اليمن: الفشل والإحباط والخوف
ترجمة: خالد النظاري – سبأ
في شهر مايو الماضي، قبل الجانبان اتفاق وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر، وكان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ على الفور. لم ينجح الأمر وكان المشتبه بهم بحسب العادة (المتمردون الشيعة) ينتهكون الاتفاق بطرقهم المعتادة. وشمل ذلك رفض سحب القوات كما وعدوا وإطلاق النار على القوات الحكومية وسرقة المساعدات الخارجية.
كانت الاتفاقية قد تضمنت ميناءين أصغر حجما (ميدي والمخا) وتتيح وصول المساعدات الأجنبية وتوزيعها. وفي العادة، فإن ميناء الحديدة يستقبل 70 بالمائة من مساعدات الطوارئ (الغذاء والدواء والوقود) للسكان في شمال اليمن. ولا تزال هناك شكوك لدى الحكومة بأن “الميليشيات المحلية” التي استولت على الموانئ الثلاثة عندما غادرها المتمردون هم في الحقيقة حلفاء للمتمردين.
ويعتقد مفتشو الأمم المتحدة أن موظفي أمن الموانئ الجدد شرعيون وأن الأمم المتحدة تسيطر على الموانئ منذ منتصف مايو. وكانت الحكومة قد اشتكت من أنه قبل إجبار المتمردين على الانسحاب من هذه الموانئ لم يتمكن موظفو الأمم المتحدة الذين يشرفون على شحنات المساعدات من تفتيش الشحنات المشبوهة، والتي تشير الحكومة بوضوح إلى أنها كانت تحتوي على شحنات كبيرة من الأسلحة. وإلا فكيف للمرء أن يفسر ظهور ما يقرب من مئة صاروخ إيراني طويل المدى يستخدم في الهجمات على المملكة العربية السعودية؟ ولقد تم إسقاط معظم هذه الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الصاروخي السعودي وكان هناك الكثير من الشظايا المتبقية للصواريخ بما يمكن من التحليل والإثبات بشكل قاطع من أي نوع من أنواع الصاروخ الإيراني كانت تلك.
وقد وافقت الأمم المتحدة على ذلك وأدانت إيران. لم يعد هناك المزيد من الصواريخ الإيرانية التي تم تهريبها منذ إغلاق الموانئ (من قبل القوات الحكومية المحيطة إلى جانب قوات برية وحصار بحري) في أواخر عام 2018.
والآن استأنفت الأمم المتحدة عمليات الاستيراد في الحديدة من دون أن يفحص المسؤولون الحكوميون اليمنيون جميع الشحنات القادمة, أو على الأقل هذا ما يريده المتمردون والأمم المتحدة مستعدة للاعتراف بذلك فقط كي تتمكن من نقل شحنات المساعدات مرة أخرى. بيد أن ذلك لم يجد نفعاً كما هو متوقع لأن الأمم المتحدة تتهم الآن المتمردين الشيعة بسرقة الطعام مرة أخرى وبيعه كي تبقى حكومة المتمردين تعمل.
وتعتقد الحكومة أن معظم عمليات تهريب الأسلحة قد توقفت في الحديدة لأنه من الممكن للقوات الحكومية (وإن كان أكثر صعوبة) أن تفحص حمولة شاحنات مختارة تحمل الإمدادات الخارجة من الموانئ. لكن ما تعترض عليه الأمم المتحدة هو حصول المتمردين على الكثير من تلك المساعدات الأجنبية بعد دخولها إلى المناطق التي يسيطرون عليها.
رحيل الإمارات:
وما زاد الوضع تعقيداً هو بدء دولة الإمارات، ودون أي سابق إنذار، بسحب معظم قواتها البرية والدعم الجوي من اليمن في أواخر يونيو. والسبب المعطى هو حاجة الإمارات إلى تعزيز دفاعها ضد أي عدوان إيراني محتمل.
