اليمن يفرض إرادته في البحر: شركات الشحن تستجيب للتحذيرات
محمود الزارعي*
تحوّل اليمن إلى مقبرة الغزاة عندما عجزت جيوش العالم أجمع عن إخضاع الشعب اليمني بقوة السلاح، وتكبدت خسائر كبيرة في عتادها العسكري، وخرجت تلك الجيوش من اليمن مهزومة ومستسلمة، هذا الأمر ينعكس اليوم واقعاً من جديد في ظل محاولات أمريكية بريطانية بتحييد اليمن عن إسناد قطاع غزة في معركة بدأت بصراع إرادات وربما لا تنتهي بالاشتباك المسلح في البحرين الأحمر والعربي.
خمسة آلاف سفينة عبرت مضيق باب المندب
وعلى الرغم من حجم الإجراءات العسكرية الأمريكية والبريطانية المعادية في البحر الأحمر إلى جانب الحرب الإعلامية المشيطنة للعمليات العسكرية اليمنية وربطها بتهديدات عالمية إلا أن الرواية الأمريكية باتت في حكم الفاشلة خصوصا مع مرور أكثر من خمسة آلاف سفينة منذ بدء العمليات اليمنية عبر مضيق باب المندب بسلام وأمان طالما ووجهتها بعيداً عن موانئ الكيان الصهيوني.
في البحر يفرض اليمن إرادته بالسلاح اسناداً لغزة متمسكاً بمعادلة الردع التي أرساها بوجه دول العدوان السعودي والإماراتي وما راكمه من خبرات عسكرية على مدى تسع سنوات.
فقد صمد الشعب اليمني تسع سنوات تحت غارات العدوان السعودي الإماراتي العنيفة والاستهدافات العشوائية والحصار الاقتصادي، وكانت النتيجة هي فشل العدوان وأدواته من المرتزقة وانكسارهم أمام صمود الشعب اليمني المقاتل دفاعاً على أرضة.
وخلال عملية طوفان الأقصى، ومشاركة اليمن بشكل مباشر بضربات عسكرية على أهداف استراتيجية في الأراضي المحتلة نصرةً للقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الحصار الاقتصادي على موانئ الاحتلال، وضرب مصالحة في البحر الأحمر، تدخلت أمريكا وبريطانيا وانشأت تحالفاً مع حلفائها وشنت غارات عدوانية على اليمن، تحت مبرر تقييد القدرات العسكرية والاقتصادية للقوات المسلحة اليمنية وحماية الملاحة الدولية مع أن الملاحة الإسرائيلية هي المستهدفة من الجيش اليمني فقط، ولم يتعلموا من دروس عاصفة الحزم كيف صمد اليمن ولم تنثني على مبادئها وقضيتها الأساسية والجوهرية المتمثلة بنصرة فلسطين، وتم توسيع دائرة بنك الأهداف لتشمل دول العدوان الأمريكي البريطاني، واستهداف مصالحهم في البحرين الأحمر والعربي، بالإضافة إلى إعلان التعبئة العامة لنصرة فلسطين، واعداد مقاتلين للمشاركة إلى جانب الفلسطينيين في الصراع مع الكيان المحتل، وقد تم إخراج الآلاف من المقاتلين من تلك التعبئة في جميع انحاء المحافظات اليمنية المحررة جاهزين للدفاع عن اليمن والقضية الفلسطينية.
وأمام صمود الشعب اليمني، فشلت كل الأوراق العسكرية والاقتصادية والسياسية في اخضاع اليمن وكسر ارادته وثنيه عن الدفاع عن القضية الفلسطينية.
* المصدر: موقع الخنادق اللبناني
* المقال يعبر عن رأي الكاتب