مؤتمر ومعرض الطاقة المتجددة ترجمة لقدرة الإنسان اليمني على كسر جبروت العدوان والحصار
السياسية :
استطلاع: سامي العمري ومحمد عبدالقوي
حظي المؤتمر والمعرض الوطني الثالث للطاقة المتجددة 2023 الذي نظمته على مدى ستة أيام، وزارتا الكهرباء والطاقة والمالية واختتمت أعماله وفعالياته الخميس، بمشاركة وحضور واسع من القطاعين العام والخاص وأكاديميين ومهندسين ومختصين وخبراء في مجال الطاقة من داخل اليمن وخارجه عبر تقنية الزوم فضلاً عن الحضور الكثيف من الجمهور.
ومثلت أعمال وفعاليات المؤتمر والمعرض صورة من صور مواجهة اليمنيين للعدوان الغاشم وحصاره الجائر، سيما مع الحضور الرسمي والشعبي الكبير لهذه الفعاليات التي احتضنتها كلية الزراعة بجامعة صنعاء.
وترجم المؤتمر والمعرض قدرة الإنسان اليمني على كسر جبروت العدوان والحصار الذي كان يهدف إلى إركاع وإخضاع اليمنيين عبر وسائل عديدة.
ففي مجال الكهرباء والطاقة، عمد العدوان وأدواته ومرتزقته إلى قطع الكهرباء، فلجأ اليمنيون إلى حلول بديلة تمثلت في الطاقة المتجددة والنظيفة سيما الطاقة الشمسية، فأثبتوا أن لا شيء يخضعهم سوى خالقهم.
وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) تواجدت في جنبات المؤتمر والمعرض طوال أيامه الستة، واستطلعت آراء قطاعات وشرائح متنوعة مشاركة وزائرة للمعرض للتعرف على انطباعاتهم.
حيث أكد نائب مدير شؤون المناطق بالإدارة العامة للتوزيع- قطاع التوزيع والتفتيش الفني بالمؤسسة العامة للكهرباء، المهندس وليد الحميدي أن المؤتمر والمعرض شهد عرض أحدث الأجهزة في مجال الطاقة الشمسية والمتجددة والبديلة، التي تتميز برخص قيمتها والأقل تأثيراً على البيئة.
وذكر أن أبرز ما ميز المؤتمر والمعرض التنافس بين شركات الطاقة الشمسية، ولوحظ ذلك من خلال عرض أحدث منتجاتها، فضلا عن كون المعرض عمل على تجميع هذه الشركات في مكان واحد.
ودعا المهندس الحميدي إلى العمل الجاد والمستمر لخلق توعية شاملة للمواطنين وتعريفهم بكيفية شراء الألواح الشمسية والبطاريات ذات الجودة العالية التي تتسم بالديمومة.
وفيما يتعلق بالجانب العلمي لفت إلى أهمية أوراق العمل العلمية في ندوات المؤتمر، كونها قدمت شرحا مفصلا عن اهمية استخدام الطاقة البديلة في اليمن، فضلا عن إكساب المواطنين معلومات حول أفضل طرق تركيب المنظومات الشمسية، وكيفية صيانتها واستغلالها بالشكل الصحيح، والتعرف على العديد من عدادات الطاقة بمختلف أنواعها.
وعن مستوى الإقبال أكد مدير مشاريع شركة النصر سولار وكيل شركة جينكو سولار العالمية، المهندس أحمد جعفر، أن الإقبال جيد جداً خصوصاً من الشركات والمصانع، فضلاً عن الحضور بشكل أكبر من مُلّاك المنشآت الصغيرة.
وأوضح أن الشريحة الأكثر تواجداً في المؤتمر والمعرض المهندسين المختصين الذين تواجدوا بكثافة ليطلعوا على التكنولوجيا الجديدة ومستجداتها ليستفيدوا منها وينشرونها في أوساط المستهلكين.
وحول تحقيق أهداف الشركة في المعرض، قال المهندس جعفر إن شركته حققت أهدافها بنسبة تجاوزت 80 بالمئة.
وغير بعيد عنه وصف مدير المشاريع بمؤسسة جار الله لأنظمة الطاقة الشمسية أكرم الأكوع، الإقبال على المعرض بـ”ممتاز جداً” خصوصاً الثلاثة الأيام الأولى.
