استهداف الكابلات الرقمية في البحر الاحمر.. مجرد كذبة أمريكية
السياسية || مجيب حفظ الله
منذ إعلان صنعاء عن موقفها العملي المؤازر للأشقاء في غزة وبدء القوات المسلحة اليمنية بالحظر الفعلي لعبور أي سفنٍ إسرائيلية او متجهةٍ لإسرائيل عبر البحر الأحمر قرر الامريكان نشر الدعايات الكاذبة لتأليب العالم على اليمن.
كانت البداية بادعاء واشنطن ان القوات البحرية اليمنية تستهدف السفن التجارية ولاحقاً سعت الإدارة الامريكية لترويج ان صنعاء تمثل تهديداً لحركة الشحن والملاحة الدولية.
أكاذيب ثبت زيفها إلا ان الأمريكيين وحلفائهم البريطانيين لم يتوقفوا عند هذا الحد من الزيف فبدأوا بالترويج لتعرض الكابلات الدولية في البحر الأحمر وباب المندب لاعتداءات من قبل الحوثيين.
اسطوانةٌ مشروخةٌ سبقتهم اليها قوى العدوان على اليمن والذي ثبت بعد تسع سنين ان العكس من ذلك هو الصحيح فصنعاء لا تمثل أي تهديدٍ لهذه الخطوط الدولية بل ان مهندسي الاتصالات اليمنية وبجهودٍ ذاتية وإمكانات بسيطة قاموا بصيانة هذه الكابلات في اكثر من مناسبة.
على هذا الصعيد شرعت عدة وسائل إعلامٍ أمريكية ومراكز ابحاثٍ تديرها واشنطن ولندن في الترويج لهذه الادعاءات العارية عن الصحة.
وقال منتدى الخليج الدولي ان الكابلات البحرية الحيوية قد تكون هدفاً جديداً للهجمات التي ينفذها اليمنيون ضد مصالح دولية في البحر الأحمر.
وأضاف المنتدى في ادعاءاته الباطلة ان هذا تطور لافت يمكن ان يشكل تطوراً خطيراً يشكل تهديداً للاتصالات الدولية والاقتصاد العالمي.
تهديدٌ ليس اكثر من نسجٍ من خيال المخابرات الامريكية والآلة الدعائية الصهيونية التي سرعان ما تقفت الخبر وبدأت الترويج له وكأنه حقيقة واقعة.
في السياق نفسه تساءلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن إمكانية قيام من وصفتهم بالحوثيين بالانتقام عبر قطع كابلات الإنترنت في البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة في تقرير لها أنه من المحتمل أن يحاول المسلحون الحوثيون ا تخريب كابلات الإنترنت الدولية في البحر الأحمر التي تنقل ما يقرب من خمس حركة المرور على شبكة الإنترنت في العالم.
ومضت الصحيفة البريطانية في ادعاءاتها مشيرةً الى ان الحوثيين يشكلون ما قالت انه “تهديدٌ خطيرٌ لواحدة من أهم البنى التحتية الرقمية الدولية والتي تشكل واحدة من اهم ثلاث نقاط التقاء لكابلات الانترنت في العالم.
وادعت الـ”ديلي ميل” أن الحوثيين يريدون من وراء هذه الحركة المزعومة نقل البيانات المالية الدولية التي تشير التقديرات إلى أن 17 بالمائة من حركة الإنترنت العالمية تنتقل عبر كابلات الألياف الضوئية تحت مياه البحر الأحمر.
الترويج لهذه الادعاءات الكاذبة بشأن التهديدات المحتملة لخطوط الاتصالات الدولية في البحر الأحمر يشير الى رغبةٍ أمريكية في خلق مسارٍ جديدٍ للضغط على صنعاء وتأليب الرأي العالمي عليها من خلال القيام بعملياتٍ تخريبيةٍ تطال هذه الكابلات الدولية.
اليمن ستكون اول المتضررين من هذه العمليات التخريبية ان صحّت فهل يعقل ان تعمد صنعاء للإضرار بنفسها ولمصلحة من يمكن ان تقوم بهذا الاجراء الخاطئ.
الحقيقة ان ما يروج له الامريكيون والبريطانيون وادواتهم ليس اكثر من نوايا قذرة تأتي في اطار محاولة اليمن عن موقفها المبدئي المناصر لغزة والذي اثبتت صنعاء انه موقفٌ صلبٌ لا يتأثر بالإغراءات ولا يثنيه الوعيد.
على الأرض اثبتت صنعاء انها لا تشكل أي تهديدٍ لا للأمن البحري ولا لخطوط الملاحة البحرية الدولية ولا حتى لأعدائها من الامريكان والبريطانيين الذين لم تبدأ في استهداف سفنهم إلا بعد عدوانهم الهمجي على اليمن.
بدورها نفت جمعية الانترنت الدولية عبر فرعها في اليمن وجود أي تهديدٍ لخطوط الانترنت الدولية في البحر الأحمر وقالت انها لم تلمس أي عملٍ او نيةٍ لتهديدٍ من هذا النوع.
من يشكل تهديداً على خطوط الملاحة الدولية هو من يعمل على عسكرة البحر الأحمر على الرغم من انه جاء من خلف البحار ومن ابعد القارات عن هذه البقعة الاستراتيجية المهمة للعالم بأسره.
ستستمر الدعاية الامريكية البريطانية الصهيونية في محاولة تأليب القوى الدولية والمجتمع الدولي على اليمن لمحاولة اثناءه عن مواقفه المبدئية التي لا تتزحزح باستخدام الادعاءات الزائفة ومحاولة الترويج لها عبر ماكناتها الإعلامية الضخمة وادواتها وابواقها في المنطقة.
لكن الثابت ان صنعاء لن ترضخ لهكذا تهديدات لأن قضية غزة ليست رد فعلٍ انفعاليٍ من جانب اليمنيين بل هو التزامٌ دينيٌ واخلاقيٌ وانساني.
– المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع