السياسية || بقلم : صادق سريع *

أيا عربي: كم قتلت من الفلسطينيين بسلاح بلا بارود!؟ فهل آن لك أن تتوقف عن دعم منتجات “إسرائيل”، وأخواتها في العدوان، والمشتركة في الجُرم وقتل الفلسطينيين؟.

أيا عربي: هل آن لك أن تتوقف عن قتل الفلسطينيين واحد تلو الآخر، دونما أن تدرك الجريمة التي تقوم بها يومياً، وذلك شرائك البضائع والمنتجات، التي تنتجها وتصنعها الشركات، التي تدعم آلة القتل، التي تفتك بشعب يعيش داخل أكبر سجن في العالم؟

ألا تعلم بأنك تشارك في حرب إبادة بشرية؛ بشراء أي منتج يحمل علامة تجارية (صنع في “إسرائيل”)، أو لشركات تابعة لها في الخارج تحت مسميات وعلامات تجارية مختلفة، وأسماء عربية لبلد المنشأ، ودولة التصنيع، ومغريات علامة الجودة، وتأثير الترويج الإعلاني المصمم بلغتك العربية وفقا لتركيبتك النفسية، وحاجياتك الفسيولوجية، وصولا لدعم مشروع الصهيونية العالمية!؟

هل تؤلمك مشاهد القصف والضرب والدمار والتجويع والسبي والتعذيب والقتل والتنكيل، التي تُنقل يومياً مباشرة على الهواء؛ عبر شاشات التلفزة بحق الأبرياء في غزة؟

هل تشعر بعذابات النفس، أو بشيء من تأنيب الضمير الإنساني، أو قليل من الحرج وأنت تشاهد إخوانك في الدين والدم والعروبة يقتلون بدم بارد، لا هدف لهم، مُنذ 75 عاما، غير استعادة الأرض المحتلة، ونيل الحرية المسلوبة، وإعلان دولة فلسطين العربية، وعاصمتها القدس؟

هل تعلم أن إنفاق ريال واحد لشراء منتج “إسرائيلي” يتحول إلى رصاصة لقتل الأبرياء؟

هل أحسست بالذنب، وتحركت بداخلك مشاعر الغيرة، وغريزة حب الجهاد المقدس، والهبة لنصرة شعب عربي مسلم، وحماية ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، من الأطفال الخدَّج والرّضع والنساء الثكالى والشيوخ المسنين والجرحى، الذين تئن أرواحهم قبل أجسادهم، والمرضى الذين مُنعوا من العلاج، وأخرجوا من المشافي قسراً، وجثث الشهداء التي لم تسلَم من فتك ونهب آلة الهولوكوست الصهيونية لأعضائها في غزة، وكل فلسطين؟

فإذا كنت تعاني من تلك الأعراض الإنسانية، فهذا يعني أنك صاحب ضمير حيّ، وتفكر في فعل شيء ما يوقف حرب الإبادة الجماعية بحق شعب أعزل يزيد عن مليوني نسمة في غزة؟

ويبدو أنك قد قررت استخدام سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات والبضائع “الإسرائيلية – الأمريكية”، ليس فقط دعما لشعب فسطين كورقة ضغط اقتصادية ضد العدو، وإنما للحفاظ على صحتك ومصلحتك الشخصية في الأساس؛ على اعتبار أن أسلوب المقاطعة الاقتصادية واجب ديني ووطني وأخلاقي وإنساني بالدرجة الأولى، ولا ننسى أيضاً أن مقاطعة المنتجات الأجنبية تساهم في دعم الاقتصاد الوطني للبلاد.

ألم تسمع يوما فتاوى علماء الدين، التي تحرّم شراء منتجات “إسرائيل”، وأخبار نشرات وسائل الإعلام، وحملات مواقع التواصل الاجتماعي، التي تحث المجتمعات العربية والإسلامية على مقاطعة البضائع الصهيو-غربية، وتوصيات خبراء الاقتصاد في أن المقاطعة تعد السلاح المدمر لاقتصاد العدو، وتحذيرات ملائكة الرحمة حول احتواء أغلب منتجات “إسرائيل” على مواد مضرة بالصحة، وما يضاف إليها من لحم الخنزير والكحوليات المحرمة، والمواد الحافظة شديدة السمية!؟

فيا عربي: لا تجعل أي قوة تحيل بين رغبتك في التوقف، وتسمح للإحباط والعجز يتسربا إلى داخلك، ويخمد خذلان من حولك صحوة ضميرك الإنساني، ويطفئ بركان غضبك الثائر داخلك تجاه عدو أمتك، فقرر وانطلق وتوكل على الله، ولا تكن مقلداً للنساء الثكالى، التي لا تجد سوى ورقة الدعاء للمقاومة في غزة، ونصرة المستضعفين في غزة، وكل فلسطين.

ويبقى السؤال المحيّر: متى يتوقف العرب والمسلمون عن طعن فلسطين من الظهر..!؟

* المقال يعبُر عن وجهة نظر الكاتب