السياسية: مرزاح العسل

 

لليوم الـ34 على التوالي منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” الخالدة.. تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام تصديها لقوات العدو الصهيوني المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة، بل وتمرغ أنف هذا العدو المُتغطرس بالتراب، وتُكبده خسائر فادحة في العدة والعتاد.

ومنذ الوهلة الأولى لانطلاق “طوفان الأقصى” في فجر السابع من أكتوبر الماضي تمكنت الكتائب بكل ثقة واقتدار من قتل مئات الجنود الصهاينة وأسر نحو 200 آخرين، فيما دكّت صواريخ القسام “مطار بن غوريون” و”تل أبيب” و”عسقلان” و”أسدود” و”حيفا” و”إيلات” والتحشيدات.. وغيرها من المدن المحتلة، برشقات صاروخية كبيرة، في إطار المعركة المباركة التي انطلقت بأمر من قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، دفاعاً عن الأقصى والمقدسات وتلبيةً لنداء الحرائر في القدس والأقصى.

وحتى اليوم وبحسب اعترافات العدو الصهيوني نفسه فقد أسفرت هذه المعركة البطولية عن مصرع أكثر من 1600 صهيوني وأسر أكثر من 200 صهيوني، وارتفاع عدد الجرحى الصهاينة إلى أكثر من 7262 مصاباً، كما اعترف العدو أيضاً بمصرع 35 ضابطاً وجندياً وتدمير عشرات الآليات، في إطار توغلاته البرية فقط.

ووفقاً لما أعلنه الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في خطاب له الليلة الماضية، فقد رصدت الكتائب تدمير 136 آلية لجيش العدو منذ بداية القتال البري، وأن مقاتلي النخبة في القسام والمقاومة يُجرون عمليات مناورة خلف خطوط العدو ويوجهون له ضربات نوعية.

ففي مساحة بسيطة تُشكل تقريبا 1,33 في المائة من مساحة فلسطين، هي مساحة قطاع غزّة المُقاوم، تمكن مُقاومي كتائب القسام الأبطال من كسر شوكة العدو الصهيوني المتغطرس، وإذلاله وتمريغ أنفه في التراب، رغم ما تتعرض له غزة من حصار بري وبحري وجوي كامل من قبل هذا العدو الفاشي منذ سنوات، ورغم الدعم الدولي والهالة الإعلامية الكبيرة التي تدعم آلة الحرب الصهيونية.

فمن هي كتائب القسام؟

“كتائب الشهيد عزالدين القسام” هي الجناح العسكري الجهادي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، المُقاوم بالسلاح والقوة للاحتلال الصهيوني في فلسطين بهدف تحريرها.

تأسست الكتائب لأول مرة في عام 1986م، وذلك قبل الإعلان عن انطلاقة الحركة فعلياً باسم حركة حماس، واستمر العمل تحت عناوين مختلفة حتى عام 1992م، حيث أُعلن عن اسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام” في أول بيان صدر باسم الكتائب بتاريخ 1-1-1992م.

وتهدف كتائب القسام إلى تحرير كل (فلسطين) من الاحتلال الصهيوني الذي يغتصبها عنوةً منذ عام 1948م، وإلى نيل حقوق الشعب الفلسطيني التي سلبها العدو الصهيوني، وهي جزء من حركة ذات مشروع تحرر وطني، تعمل بكل طاقتها من أجل تعبئة وقيادة الشعب الفلسطيني وحشد موارده وقواه وإمكانياته وتحريض وحشد واستنهاض الأمتين العربية والإسلامية في مسيرة الجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين.

وتعمل “كتائب القسام” فقط في نطاق حدود فلسطين التاريخية التي تمتد من بلدة رأس الناقورة شمالاً إلى بلدة أم الرشراش جنوباً ومن نهر الأردن شرقاً إلى البحر الأبيض المتوسط غرباً، والتي تبلغ مساحتها 27 ألف كيلو متر مربع، وعاصمتها مدينة القدس المُحتلة.

وتعتبر كتائب القسام الجهاد والمقاومة هي الوسيلة الأنجع لاسترداد الحقوق ولتحرير الأرض (ولو طال الزمن) وبالتالي فإنها تقاوم العدو الصهيوني المُحتل بكل ما تستطيع توفيره من وسائل مقاومة مشروعة وفق الحق الطبيعي الذي تمنحها إياه الشرائع السماوية والقوانين الأرضية المنصفة.

وتُعد “كتائب القسام” إحدى أبرز فصائل المقاومة في فلسطين، وينسب اسمها إلى عز الدين القسام وهو عالم ومجاهد سوري استشهد على أيدي القوات الإنجليزية في أحراش يعبد قرب جنين عام 1935م.

كما تُعد كتائب القسام، التي يقودها حالياً محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، المجموعة الأكبر والأفضل تجهيزا داخل غزة اليوم.

تطور قُدرات كتائب القسام:

بدأت كتائب القسام جهادها العسكري ضد العدو الصهيوني باستخدام الحجر، ثم السكين، ثم المسدس والبندقية، حتى أنها صنعت رشاشاً بأيدي أبنائها صناعة محلية، وتطور سلاحها إلى العبوات الناسفة مثل عبوة شواظ وصنعت عدة إصدارات منها (شواظ 1 و2 و3 و4) والعمليات الانتحارية التي استخدم فيها الأحزمة الناسفة والقنابل والمتفجرات ذات التفجير عن بعد.

واشتهرت الكتائب حالياً بتطوير “صاروخ القسام”، وهو السلاح الأبرز المستخدم في نشاطها العسكري في فلسطين، ويتركز في قطاع غزة.

كما أنها طورت صواريخها المحلية لتصبح أطول مدى، مثل صاروخ M75 وقد سمته بحرف الميم تيمناً بالقائد إبراهيم المقادمة ومداه 75 كم، ثم تبعه في 2014 ظهور صاروخ J80 الذي سمي بحرف الجيم تيمنا بالقائد أحمد الجعبري ومداه 80 كم، وصاروخ R160 الذي سمي بحرف الراء تيمناً بالقائد الرنتيسي ويبلغ من المدى 160كم، وصاروخ سجيل-55 الذي يبلغ من المدى 55 كم.

وتمتلك كتائب القسام مجموعة كبيرة ومتنوعة من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع، مثل صاروخ كورنيت، وصاروخ كونكورس، وصاروخ فونيكس (النسخة الكورية الشمالية لصاروخ فاغوت)، وصاروخ ساغر، وكذلك تمتلك صواريخ مضادة للطائرات، مثل صاروخ سام-7.

وعلى الرغم من أن المخزون الصاروخي لكتائب القسام أرقام لا يعرفها أحد، إلا أن تقديرات هذا المخزون تختلف، فبحسب ما أوردته صحف أمريكية في السابق، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” بعد 2021 أن لدى حماس صواريخ ما بين 20 ألفا إلى 30 ألف صاروخ، في حين قدّرت صحيفة “واشنطن بوست” في الفترة الزمنية نفسها الرقم ما بين ثمانية آلاف إلى عشرة آلاف.. فيما تشير تقارير دولية إلى أن “القسام” تمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ المصنعة داخل القطاع.

وكانت كتائب القسام قد أعلنت في اليوم السابع من معركة “طوفان الأقصى”، أنها استهدفت مدينة صفد المحتلة بصاروخ “عياش 250″ الذي يصل مداه 220 كيلو متراً، وهذا الصاروخ الذي أدخلته حركة حماس للخدمة في 2021 في عملية “سيف القدس”.

وبحسب قناة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن “حماس” أربكت منظومة الدفاع الجوي الصهيونية الشهيرة باسم “القبة الحديدية” خلال هجومها الأخير، عبر إطلاق صليات كبيرة من الصواريخ، متعددة الطرز أبرزها صواريخ “أرض-أرض” “فاتح-110″، ويصل وزن رأسها الحربي إلى 500 كجم.

فيما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير لها يعود إلى عام 2021، أن الاستخبارات الصهيونية تقدر ما تمتلكه حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بما يصل إلى 30 ألف صاروخ.. لكن ما من معلومة مؤكدة حتى الآن عن حجم الترسانة الصاروخية لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ويشير تقرير مركز القدس للدراسات العامة، إلى أن صواريخ “حماس” تطورت على مدى سنوات لتصبح أكبر حجماً وذات قدرة تفجيرية أقوى ومدى أبعد، لكن ما ينقصها هو الدقة.