانب العدوّ الصهيوني؛ خوفاً من بطش أمريكا.
ولن يعيدَ توجيهَ البُوصلة العربية والإسلامية إلَّا المشاركةُ في معركة (طُـوفان الأقصى)، وعلى الجميع الالتحاق بهذه المعركة المقدَّسةِ في أية جبهة متاحة، سواء الجبهة العسكرية أَو السياسية أَو الإعلامية أَو الشعبيّة، وأسهلُها جبهةُ المقاطعة الاقتصادية وهي متاحةٌ للجميع.
- المصدر: صحيفة المسيرة
- المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع