محمد عبد السلام لـ”الميادين نت”: اليمن شارك في “طوفان الأقصى” بناء على المبدأ الديني والأخلاقي والوطني
واليمن قادر على أن يرد على أي عدوان
السياسية- متابعات:
مع فرض اليمن معادلة استراتيجية مهمة في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي عبر فرضه “حصاراً بحرياً” على “الكيان الصهيوني”، تمثّل باستهدافه للسفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال في حال عدم استجابتها لتحذيراته، وربط هذه التهديدات والاستهدافات بإيقاف العدوان على غزة وفك الحصار عن القطاع، يبرز القلق الإسرائيلي والأميركي من هذه الجبهة والتي وصفها إعلام الاحتلال “بالقاسية”، وهو ما دفع الإدارة الأميركية إلى المسارعة إلى تشكيل تحالف بحري بزعم “حماية الملاحة الدولية”.
ماذا في التهديدات الأميركية والإسرائيلية لليمن، وما رد صنعاء عليها، وماذا عن خفايا المباحثات التي يجريها اليمن نصرة لغزة.. محاور عديدة طرحتها “الميادين نت” في حوارها المطول مع الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام.
اعتبارات ومنطلقات اليمن في قرار الانضمام إلى ملحمة “طوفان الأقصى”
الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام قال للميادين نت، إنّ “اليمن اتخذ قرار المشاركة بـ”طوفان الأقصى” بناء على المبدأ الديني والأخلاقي والإنساني والوطني”.
وأضاف أنّ “المبدأ الديني يحتّم على كل مسلم أنّ يقف إلى جانب المظلومين، المحتلة أراضيهم، والمصادرة حقوقهم”. مؤكداً أنّ هذا “الاعتداء الإجرامي على فلسطين، يفرض على كل إنسان حر وغيور ومسلم أن يتحرك ليسجل موقفاً لمواجهة الغطرسة الصهيونية”.
وتابع أن “اليمن انطلق في قراره بناء من هذا الموقف المبدئي والديني والأخلاقي واستجابة لنداءات المظلومين في غزة وفلسطين، الذين نادوا شعوب الأمة إلى أن تساندهم وأن تقف معهم”.
عبد السلام شدد على أنّ ” اليمن انطلق من هذا المبدأ ليس عبثاً ولا محاولة للبحث عن دعاية معينة، وهو يواجه المخاطر المحدقة، والمثقل بالهموم والخارج من عدوان مستمر منذ أكثر من 8 أعوام، بل انطلق بناء من هذا الموقف الديني والأخلاقي الإنساني”.
وأكد ناطق أنصار الله أنّ “العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والاحتلال التاريخي لفلسطين المحتلة، يفرض أنّ يكون هناك مساندة شعبية كاملة، وليس فقط من اليمن، إنما من عموم أبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل الأحرار في العالم”.
“ورقة باب المندب” وفلسطين
وفي سؤالنا عن لماذا لم يستخدم اليمن “ورقة باب المندب” خلال سنوات العدوان عليه، قال عبد السلام، إن اليمن كان باستطاعته أنّ يقدم مواقف على المستوى العسكري، من الناحية البرية والبحرية بمستوى معين والجوية عبر استهداف دول التحالف”.
وتابع : “اليوم لا نستطيع أن نساند فلسطين المحتلة لا يوجد لدينا معها حدود ولا نستطيع أن نلتحم مع المجاهدين هناك، ولا يوجد القدرات الكافية إلا بالمشاركة الصاروخية وعبر الطيران المسيّر، وكذلك عبر العمليات البحرية لاستهداف الشريان الاقتصادي للكيان المحتل. ولأن هذه المعركة استراتيجية يتطلب منا أن نقف بأعلى ما نستطيع للوقوف بوجه الغطرسة الصهيونية”.
وأكد أنّ “الشعب اليمني في بعض الظروف المعينة كان باستطاعته أن يتحمل بعض الأعباء، لكن في هذه المعركة لا يوجد لدينا خيار إلا أن نستخدم أقصى ما لدينا لمواجهة هذه الغطرسة”.
طبيعة الضربات والأهداف التي استهدفتها واحتمالية اتساعها
عبد السلام قال لـ”الميادين نت” إنّ “الضربات الصاروخية والطيران المسيّر استهدف مواقع عسكرية واستراتيجية في جنوب فلسطين المحتلة، ومن ثم انطلقت العمليات بعد ذلك إلى البحر باستهداف السفن الإسرائيلية أولاً، ومن ثم استهداف السفن التجارية المتّجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني، ثم توسعت باستهداف السفن التي يمكن أن يكون شركاؤها إسرائيليون، أو يتبعون الكيان الصهيوني”.