لقد أشارت الإمارات العربية المتحدة إلى أن مجهودها العسكري في اليمن لم يكن مخطط له أن يبقى مفتوح دون نهاية وأنها خلال أربعة أعوام من هذا المجهود قامت بتدريب وتجهيز 90 ألف من الجنود أو رجال الميليشيات المحلية وإرسال مساعدات أخرى بقيمة مليارات الدولارات. وقد لاحظت دولة الإمارات العربية المتحدة أن المتمردين الشيعة قد ضعفوا إلى حد كبير خلال العام الماضي ولديهم مشاكل في القوى العاملة والروح المعنوية.
وقد تسبب ذلك أن كان هناك قتال أقل بكثير هذا العام بالإضافة إلى انخفاض الحاجة إلى الغارات الجوية. صحيح أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بسحب أكثر من 15 ألف من القوات البرية، لكن بإمكان السعودية واليمن تغطية ذلك. فمعظم القوات المحيطة بالحديدة من اليمنيين أو السودانيين. وستحتفظ الإمارات ببعض القوات في اليمن، خاصة في ميناء عدن الجنوبي، حيث كان لقوات الإمارات العربية المتحدة تواجد رئيسي منذ فترة طويلة. ورغم أن انسحاب قوات الإمارات المدربة والمجهزة تجهيزاً جيداً يعني أن أي هجوم بري، لإنهاء التمرد، سيكون أقل احتمالاً ولكنه ليس مستحيلاً.
كان هناك بعض الاحتكاك بين الإمارات والسعودية لأن الإمارات كانت تريد الاستيلاء على الحديدة بالقوة، على الرغم من خطر وقوع خسائر فادحة بجميع القوات المسلحة المشاركة وكذلك المدنيين في المدينة. لكن ذلك، حسب اعتقاد الإمارات، كان من شأنه أن يجبر المتمردين على إحلال السلام. كانت الإمارات ترى أن المتمردين لا يمكن الوثوق بهم، ثم مضى السعوديون قدماً وفق مقترح الأمم المتحدة للتفاوض مع المتمردين من أجل انسحاب سلمي للمتمردين من المدينة. ولقد تم التوصل إلى ذلك الاتفاق في ديسمبر عام 2018، لكن المتمردين رفضوا تنفيذه حتى مايو وما زالوا يواصلون انتهاك بنود الاتفاق.
يمكن للمرء القول إن الإمارات سئمت من الأمم المتحدة والسعوديين واليمنيين (المتمردين والموالين للحكومة). إن الإمارات العربية المتحدة مهذبة دبلوماسياً لدرجة أنها ما كانت لتظهر على الملأ وتفصح عن ذلك علانية. صحيح أن مخاوف الإمارات العربية المتحدة لم تكن سرية، لكن لم يتم الإعلان عنها مطلقاً باعتبارها السياسة الرسمية لدولة الإمارات العربية المتحدة.
الهزيمة ليست خيارا:
سوف يواصل السعوديون جهودهم لهزيمة المتمردين الشيعة على الرغم من ضغوط الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام يقبله المتمردون الشيعة حالياً. إن مثل هذا الاتفاق سيعيد الحكم الذاتي الشيعي في الشمال وتمكين إيران من مواصلة تزويد القبائل الشيعية بالأسلحة التي يمكن استخدامها لمهاجمة المملكة العربية السعودية.
وبالنسبة للسعوديين هذا الأمر غير مقبول، بالنظر إلى حقيقة أن الإيرانيين يطالبون علنا بالإطاحة بالحكومة السعودية وأن تتولى إيران مهمة “حامية الحرمين الشريفين في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة”. ومعظم المسلمين لا يريدون أن تتولى إيران مسؤولية مكة والمدينة.
إن الإيرانيين هم من المسلمين الشيعة والشيعة يشكلون حوالي عشرة بالمئة فقط من جميع المسلمين. أما السعوديون فهم إلى حد كبير من السنة، وهو مذهب في الإسلام ينتمي إليه حوالي 80 بالمئة من المسلمين. وعلاوة على ذلك، الإيرانيون ليسوا عرباً.
فعلى الأرجح، فإن الإيرانيين من أصل هندي أوروبي، وبالنسبة للكثير من المسلمين، فإن هذه مشكلة كبيرة لأن الإسلام أساسه العرب وكتاب الإسلام (القرآن) مكتوبة باللغة العربية. لذا سيبذل السعوديون جهوداً كبيرة لمنع المحافظات الشيعية في شمال غرب اليمن من أن تصبح موطئ قدم لإيران.
وفي هذه الأثناء، أقنع الإيرانيون العديد من اليمنيين الشيعة بأن استعادة الحكم الذاتي يجب أن يكون غير قابل للتفاوض لأنه بدون هذا الحكم الذاتي سيكون الشيعة اليمنيون عرضة للانتقام من جميع الجماعات اليمنية الأخرى التي أضرها المتمردون الشيعة خلال أربع سنوات من الحرب الأهلية.
مضيق البحر الأحمر:
إن الولايات المتحدة تطالب بتشكيل قوة داخلية لحماية السفن التي تمر عبر مضيق هرمز في الخليج العربي وكذلك باب المندب، وهي قناة ضيقة في البحر الأحمر، وقناة السويس في الطرف الشمالي. والدول العربية حريصة على الحفاظ على البحر الأحمر آمناً أمام الملاحة. ومعظم حركة الملاحة في البحر الأحمر هي من أو إلى أوروبا عبر قناة السويس. ويشمل ذلك أربعة ملايين برميل من النفط يومياً للعملاء الأوروبيين. والجدير بالذكر أن إيرادات قناة السويس تمثل مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية لمصر، علماً أن موانئ البحر الأحمر السعودية هي التي تأتي منها معظم الشحنات التجارية. ولدولة الإمارات مصلحة اقتصادية في إبقاء مضيق باب المندب مفتوحاً، وبالتالي فقد رأيناها داخلة أصلاً في الموضوع.
14 يوليو 2019: في الشمال قبالة ساحل ميناء الحديدة على البحر الأحمر، التقى ممثلون عن الحكومة والمتمردون الشيعة على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة لإجراء محادثات سلام تستمر حتى اليوم التالي. وهذه هي أول محادثات من نوعها منذ عدة أشهر. ولا يـُتوقع الكثير من هذا على الرغم من أن الأمم المتحدة ترغب في إخراج جميع قوات المتمردين من الحديدة. ففي الوقت الحالي، يوجد لدى المتمردين عدد كاف من الرجال المسلحين في الحديدة وحولها للتحكم في الوصول من وإلى المدينة إذا قرروا ذلك.
11 يوليو 2019: حلت القوات السعودية محل القوات الإماراتية على طول ساحل البحر الأحمر، وخاصة مضيق باب المندب، وهو مخنق للبحر الأحمر حاول المتمردون الشيعة مراراً إغلاقه بأنواع مختلفة من الهجمات (قوارب صغيرة مفخخة وألغام بحرية وإطلاق صواريخ من الشاطئ). وكانت القوات السعودية قد استولت على ميناءين أصغر حجماً على البحر الأحمر: ألا وهما ميدي (شمال الحديدة) والمخا (جنوب الحديدة). هناك سبب رئيسي في أن تسيطر القوات البرية للتحالف العربي على ساحل البحر الأحمر في أقصى الشمال مثل الحديدة، وهو الحد من مخاطر هجمات المتمردين على السفن الحربية والبواخر التجارية في البحر الأحمر.
8 يوليو 2019: في الشمال الغربي (في الجانب الآخر من الحدود بمحافظة عسير السعودية) أسقطت أنظمة الدفاع الجوي طائرة بدون طيار إيرانية أخرى أرسلها المتمردون الشيعة في محاولة لإحداث بعض الأضرار والإصابات داخل المملكة العربية السعودية. وهذا الهجوم كان يستهدف أبها، عاصمة محافظة عسير على بعد 230 كيلومتراً من الحدود. والهدف المفضل الآخر هو محافظة جيزان جنوب عسير.
إن جيزان لديها أطول حدود مع اليمن ولطالما تعرضت لهجمات المتمردين الشيعة باستخدام صواريخ قصيرة المدى أو قذائف الهاون. كما أن المتمردين قادرون أيضاً على إطلاق نار الرشاشات عبر الحدود. ويوجد أيضاً في عاصمة جيزان مطار غالباً ما يكون هدفاً لهجمات الطائرات بدون طيار التابعة للمتمردين الشيعة. فمنذ مارس، أطلق المتمردون الشيعة العشرات من الطائرات بدون طيار هذه ضد مطاري أبها وجيزان أو، في بعض الأحيان، ضد أهداف اقتصادية أخرى في محافظتي عسير وجيزان. وقد نجح عدد قليل من هجمات الطائرات بدون طيار لأن الطائرات بدون طيار الصغيرة تطير بمستويات منخفضة وسرعة بطيئة مما يزيد من صعوبة اكتشافها بالرادارات.
لكن السعودية أدخلت تعديلات على أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها منذ ظهور الطائرات بدون طيار لأول مرة في وقت متأخر من العام 2018، والآن يتم رصد معظم الطائرات بدون طيار وتدميرها.
ومع ذلك، فإن بعضها يصيب الأهداف. ولآن كمية المتفجرات التي تحملها هذه الطائرات بدون طيار صغيرة فإنها لا تلحق الكثير من الضرر. وهناك الكثير من هذه الطائرات يدخل إلى اليمن لأنه في الآونة الأخيرة بات يُطلق ما لا يقل عن خمسة أو ستة منها في الأسبوع على أهداف في المملكة العربية السعودية. صحيح أنه يتم اكتشاف معظمها وإسقاطها، لكن مع وصول هذا العدد الكبير منها وإرسالها عبر الحدود فإنها ستبلغ هدفها.
6 يوليو 2019: في الشمال الغربي (في الجانب الآخر من الحدود بمحافظتي عسير وجيزان السعوديتين)، زعم المتمردون الشيعة أنهم أطلقوا عدة طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات على المطارات في هاتين المحافظتين.
لم تكن هناك أنباء عن وقوع أضرار، بل في بعض الأحيان تمكن السعوديون من إبقاء الأنباء حول مثل هذه الأضرار بعيدة عن الإعلام، خاصة إذا لم تكن هناك إصابات. لكن هذه المرة قال المتمردون إنهم استهدفوا مخازن وغيرها من مرافق الدعم في المطارات، وليس منافذ الركاب.
5 يوليو 2019: أكملت محطات إذاعية تابعة للمتمردين الشيعة حملة بدأت في 25 مايو لإقناع اليمنيين بالتبرع بالمال لمساعدة حزب الله اللبناني. وانتهت الحملة يوم 5 يوليو بعد جمع 132 ألف دولار.
ولم تطل الحملة الإذاعية الحديث على قيام إيران بخفض مساعداتها النقدية لحزب الله بشكل حاد في عام 2019. إن هذا التقليص من الآثار الجانبية الأخرى للعقوبات الاقتصادية على إيران التي أعاد إحياءها الأمريكيون عام 2017. والجدير بالذكر أن هناك مستشارين وخبراء فنيين ومدربين من حزب الله في اليمن منذ العام 2015 على الأقل.
2 يوليو 2019: في الشمال الغربي (في الجانب الآخر من الحدود بمحافظة عسير السعودية)، تم إرسال طائرة مسلحة شيعية أخرى بدون طيار إلى مطار أبها. وقد فجرت الطائرة ما بها من متفجرات في محطة للركاب وأصابت تسعة مدنيين. وهذه هي المرة الثالثة التي تصل فيها واحدة من الطائرات بدون طيار إلى مطار أبها خلال الشهر الماضي.
