أمريكا عدو حصري للإسلام والعرب
السياسية: تقرير // مرزاح العسل
مع استمرار العدوان الهمجي الذي تشنه واشنطن على اليمن والعراق وسوريا.. يتضح للقاصي والداني أكثر من أي وقت مضى، أن العدو الأول والأخير والرئيسي والحصري للعرب والمسلمين، هو “أمريكا” لا غيرها، أما كيان العدو الصهيوني و”داعش” وجميع العصابات الإرهابية، بل وحتى بعض الأنظمة العربية العميلة، فليست إلا مجرد أدوات تستخدمها أمريكا، لضرب أمن واستقرار المنطقة.
وفي هذا السياق.. كشف العدوان الغاشم الذي تشنه واشنطن على اليمن والعراق وسوريا بشكل لا لبس فيه، عن صوابية موقف محور المقاومة الإسلامية، الذي طالما حذر ويحذر من مخاطر التواجد العسكري الأمريكي غير الشرعي في سوريا والعراق والمنطقة، والذي يُعتبر سببا رئيسياً في عدم استقرار المنطقة وضرب الأمن فيها.
ولا يمكن وضع العدوان الهمجي الذي شنته القوات الأمريكية المحتلة يوم الجمعة الماضي على العراق وسوريا، واستهدف 85 موقعاً، وأسفر عن استشهاد وإصابة العشرات في هذين البلدين بينهم مدنيين، وكذلك العدوان الذي شنته واشنطن ولندن بعد ساعات، على عدة محافظات يمنية بما فيها العاصمة صنعاء، إلا في خانة العدوان الذي تشنه أمريكا على العرب والمسلمين، منذ أكثر من عقدين من الزمن، من أجل دعم وحماية كيان العدو الصهيوني.
ويتجلى هذا العدوان اليوم وبشكل عارٍ ومكشوف، لاسيما بعد معركة “طوفان الاقصى” منذ السابع من أكتوبر الماضي.. حيث جاء العدوان الذي تشنه واشنطن على المنطقة، انطلاقا من قواعدها غير الشرعية المنتشرة في المنطقة كالسرطان، ليؤكد أن كيان العدو الصهيوني بالنسبة لأمريكا والغرب ليس إلا “قاعدة متقدمة” في قلب العالم الإسلامي.
واتضح ذلك جلياً من ردة فعل الغرب الهستيرية، إزاء معركة “طوفان الاقصى” المباركة، عندما هُرع بكل ما يملك من قوة عسكرية، وخلال ساعات فقط، الى منطقة الشرق الأوسط، لإنقاذ “قاعدتهم”، من غضب 1500 مقاتل فلسطيني فقط، من مقاتلي المقاومة الاسلامية في غزة، كادوا أن يطيحوا بكيانهم المزيف.
وتُعد العربدة الأمريكية في المنطقة، نسخة أخرى للعربدة الصهيونية في غزة، لم ولن تؤثر على عزم وارادة فصائل المقاومة، في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، وفي مقدمتها القدس والأقصى المبارك، وعلى إرادتها في رفض الاحتلال والمُحتل.
ومن المؤكد أن رد المقاومة، على العدوان الأمريكي على اليمن وسوريا والعراق، بالأمس واليوم، على أهداف أمريكية في البحر الأحمر وسوريا والعراق، ما هو إلا جانب بسيط من إرادة الرفض، التي تتجذر وتتعمق ليس في نفوس فصائل المقاومة، بل في نفوس جميع الشعوب العربية والإسلامية، بعد أن تكشفت لها هوية العدو الحقيقي للأمة وهو العدو الأمريكي.
ولعل ما يحصل في منطقة الشرق الأوسط حالياً من استمرار للحرب على غزة وتوسيع جغرافية الصراع وتمسك العدو الصهيوني بمخطط الإبادة، كلها أمور تجعلنا نتساءل عن الظاهر والخفي في هذه الحرب ذات التكلفة البشرية الباهظة والتي يعمل العدو الصهيوني على إطالتها بشتى الحِيل والذرائع والغطرسة.
وبقدر ما نرى سعي بعض الدول العربية إلى تطويق الحرب وإيقاف نزيفها والدفع بها نحو التفاوض، نلاحظ جهوداً مُقابلة حثيثة هدفها الإبقاء على الحرب في غزة وتوسيع هذه الحرب لتشمل الأطراف التي تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وبطرق مختلفة.
ويبدو أن ما يحصل منذ أكثر من أربعة أشهر في كيان العدو الصهيوني، أعاد الصراع الفلسطيني- الصهيوني إلى سابق تاريخه مع جرعة قوية من الاستخفاف بالدم الفلسطيني والطفل الفلسطيني والإنسان الفلسطيني.
وترتكز سياسة أمريكا منذ بدء العدوان على غزة على تحقيق عدة أهداف رئيسية، يأتي على رأسها التركيز على مصالح الأمن القومي الأمريكي المعُرضة للخطر في الشرق الأوسط وتنفيذ نهج يخدمها على أفضل وجه، والدعم المتواصل من واشنطن وحلفائها من الغرب بشأن ما تسميه (حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد أي تهديدات)، وإظهار الالتزام الأمريكي العميق تجاه حليفها الصهيوني بما يشمل دعمه مالياً وعسكرياً وأمنياً مع حشد الدعم العالمي لحربه في غزة.
وعلى الرغم من مزاعم أمريكا بأنها حريصة على ضبط النفس وعدم التورط في حرب واسعة في الشرق الأوسط، إلا أن عدوانها على اليمن وسوريا والعراق بالتزامن مع استمرار العدوان على غزة، يدُل دلالة واضحة أنها ماضية نحو مزيداً من التصعيد في المنطقة، بهدف انقاذ حليفها الصهيوني.
وتواجه واشنطن تحدياً هائلا فيما يتعلق بمصداقيتها وقيادتها للنظام الدولي، بعدما وضعت إدارة بايدن في مقدمة استراتيجية الأمن القومي المعلنة في أواخر العام الماضي أن “النظام القائم على القواعد يجب أن يظل الأساس للسلام العالمي”.
وذكرت الاستراتيجية لاحقاً، أن “بناء تحالف شامل” لهذا النظام “يتطلب التمسك بالمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة، بما في ذلك القانون الدولي”.. ومع ذلك فإن الدعم الأمريكي غير المشروط للعدو الصهيوني يضع القيادة الأمريكية للنظام الدولي على المحك، إذ إن الهجمات الصهيونية تنتهك القانون الإنساني الدولي ولا تحمي المدنيين الفلسطينيين وتسببت في مقتل آلاف الأطفال وتدمير معظم نظام الرعاية الصحية في غزة.
ويدرك بايدن أن الوقت ضيق فيما يتعلق بمواصلة دعمه لكيان العدو الصهيوني في حرب غزة، إذ إن احتمال مواجهته للرئيس السابق دونالد ترامب في صراع متقارب على الرئاسة، سيلزم بايدن خلال الأشهر المقبلة بإعطاء الأولوية للاعتبارات السياسية الداخلية على حساب ما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط بشكل عام والحرب في غزة بشكل خاص.
الجدير ذكره أنه على الرغم من سلوك أمريكا المُعادي للعرب والمسلمين منذ أمدٍ طويل، وعلى الرغم مما تقدمه هذه الدولة المُجرمة والمُتغطرسة من أشكال الدعم لكيان العدو الصهيوني الغاصب في مختلف مراحل الصراع وفي مقدمة ذلك الدعم السياسي والعسكري، إلا أنها استطاعت أن تمارس الخداع والتضليل على أوسع نطاق في أوساط الشعوب العربية والإسلامية لإخفاء عدائها وحقدها الدفين على الإسلام والمسلمين مُستخدمة العديد من الأقنعة التي تتستر خلفها، والشعارات البراقة مثل نشر الديمقراطية والتعددية السياسية والحقوق والحريات وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحرية المرأة.. الخ.