وتابع أنّ “هذه العمليات التصاعدية جاءت استجابة مع تحديات الواقع والضغط الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني”، مشدداً على أنّها ستستمر بهذه الوتيرة، وربما ستتسع بحسب ما يفرضه الواقع العسكري في الميدان”.
ردّ اليمن على تحالف واشنطن المعلن بزعم “حماية أمن الملاحة البحرية”
رأى ناطق أنصار الله محمد عبد السلام أنّ “هذا التحالف هو من أجل حماية “إسرائيل” وليس حماية الممرات المائية الدولية “، مشيراً إلى أنّه “لا يمكن تسميته بالتحالف بل هو في الواقع تجمع ضعيف، وميت قبل أن يولد”.
وجدد عبد السلام تأكيده أنّ “الممرات الدولية المحاذية لليمن آمنة ولا يوجد فيها أي مشاكل أمنية أو عسكرية”. مضيفاً أنّ “القوات المسلحة اليمنية والقوات البحرية أعلنت مراراً وتكراراً أن المياه الدولية المحاذية لليمن آمنة، ولا يوجد أي استهداف لأي سفن أخرى باستثناء السفن المتجهة إلى “إسرائيل” أو السفن الإسرائيلية”.
وأشار عبد السلام إلى أنّ “هذا التحالف لا يوجد فيه أي دولة مطلة على البحر الأحمر، وهو تحالف للأسف يأتي برغبة أميركية لحماية “إسرائيل” ولترك الفرصة لها للاستمرار في ارتكاب المجازر في حق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وتابع قائلاً: “لو كانوا حريصين على السلام والاستقرار لما عارضوا دعوات وقف إطلاق النار في غزة، فهذا التحالف لا يمكن أن يكون مقبولاً أو أن يكون مستساغاً من أجل استمرار العدوان الإسرائيلي على فلسطين”.
وأكد عبد السلام أنّ هذا التحالف لن يؤثر على العمليات اليمنية”، مشيراً في هذا السياق إلى تواجد الفرقاطات الأميركية والفرنسية والبريطانية والقواعد عسكرية في الضفة الأخرى من البحر الأحمر، والتي لم تستطع أن تمنع عمليات اليمن الداعمة لغزة.
اليمن قادر على أن يرد على أي عدوان
وفي سؤالنا عن نظرة اليمن إلى أطراف هذا التحالف، وعمّا إذا كان سينظر إليهم على اعتبارهم في حالة حرب ومواجهة مع صنعاء، قال عبد السلام، “نحن لا نعتقد أنه قد يجرؤ بهم الحال إلى شن عدوان على اليمن، ولكن في حال حصل ذلك، فإنه بلا شك اليمن قادر على أن يرد على أي عدوان يمكن أن يستهدفه سواء في المستوى البري أو البحري أو الجوي”.
وحذّر عبد السلام في هذا السياق، أطراف التحالف المعلن من ارتكاب أي حماقة باستهداف اليمن وتوسيع الصراع، مضيفاً أنه في حال ارتكاب أيّ حماقة فإنه لن “يستطع الإسرائيلي ولا الأميركي ولا الدول الغربية بعد ذلك معالجة نتائج وآثار ما قد يرتكبوه من حماقة”.
موقف الدول الأفريقية المشاطئة القريبة من اليمن
عبد السلام أكد أنّ “موقف الدول الأفريقية حتى الآن والدول العربية المطلّة على البحر الأحمر موقف إيجابي”، مؤكداً أنّ صنعاء على تواصل مع كل الأطراف الدولية المطلّة على البحر الأحمر.
وتوجّه برسالة تطمين قائلاً: “المياه المحاذية لليمن في البحر الأحمر والبحر العربي آمنة، بدليل أن السفن تمر بالآلاف شهرياً”، لافتاً إلى أنّه منذ بدء اليمن لعملياته، فإنّ السفن تمر وهناك مئات من السفن تبحر في البحر الأحمر والبحر العربي وبدون أي إشكالات”.
وتابع أنّ “الموقف الأفريقي حسب ما نفهم حتى هذه اللحظة، فإنهم مستاؤون مما تقوم به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني”.
تفعيل “إسرائيل” وواشنطن لأوراقهم الداخلية في اليمن
وفي سؤالنا عن إمكانية لجوء واشنطن و”تل أبيب” لتفعيل أوراقهم الداخلية في اليمن بهدف الضغط على صنعاء وتشتيتها، أكد عبد السلام أنّ “هذا الأمر غير مستبعد فهم في العادة يقومون بمثل هذه الأعمال وتفعيل بعض الأطراف والمرتزقة المحليين”، مشدداً على أنّه “لا يمكن أن يمثل لهم نجاح لأن هذا الخيار أيضاً خيار فاشل”.
