نسخة ثالثة من مناورة «الطوفان»: صنعاء متمسّكة بنصرة غزة
السياسية:
رشيد الحداد*
نفذت القوات المسلحة اليمنية، الأحد، مناورة عسكرية كبيرة بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود الجنوبية السعودية، تحت اسم «طوفان الأقصى»، في ثالث مناورة تحمل هذا الاسم منذ السابع من تشرين الأول الماضي. وجاءت هذه النسخة في أعقاب تصعيد سعودي ـ بحريني في مناطق حدودية حسّاسة، حاولت خلاله قوات سعودية وبحرينية التسلّل عبر الحدود أكثر من مرّة، في محاولة لزرع أجهزة تجسّس ورصد تابعة للأسطول الأميركي الخامس.
وقلّل عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، حزام الأسد، في منشور على منصة «X» من تأثير تحريك جبهات الحدود مع السعودية وجبهات الداخل على عمليات القوات المسلحة اليمنية الموجّهة ضدّ إسرائيل، مؤكداً أن صنعاء «لم يعد لديها ما تخسره، وسيتم توسيع قواعد الاشتباك في حال استمرار الجرائم في قطاع غزة. وستضرب تلك الأدوات في مناطق أشد إيلاماً وحساسية، ونقول لأهلنا في غزة: نحن معكم».
وكانت وسائل إعلام سعودية قد أكدت، يوم الجمعة الماضي، مقتل أحد عناصر القوات السعودية المنتشرة على الحدود برصاص قوات صنعاء، مشيرة إلى أن جبهة الحدود تشهد مناوشات متصاعدة منذ عملية «طوفان الأقصى». لكن هذه المناوشات زادت بعدما رفضت الرياض عرضاً قدّمته لها صنعاء يتعلّق ببند تعويضات حربها على اليمن، وذلك مقابل السماح للصواريخ اليمنية والطائرات المسيّرة بالمرور من أجواء السعودية لقصف الكيان الإسرائيلي، كون السعودية تمتلك حدوداً بحرية مشتركة مع فلسطين المحتلة. وعلمت «الأخبار»، من أكثر من مصدر سياسي، أن صنعاء أبلغت عدداً من الدول، منها الأردن، نيّتها استهداف الكيان رداً على جرائم الإبادة التي يرتكبها ضد الفلسطينيين، إلا أن الرد على تلك الرسائل كان بالرفض. وفضلاً عن ذلك، طالبت الرياض بمنظومة دفاعية لصدّ أي هجمات جديدة على إسرائيل، كما طالب الأردن الأميركيين بتزويده ببطاريات «باتريوت» للغرض نفسه.
صنعاء قررت نشر دوريات بحرية في المياه الإقليمية اليمنية وعند أطراف المياه الدولية
وواصلت صنعاء، التي تلقت المزيد من التهديدات الأميركية منذ إعلانها الدخول بشكل رسمي على خط المواجهة مع الكيان، بحسب مصادر مطلعة، عملياتها الجوية ضد أهداف إسرائيلية في جنوب الأراضي المحتلة، في اليومين الماضيين، وهي تعمل على توسيع عملياتها لتطاول مصالح إسرائيلية في مدن عدة، بعدما اقتصرت على مدينة إيلات ومينائها خلال الأيام الفائتة. ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، أعلنت سلطات الاحتلال، السبت، اعتراضها طائرات مسيّرة في سماء إيلات، قالت إنها قدمت من جنوب البحر الأحمر، إلا أن ناشطين أكّدوا وقوع انفجارات في سماء المدينة.
ولوّح المتحدث باسم حركة «أنصار الله»، محمد عبد السلام، بتوسع دائرة الصراع رداً على استمرار واشنطن في منح الكيان المزيد من الضوء الأخضر لمواصلة جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة.
وانتقد عبد السلام، في رسالة وجّهها إلى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عبر منشور على منصة «X»، الموقف الضعيف وغير المسؤول لوزراء الخارجية العرب خلال لقائهم بلينكن في عّمان، قائلاً: «كان يفترض أن يُسمِعوه مواقف حازمة، وتلويحاً باستخدام أوراق القوة ولو بالحد الأدنى»، مشيراً إلى أن «هذه المواقف الضعيفة لن تحمي أطفال غزة، بقدر ما تشكّل دافعاً للعدو لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين».
ورداً على ما قالت إنه تهديدات أميركية بتحريك الأساطيل نحو سواحل اليمن، قررت صنعاء نشر دوريات بحرية في المياه الإقليمية اليمنية وعند أطراف المياه الدولية لرصد أي تحركات عسكرية للعدو.
ونصح نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ، حسين العزي، جميع الأطراف الدولية المعادية، بعدم العبث مع بلاده، والابتعاد عن ارتكاب أي أخطاء من أي نوع.
وقال في تصريحات صحافية إن «الطواقم الوقائية التابعة للبلاد قامت بجولات مستمرّة في المياه الدولية في أعالي البحار بهدف التحقّق من عدم وجود أي سلوك عدائي يتجاهل حقوق اليمن السيادية»، مؤكداً أن «هذه الجولات تأتي في إطار جهود الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية، والتي تمثّل مبدأً راسخاً في المسؤولية اليمنية».
كما أكد قائد لواء الدفاع الساحلي في محافظة الحديدة غرب اليمن، اللواء الركن محمد علي القادري، أن قواته البحرية «تراقب وترصد كل تحركات الأميركيين والصهاينة وأدواتهم من دول العدوان في البحر الأحمر»، وأشار الى أن قواته «هي التي تتحكّم بمسار الأمور في المياه الإقليمية اليمنية».
* المصدر: الاخبار اللبنانية
* المادة الصحفية تقلت حرفيا من المصدر