هل أصبح العالم متبلد الإحساس والشعور؟
بقلم : أنطوان صباغة
ترجمة: أسماء بجاش، الإدارة العامة للترجمة والتحرير الأجنبي “سبأ”
مع المذابح التي يشهدها قطاع غزة، هل يمكننا أن نستنتج أن العالم أصبح مستمتع بتعذيب الآخرين، وينتابه الرضاء عند مشاهدة هذا المسلسل الأسود والمأساوي الذي يضم كافة فصولة كل ما هو ضد الإنسانية دون أن يحرك ساكناً!
أين هي الأمم المتحدة مع الأزمات والصراعات الإحدى عشرة التي لا تزال مستمرة في العام 2023 ولم تعد تجد حلا إنسانياً.
لا يزال السكان البورميين يواجهون أزمة سياسية وإنسانية وحقوقية غير مسبوقة.
فهذه الحروب والصراعات والازمات تحد من إمكانية الوصول إلى الخدمات المدنية الحيوية وتسبب انعداما عميقاً للأمن والسلم الاجتماعي.
هايتي، التي تزايدت احتياجاتها الإنسانية بشكل حاد، يعاني الآن فيها ما يقرب من نصف سكانها من الجوع.
وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية، يؤثر سوء التغذية أيضاً على 6.4 مليون شخص، معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
وفي القرن الأفريقي، يحتاج 36.4 مليون شخص إلى مساعدات طارئة من أجل البقاء على قيد الحياة.
والأسوأ من ذلك يحدث في منطقة الساحل في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
أما أفغانستان فهي اليوم واحدة من أسوأ الأماكن للعيش بالنسبة للنساء والفتيات، مع القضاء فعليا على المدارس والجامعات وأماكن العمل.
وفي سوريا واليمن والسودان، يتفشى الفقر والجوع والمرض، في حين أن خدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية معلقة بخيط رفيع.
وعلى الجانب النيجيري، أدت الصراعات المختلفة التي تشهدها البلد إلى تدمير حياة السكان وسبل عيشهم.
أخيراً، ماذا يمكن أن نقول عن لبنان الشهيد الذي ما زال يعاني، منذ حرب العام 2006 ، ثم الازمة التي اجتاحته في العام ٢٠١٩، الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة التي اطبقت خناقها على جميع السكان في البلد، بمن فيهم اللاجئون والمهاجرون، دون ايجاد حل فوري؟ أو حل بعيد يلوح في الأفق؟
كما لا يمكننا اغفل الذكر عن جائحة الفيروس التاجي التي القت بظلالها على البلد.
تأسست الأمم المتحدة في 24 أكتوبر 1945 لمنع الصراعات والحروب من خلال تحديد الأسباب الجذرية والعمل على حلها.
ولكن ماذا تفعل في هذا العالم الذي يسير بشكل سيء نحو الهاوية؟
لتجنب نشوب حرب عالمية ثالثة، علينا أن نعمل على تعزيز السلام والأمن في العالم من خلال تشجيع التعاون الدولي والمساعدة في حل الصراعات، وإلا فلن تنتصر إلا شريعة الغاب.
– صحيفة ” لوريون لوجور” اللبنانية، الناطقة باللغة الفرنسية
– المادة الصحفية تم ترجمتها حرفياً من المصدر و بالضرورة لا تعبر عن رأي الموقع