ولفت إلى أنّ “الشعب اليمني اليوم من أقصاه إلى أدناه يقف إلى جانب القيادة اليمنية في مواجهة الصلف الإسرائيلي”. وتابع أنّ أحقية القضية الفلسطينية لا يختلف عليها اثنان في اليمن”. مشيراً إلى أنّ مجموعات المرتزقة والمنتفعين لا يمثلون إلا أنفسهم، بينما “إذا تورط أحد في أن يجعل من نفسه حامياً لإسرائيل فإنه سيواجه الغضب الشعبي اليمني العارم في كل اتجاه، لأنه لا يمكن أن يقبل أي يمني أن يكون مدافعاً عن إسرائيل وحامياً لها”.
صنعاء تلقت اتصالات ترغيب وتهديد
عبد السلام وفي حديثه إلى الميادين نت أشار إلى تلقي صنعاء الكثير من الاتصالات عبر الأشقاء في سلطنة عمان، وبعض الاتصالات المباشرة مع الدول الأوروبية منذ أن بدأت العمليات البحرية والصاروخية والجوية ضد الاحتلال”.
وأضاف أن ” الاتصالات التي وصلتهم كان فيها نوع من الترغيب والترهيب”. وأضاف أنّ “ما له علاقة بالترغيب فهو أن هذه العمليات التي تقومون بها ربما تؤثر على المسار السياسي وربما تؤثر أيضاً على العملية الإنسانية في اليمن وعلى عمل المنظمات وعلى صرف المرتبات، وعلى غير ذلك من الملفات الإنسانية كفتح مطار صنعاء والموانئ، على ضوء ما نعمل عليه في خارطة الطريق عبر الأمم المتحدة ومع المملكة العربية السعودية”.
وتابع أنّه “في اتجاه آخر كان هناك نوع من التهديد لإيجاد تحالف دولي “لحماية البحر الأحمر” أو فرض عقوبات أو التصنيف بالإرهاب أو التهديد بإجراء عمليات معينة أو استهداف عسكري أو ما شابه ذلك”.
ناطق أنصار الله وعبر الميادين نت، قال “نحن في كل الأحوال نرد على هؤلاء أن موقف اليمن ليس موقفاً اعتباطاً ولا استعراضاً للقوة، ولا بحثاً عن الحروب والمشاكل، وإنما من فرض الواقع هذا هو “إسرائيل” بعدوانها الغاشم والواسع والبربري والكبير على غزة والذي لا يمكن السكوت عنه”، مشدداً على أنّ “من يريد أن يهدأ المنطقة والإقليم من أي تصعيد فعليه أن يتجه إلى إسرائيل وأميركا لإيقاف هذه الحرب العدوانية وفك الحصار الظالم والغاشم على قطاع غزة”.
وتابع أنّ “هناك جهود تبذلها سلطنة عمان تساهم في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في مقابل أن يكون هناك خفض تصعيد معين من قبل اليمن”.
وشدد على أن اليمن أكد أنّ هذه المساعدات يجب أنّ تلبي الاحتياج الفلسطيني اليومي، وأن تكون بشكل كاف وواف، وأنه في حال حصل ذلك، فإن اليمن سينظر في الموقف ويعمل على تقييمه ويتخذ على ضوء ذلك إجراء ينسجم مع ما يقدمه الفلسطينيون من استجابة حقيقية وتعبير حقيقي عن التقدم الملموس في الملف الإنساني.
وأكد عبد السلام أنّ طبيعة هذه الاتصالات تجري في هذا السياق، مؤكداً أنّ “اليمن يهتم بحماية وسيادة المياه الدولية وهو يعمل على حمايتها وأنه لن يسمح للمتطفلين بأن يتدخلوا في شؤونه الداخلية أو في رؤيته الأمنية القومية، باعتبار ما يجري في فلسطين هو بشكل أو بآخر يهدد اليمن والمنطقة بأكملها”.
وفي سؤالنا عن إمكانية الحديث عن تقدم في المفاوضات القائمة، قال عبد السلام “ما زالت النقاشات مستمرة، ولم ندخل حتى الآن في الخطوات العملية، ربما من السابق لأوانه أن نتحدث عن النتائج لأننا ما زلنا حتى هذه اللحظة في النقاشات والمفاوضات مع المجتمع الدولي”.
ممر بري “بديل عن البحر الأحمر”
وعن ما روّج له الإعلام الإسرائيلي عن ممر برّي “بديل عن البحر الأحمر”، قال عبد السلام “نحن نعتقد أن ذلك غير واقعي من الناحية العملية، باعتبار أن تبديل النقل البحري إلى النقل البري مكلف جداً، فضلاً عن التأخير، وعن الكميات القليلة التي لا تلبي الاحتياج الصهيوني من البضائع”.
وتابع أنّ ما نفاه الأردن كفيل بأن ينعكس على الموقف السعودي والإماراتي، باعتبار أنه لا يمكن أن يكون هناك نقل باستثناء أو دون المرور عبر الأردن، فلذلك تعتبر الخطوة غير واقعية.
وأعرب عن اعتقاده أنّهم “قد يذهبون إلى بدائل بحرية أخرى، فضلاً عن البدائل البرية، وهو الذهاب عبر موانئ في البحر الأبيض المتوسط أو في مناطق أخرى”.
ودعا عبد السلام شعوب أمتنا الحية أن تسهم في الضغط على أي دولة ممكن أن تقدم بديل لـ”إسرائيل” للتفلت من الضغط القائم عليها، حتى لا تكون شريكة في الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
عدد السفن التي تم استهدافها حتى الآن، وتلك التي أجبرت على تغيير مسارها
وعن السفن التي أجبرت على تغيير مسارها بفعل تهديدات اليمن، قال عبد السلام إنّه بحسب ما أعلنت عنه قناة السويس فقد غيّرت 55 سفينة مسارها حتى الآن.
وبشأن السفن التي تم استهدافها، قال عبد السلام، “لا يوجد لدينا حتى الآن إحصائية دقيقة بالنسبة للسفن التي تم استهدافها باعتبار أن العمليات مستمرة حتى هذه اللحظات”.
وأكد أنّه منذ بدء العمليات “لا يمر يوم واحد دون أن يكون هناك سفن غيّرت مسارها من الاتجاه عبر البحر الأحمر إلى الاتجاه عبر الرجاء الصالح”، مؤكداً أن “العمليات التي يقوم بها اليمن أثمرت وجاءت بنتائج جيدة، بدليل تصريحات الشركات العالمية العاملة في الملاحة والتي تؤكد أنها غيّرت مسارها أو أوقفت إبحارها إلى موانئ الكيان الإسرائيلي”.
مصير السفينة المحتجزة
وعن مصير السفينة التي احتجزتها القوات المسلّحة اليمنية، قال عبد السلام إن ا”حتجاز السفينة جاء استجابة لطلب إخواننا الفلسطينيين”، مؤكداً أنّها “لا يمكن أن تغادر الموانئ اليمنية إلا في سياق يقرره أبناء فلسطين بما يخدم الملف الإنساني أو أي ملف آخر”. وتابع أنّ “هذا الملف أيضاً قيد التفاوض”.
لجوء “إسرائيل” إلى عمليات التمويه لإخفاء سفنه
وعن لجوء كيان الاحتلال إلى عمليات تمويه سفنه خوفاً من استهدافها، قال عبد السلام “إن التمويه ربما سيكون مكلفاً ويحتاج إلى وقت”، مشدداً على أنّ لليمن علاقات واسعة وخبرة جيدة ومتراكمة في كشف جنسية أي سفينة قد تلجأ إلى هذا الأسلوب.
وتابع أنّ “القوات البحرية والقوات اليمنية تقوم بواجبها وفق استطاعتها في معرفة هويات السفن”، وأضاف أنّ احتمالية أن تبحر سفن إسرائيلية غير معروفة أو لم تعرّف بشكل جيد للقوات اليمنية وارد ولكنه لا يمكن أن يستمر أبداً، لأن هناك قدرة لمعرفة السفن حتى التي تمر إذا غيّرت مسارها أو وقفت ترانزيت في أي موانئ أخرى ثم ذهبت إلى موانئ الكيان الإسرائيلي، ربما تحول شركاتها العاملة الأخرى إلى أن تكون محل استهداف، وكذلك في أي عودة أخرى لها ستكون محل استهداف آخر أيضاً”.
احتمالية لجوء اليمن إلى ورقة باب المندب مرة أخرى أمام أي عدوان إسرائيلي قد تتعرض له أي دولة عربية
الناطق الرسمي باسم أنصار الله أكّد أن “اليمن يقف إلى أي مظلومية وقضية عادلة ومحقة وهو يتعامل مع كل حدث بما يتناسب معه”، مشيراً في هذا السياق إلى أنّه “لا يمكن التحدث الآن عن أي حدث محتمل دون أن يكون قد حدث واقعاً على الأرض وتأثيراته الإنسانية والأخلاقية”. مشدداً في الوقت نفسه على أنّ “اليمن سيظل شريكاً أساسياً لأبناء الأمة العربية والإسلامية في مواجهة أي مخاطر محدقة تستهدف أمنهم أو استقرارهم أو تعرضهم للمخاطر”.
وأكد أنّ “اليمن سيقف بلا شك إلى جانب قضايا الأمة العادلة والمحقة بكل ما يستطيع وبوتيرة تتناسب مع معطيات المعركة القائمة أو التحدي القائم بما يتناسب معه”.
نظرة اليمن إلى الجبهات المفتوحة الأخرى الداعمة لغزة في لبنان وسوريا والعراق
عبد السلام أكد أنّ اليمن ومنذ اليوم الأول يشارك في غرفة مشتركة مع الإخوة الفلسطينيين وبقية محور المقاومة، وقال “نحن ننظر إلى موقف المحور أنه موقف إيجابي وداعم ومساند لفلسطين”.
وأشاد عبد السلام بالعمليات الداعمة لملحمة “طوفان الأقصى”، لاسيما عمليات حزب الله في لبنان، مضيفاً أنّ عمليات حزب الله على مواقع الاحتلال في شمال فلسطين المحتلة مثّلت خطراً حقيقياً واستنزافاً حقيقياً.
وتابع أنّ “هذه الجبهة المهمة -التي سقط خلالها عشرات الشهداء من أبناء حزب الله- جعلت الكيان الإسرائيلي يعيش حالة من التوتر، واصفاً ما يجري على الحدود اللبنانية -الفلسطينية المحتلة بالمعركة المصيرية والاستثنائية، نظراً لأنها تعرّض مصير لبنان لاحتمال حرب محتملة. مؤكداً أن ما تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان كبير ومهم.
كما أشاد عبد السلام بالعمليات التي تقوم بها المقاومة الإسلامية في العراق باستهداف القواعد الأميركية في سوريا والعراق، مشدداً على أنّها تمثل ضغطاً إيجابياً يمهد لتنظيف الساحة العربية والإسلامية من أي تواجد أجنبي.
كما أشاد بالعمليات التي تنطلق من سوريا ضد كيان الاحتلال، مشدداً على أنّ “هذا المحور يتصدر المشهد اليوم في مواجهة الكيان الإسرائيلي ويقدم ثمناً كبيراً من الشهداء والتضحيات الاستراتيجية على كافة المستويات المادية والأخلاقية والإنسانية”.
وأضاف أنّ هذا المحور ساند فلسطين في مرحلة ومحنة تاريخية كبيرة جداً، وقد عبّر بالفعل ما ينسجم مع القول، مؤكداً أنّ “المطلوب هو المزيد من التنسيق”، لافتاً إلى أنّ التنسيق قائم وبشكل جيد وأنّ المعركة تسير بصورة جيدة تخدم المقاومة في فلسطين، مشيراً إلى أنّ “إسرائيل” عاجزة عن تحقيق أي نصر حقيقي.
رسالة اليمن للمقاومة والشعب الفلسطيني
عبد السلام وصف الصمود الفلسطيني أمام العدوان الإسرائيلي بالمشرف والكبير، مضيفاً أنّ ما مثّله في السابع من أكتوبر، يعتبر نقلة استراتيجية ستدرس للأجيال، قائلاً: ” يكفي أنهم أعادوا للقضية الفلسطينية رونقها وحضورها لدى شعوب أمتنا العربية والإسلامية”.
وتابع أن هذه “الملحمة البطولية أعادت الوحدة الإسلامية إلى صفوف أمتنا، وأكدت أن الشعوب العربية ما زالت حية، وأثبتت أن الفلسطينيين رغم المعاناة والحصار والتهجير والاستيطان ما زالوا شعباً مجاهداً مقاوماً، محافظاً على ثوابته الاستراتيجية والكبرى”.
وأكد أن اليمن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته دائماً بكل ما يستطيع سواء على مستوى المظاهرات والعمل العسكري والإجتماعي والمساندة.
وختم عبد السلام لقاءه مع “الميادين نت” بتوجيه رسالة إلى المقاومة الفلسطينية قال فيها: “لستم لوحدكم في هذه الجبهة، شعوب أمتنا العربية والإسلامية تقف إلى جانبكم، وإذا لاحظتم صمتاً معيناً من بعض الأنظمة فهو نتيجة الضغط الأميركي، وإلا فإن الشعوب حيّة، وقد خرجت في المظاهرات وعبّرت بكل ما تستطيع عن مساندتها لهذه القضية العادلة”.
– المصدر: الميادين نت
– المادة تم نقلها من المصدر ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع