صدام حسين عمير

دائماً لا تنتهي الثورات التي يقودها العظماء ضد الباطل بمقتل أَو موت قادة تلك الثورات، بل تستمر بعدهم بنفس الوهج تستضيء وتستنير من تضحيات أُولئك القادة، بالرغم من المظلومية التي وقعت عليهم وتاريخنا الإسلامي مليء بالثورات العظيمة من ثار قادتها ضد الظلم والطغيان، وخُصُوصاً تلك الثورات التي قادها العظماء من آل البيت -عليهم السلام-، بدءاً بثورة الإمام الحسين بن علي -عليهما السلام- والذي خرج لإصلاح أمر الأُمَّــة بعد الانحراف عن الدين المحمدي الأصيل وَالذي أحدثه يزيد وأبيه، فلم تنتهِ ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- باستشهاده في مأساة كربلاءَ، بل أصبحت دماؤه -عليه السلام- نبراساً للمستضعفين يستضاء به على مر العصور، ومُرورًا بثورة الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- ضد الطاغية هشام ورغم استشهاده لم تنتهِ ثورته بل استمرت درباً للأحرار وحجّـةً على المسلمين بالوقوف في وجه الطغاة والمتجبرين حتى ولو أبناء جلدتهم.

وفي عصرنا الحديث ومع بداية الألفية الثالثة وَالأمّة الإسلامية في وضعٍ لا تُحسد عليه ما بين حكم طغاة مستبدين ذهبوا بها بعيدًا عن القرآن الكريم وَتداعي الأمم الأُخرى عليها لإذلالها والتحكم بمصيرها ونهب خيراتها، هنالك ومن أقصى شمال اليمن بزغ ضوء نجم من نجوم آل محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كوريثٍ للكتاب وسفينة نجاة للأُمَّـة المحمدية.

لقد كان ظهور المشروع القرآني بقيادة السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- في مرحلة هامة ومفصلية من حياة الأُمَّــة الإسلامية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، وما أعقبها من أحداث دراماتيكية كانت من نتائجها هجمة أمريكية شرسة على الأُمَّــة الإسلامية يهدف الأمريكي من وراءها الهيمنة الشاملة على الأُمَّــة عسكريًّا وثقافيًّا وفكرياً ليتحكم في مصيرها وينهب خيراتها فأحتل أفغانستان وَالعراق عسكريًّا بينما أجتاح بقية الدول الإسلامية ثقافيًّا وفكرياً بغية إنتاج دين إسلامي يتماهى مع هيمنتها ومؤيداً لأهدافها الشيطانية.

لقد مثل المشروع القرآني بقيادة السيد حسين بدر الدين الحوثي، طوق نجاة للأُمَّـة الإسلامية فجاء ليعيدها إلى القرآن الكريم ليكون منهاجاً لها لتصبح قوية عزيزة رافضة للخنوع والخضوع لقوى الاستكبار العالمي.

بالرغم من القيم والمبادئ العظيمة التي يحملها المشروع القرآني بقيادة السيد حسين بدر الدين الحوثي، والتي من شأنها لَمُّ شمل الأُمَّــة الإسلامية في مواجهة قوى الشر، مع ذلك تعرض السيد حسين ومشروعه القرآني لظلم وحرب عسكرية وإعلامية وفكرية شرسة منذ البداية من قبل السلطة الظالمة وَالعميلة في اليمن أسفرت تلك الحرب على المشروع القرآني وقائده عن استشهاد القائد مظلوماً، لتصبح دمائه الطاهرة نبراساً يستضاء به من قبل المستضعفين من بعده.

ومن رحمة الله -سبحانَه وتعالى- بنا كيمنيين خَاصَّةً ومسلمين عامةً أن هَيَّأَ لنا عَلَمَينِ من أعلام الهدى متتابعَين ليستمر المشروع القرآني قوياً بقيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وكلما تعرض لحرب يزداد قوةً وشموخاً.

وَاليوم وبعد مرور عشرين عاماً على استشهاد مؤسّس المشروع القرآني الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- يظهر المشروع القرآني تلك البذرة الطاهرة النقية التي بدأت تنبت في إحدى قرى مديرية حيدان بمحافظة صعدة لتصبح مشروعاً عالميًّا يقارع قوى الاستكبار العالمي ويذيقها الويل.

 

  • المصدر: موقع أنصار الله
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع