بقلم: مالو تريسكا و فرانسوا دالانسون

(صحيفة “لاكروا” الفرنسية– ترجمة: وائل حزام– سبأ ):-

تحمل مساعي تهدئة التصعيد في الخليج آمالاً هشة، ويتبعه المشهد الدبلوماسي في طهران, ففي 27 يوليو، ذهب وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى طهران للقاء نظيره الايراني محمد جواد ظريف، حيث ناقش معه ومع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، ازمة ناقلات النفط بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة المتحدة، في الوقت الذي تجددت التوترات بين ايران والولايات المتحدة الاميركية في الاشهر الاخيرة, بيد أن هذا اللقاء لم يسفر عن أي جديد.

يقول سيباستيان بوسويس، مؤلف كتاف (دول الخليج، خفايا ازمة عالمية) إنه “مع ذلك، تظهر هذه اللقاءات رغبة بعض القوى الاقليمية في محاولة لاستعادة السيطرة على التدخلات او التأثيرات، وخاصة الاميريكية, ومن موقعها الاستراتيجي، تبنت سلطنة عمان هذا التقليد – الذي كان على الكويت قبل ذلك ان تظهر حدودها في العام 2017 في اعقاب الحصار السعودي على قطر– وذلك في محاولة منها لإيجاد قوانين داخل مجلس التعاون الخليجي نفسه”.

دور الوساطة

الآن، مع العلاقات الجيدة التي تربطها مع ايران، لعبت مسقط، عاصمة السلطنة العمانية، دور الوساطة بما في ذلك بين واشنطن وطهران, حيث  دعت مسقط  في 21 يوليو الماضي، مرة اخرى، إلى إطلاق سراح ناقلة النفط البريطانية، وحثت جميع الاطراف الدولية إلى ضبط النفس.

أشار الباحث في الشأن الايراني وفي البرنامج النووي، كليمنت تيرمي، إلى انه لا يمكن لسلطنة عمان ان تمارس ضغطا على الرياض (احد الحلفاء الرئيسين لواشنطن)، والتي تعتمد عليها اقتصاديا، ولكن جميع جيران ايران لديهم مصلحة في مسألة تجنب الحرب”.

هل من المحتمل ان تؤدي المفاوضات الاقليمية التي بدأت مع طهران إلى تقدم يستحق الذكر؟ بالنسبة لـ سيباستيان بوسويس “تبدوا فكرة التهدئة الحقيقة سابقة لأوانها في هذه المرحلة، لان العناصر ذاتها هي من تسببت بهذه الازمة – وللعلم فان انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2018 من اتفاقية فيينا  النووية للعام 2015، والتصريحات الأمريكية التي تقول أن ايران لا تحترم هذه الاتفاقية – لا تزال موجودة اليوم، ولذلك نحن في حاجة اكثر لتسوية التوترات المحلية والثانوية”.

قبل أيام قليلة، أعلن حسين دهقان، مستشار المرشد الايراني على خامنئي للشؤون الدفاعية، بصورة رسمية ان وفدا من الامارات العربية المتحدة قد سافر مؤخرا إلى طهران لمناقشة “السلام في المنطقة”, ومع ذلك، لم يتم تأكيد المعلومات من قبل ابو ظبي.

في الواقع، سيكون لنتائج الصراع عواقب وخيمة على اقتصاد الإمارات بناءا على مطاراته والسياحة والتجارة الأقليمية, حيث اردف الباحث في الشؤون الايرانية ، كليمنت تيرمي، حديثه ان “الامارات العربية المتحدة تريد تجنب التصعيد، في حين شهدت دبي اسوأ ربع اقتصاد لها منذ العام 2003، بسبب الحصار على قطر وانهيار الاقتصادي الإيراني”.

مبادرة أحادية

اذا تم التأكيد على ذلك، فان هذا اللقاء وضع انعكاسا لسياسة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الذي يعتبر منذ مدة طويلة صقرا موجها لايران.

ووفقا لسيباستيان بوسويس، فانه “يبدوا من المستغرب ان وفدا اماراتيا، في مرحلة التوترات الحالية، يمكن ان يذهب إلى هناك, وعلى الرغم من الاعلان الاماراتي في مطلع شهر يوليو عن خفض عدد قواتها في اليمن، إلا ان الامارات العربية المتحدة لم تصادق حقيقة في الاشهر الاخيرة على دور المفاوض او صانع السلام في المنطقة, ولكن يمكن ان تكون هذه مبادرة احادية من قبل محمد بن زايد، لتجاوز دائرة المفاوضات العمانية”.

ماذا عن الجهات الاقليمية الاخرى الفاعلة؟ يرى كليمنت تيرمي ان “البحرين هي اقرب امارة لإيران من خلال عنصرها الاجتماعي، لكنها تعتمد دبلوماسيا على الرياض، في الوقت الذي لا تزال قطر محاصرة ومحظورة, وعلى المستوى الاقليمي هناك تنافس بين الدوحة ودبي التي تسعى لقلب الصفحة”.