25 يونيو 2019: كشفت المملكة العربية السعودية أنه في الثالث من يونيو أدت مداهمة لقوات خاصة مشتركة سعودية ويمنية في شرق اليمن إلى القبض على أبو أسامة المصري، زعيم الفرع اليمني لداعش، وبرفقته المسؤول المالي لفرع التنظيم في البلد. كما تم أخذ ثلاث نساء وثلاثة أطفال.
وقال السعوديون إنهم كانوا واضعين المنزل الذي وقعت فيه الغارة تحت المراقبة لبعض الوقت للتأكد ممن كان بداخله. وأبو أسامة المصري أصله من مصر وسبق وأن كان زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من العام 2010 حتى العام 2015 عندما قرر الانضمام إلى تنظيم داعش وأخذ معه عدداً من أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وبحلول العام 2017، كان المصري رئيساً لفرع داعش المحلي. وقد لقي سلفه مصرعه، مثل العديد من قادة داعش والقاعدة في جزيرة العرب.
منذ العام 2015، تكبد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش خسائر فادحة في اليمن. صحيح أن كلا الجماعتين لا تزال نشطة لكنهم باتوا الآن إلى حد كبير منكسي رؤوسهم في مخابئ ريفية. ومعظم هذه المناطق تقع في وسط اليمن (محافظة البيضاء) وفي شرقه.
وعموماً، فإن أي مكان يمكن أن يجد فيه إرهابي إسلامي قبيلة مضيافة، فإنه عادة ما يتخذ منه ملجأ. ولدى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عدد قليل من الأعضاء النشطين المتبقين في اليمن والدعم المحلي الوحيد المتبقي لهم هو من بعض القبائل السنية الانفصالية في الجنوب والشرق. ففي الجنوب (محافظة شبوة)، ظلت قوات العمليات الخاصة اليمنية ترصد وتغير على ما بقي من مخابئ قليلة في المناطق الريفية للقاعدة في جزيرة العرب.
منذ العام 2017، تعرض تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لهجوم شديد من قبل الأمريكيين والتحالف العربي ورد الإرهابيون الإسلاميون من خلال تحويل المزيد من هجماتهم على قوات الحكومة والتحالف العربي. لقد قام تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتنفيذ 273 هجوماً في العام 2017، وفي الأشهر الستة الأولى من ذلك العام كان نحو 75 % من هذه الهجمات ضد المتمردين الشيعة. ولكن في النصف الثاني من عام 2017، كانت نصف الهجمات ضد السنة (قوات الحكومة والتحالف). وفي العام 2018، ظل من تبقى من القاعدة في جزيرة العرب يقاتلون بشكل أساسي من أجل البقاء ضد قوات الحكومة والتحالف.
وتعتبر القاعدة في جزيرة العرب أكثر قبولا لدى اليمنيين في الجنوب حيث تعيشون بسهولة أكبر. وبحلول منتصف العام 2017، انخفضت هجمات الإرهابيين الإسلاميين بأكثر من 90 % مقارنة بالعام 2014 واستمر التراجع حتى عام 2018.
أما في العام الماضي، فكان هناك عدد قليل جداً من هجمات القاعدة في جزيرة العرب أو داعش في اليمن.
هناك أيضا بعض من فصائل داعش في المرتفعات ولن يتورعوا عن القتال ضد القاعدة في جزيرة العرب ولكنهم يتجنبون حاليا القوات الحكومية. ويبدو أنه لم يتبق سوى مجموعة أو مجموعتين من داعش في هذه المنطقة وليس هناك الكثير من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ولكن يظل البحث والمعارك المتقطعة مستمرين.
ظلت الجماعتان الإرهابيتان الإسلاميتان تهاجم بعضهما البعض خلال العام الماضي، وعادة ما يكون ذلك عن طريق الاغتيال. لكن التفجيرات تجذب الكثير من الاهتمام وتتطلب الكثير من الجهد. ولطالما وجد الإرهابيون الإسلاميون ملجأ بين القبائل الإسلامية المحافظة في المناطق الريفية في اليمن. وفي الوقت الحالي، تتبنى القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم داعش نظرة بعيدة أنه في نهاية المطاف ستنتهي الحرب الأهلية وسيكون من الممكن للجماعتين الإرهابيتين أن تجند وتعيد البناء وتعود إلى العمل مجدداً.
24 يونيو 2019: علقت الأمم المتحدة شحنات المساعدات الغذائية إلى 850 ألف يمني لأنها تعتقد أن المتمردين الشيعة يسرقون الكثير منها. ويرفض المتمردون السماح للأمم المتحدة بالتحقق ممن يحصل على الغذاء. وبسبب السرقة المتفشية للمساعدات الأجنبية التي ظل المتمردون يقومون بها منذ سنوات، فإن الأمم المتحدة تتعرض لضغوط من الدول المانحة للتحقق من أن المساعدات تذهب إلى الفقراء اليمنيين الذين تم تخصيص تلك المساعدات في الأساس من أجلهم.
23 يونيو 2019: في الشمال الغربي (على الجانب المقابل من الحدود بمحافظة عسير السعودية)، تم إرسال طائرة أخرى بدون طيار من قبل المتمردين الشيعية إلى مطار أبها. وقد فجرت الطائرة ما فيها من متفجرات في منفذ للركاب وقتلت رجلاً وجرحت 21 مدنياً آخرين.
19 يونيو 2019: في الشمال الغربي (على الجانب المقابل من الحدود بمحافظة جازان السعودية)، تم إرسال طائرة بدون طيار للمتمردين الشيعة لمهاجمة محطة لتحلية المياه. وقد فجرت الطائرة ما بها من متفجرات لكنها لم تسبب أي إصابات أو أضرار بالمحطة.
16 يونيو 2019: في العراق، توجد واحدة من أكثر الميليشيات العراقية علانية في الولاء لإيران، ألا وهي حزب الله نجابة، التي تريد أن تصبح النسخة العراقية لحزب الله اللبناني وتلقى التشجيع من إيران وحزب الله الأصلي.
وهذا يعد مصدر قلق كبير لإسرائيل لأن جماعات مثل حزب الله نجابة يمكنها السيطرة على المناطق النائية والمكتظة بالسكان في غرب العراق. ومن هذه المناطق الصحراوية، يمكنها إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى على إسرائيل. وهذا مشابه لما يفعله المتمردون الشيعة المدعومون من إيران في اليمن ضد المملكة العربية السعودية. وتعتقد إسرائيل أن إيران سبق وأن قامت بتركيب صواريخ باليستية في جنوب العراق، حيث يمكن أن تصل إلى إسرائيل.
ويقوم العراق بالتحقيق في هذا الادعاء ولديه الاستعداد لإيقاف ذلك لأنه قد يقحم العراق في حرب مع إسرائيل وهذا لا يعتبر أمراً مستحسناً. وتدعي المخابرات الأمريكية أن بعض هجمات الطائرات بدون طيار المسلحة والمحملة بالمتفجرات في الآونة الأخيرة على أهداف سعودية لم يتم إطلاقها من شمال اليمن بل من جنوب أو غرب العراق.
كان حزب الله نجابة في وضع يتيح له توفير موقع إطلاق عن بعد خاضع لحراسة مشددة لهذه الطائرات. ولقد أفادت مصادر في المخابرات الأمريكية في وقت لاحق من شهر يونيو أنه تبين أن هجوم الطائرات بدون طيار في منتصف مايو على المملكة العربية السعودية لم تنطلق من شمال اليمن، كما هو مشتبه فيه بل من جنوب العراق، في المناطق التي تنشط فيها ميليشيات شيعية عراقية موالية لإيران.
موقع “ستراتيجي بايج- strategypage”