وأشار إلى أن المهندسين المختصين هم الأكثر حضوراً إلى المعرض للاطلاع على التقنيات الجديدة خصوصا وأن هناك شركات وتقنيات جديدة خاصة بالمحولات، فيما يسعى المهندسون لتغذية معارفهم بهذه التقنيات الحديثة سيما مع إقامة الندوات التي حملت أوراق عمل متميزة خلال المؤتمر وبحضور أكاديميين ومتخصصين وشركات عالمية قدمت ندوات تعريفية.
وأوضح الأكوع أن ثاني أكثر فئة تواجداً في المعرض هم مُلّاك المصانع الذين يسعون لاستبدال مولداتهم العاملة بالديزل ذي التكلفة المرتفعة بالطاقة الشمسية التي تستطيع خلال فترة وجيزة أن تغطي تكاليف الاستهلاك وتكاليف مولدات الديزل وصيانتها.
ولفت إلى أن شركته حققت أهدافها من المشاركة في المعرض إلى حد كبير، كما قدمت ورقة عمل خلال المؤتمر بمشاركة شركة جوات العالمية للتعريف بأنظمة الحلول المتكاملة مع آخر التحديثات والتطويرات.
وثمن مسؤول شركة جار الله جهود وزارتي الكهرباء والطاقة والمالية في التجهيزات الكبيرة التي تميزت بها هذه النسخة من المعرض بشكل أفضل من المعارض السابقة.
ويوافقه الرأي مدير المبيعات في شركة عصر الشمس لأنظمة الطاقة ياسر عبدالباسط الذي وصف الإقبال على المعرض بـ”جيد جداً” وتزايد يوماً بعد آخر، لافتاً إلى أن المهندسين والأكاديميين هم الأكثر إقبالاً وحضوراً للمعرض.
وذكر أن شركته حققت هدفها من المشاركة في المعرض خصوصاً مع المنتجات الحديثة التي تقدمها ما مكنها من عقد صفقات جديدة.
وفي الجانب التعليمي والأكاديمي، برزت مشاركة جامعة العلوم والتكنولوجيا في المؤتمر والمعرض إذ يقول المسؤول الإعلامي للجامعة، معين السلامي، أن مشاركة جامعته تأتي إيماناً منها بأهمية هذا المؤتمر والمعرض في مجال الطاقة المتجددة ومشاركتها فيه كمؤسسة تعليمية وأكاديمية.
وأكد أن المؤتمر والمعرض يمثل أهمية كبيرة لأن العالم يتجه الآن نحو الطاقة البديلة والنظيفة، وفي اليمن الحاجة مضاعفة لها نتيجة ظروف البلاد والحصار.
ولفت إلى أن الجامعة لديها أول برنامج في الطاقة المتجددة على مستوى الجامعات اليمنية، وذلك تتويجاً لأعمالها في مجال التدريب والتأهيل والاستشارات عبر مركز الطاقة المتجددة الذي يعمل منذ تأسيسه عام 1996، ويديره الخبير الوطني في مجال الطاقة المتجددة الدكتور عبدالعزيز الذبحاني.
وعن مستوى الإقبال على المعرض والفئات الأكثر زيارة، يوضح المسؤول الإعلامي للجامعة، أن المهندسين والطلاب المتخصصين والمزارعين، هم أكثر فئات المجتمع إقبالاً على المعرض.
وأضاف: “في جناحنا، جاءنا كثير من المهندسين يستفسرون عن الخدمات التي يقدمها المركز وهم بحاجة ماسة لخدمات التدريب والتأهيل في هذا المجال، بينما رجال المال والأعمال يأتون إلى جناح الجامعة للاطلاع على أجهزة المعايرة والصيانة والفحص للألواح الشمسية من خلال مهندسين ذي كفاءة يقومون بتقديم هذه الخدمة في ما يخص فحص كفاءة الألواح الشمسية”.
ونوه بما تضمنه المؤتمر من ندوات حملت معها أوراق علمية وبحثية لخبراء ومرجعيات في مجال الطاقة الشمسية من داخل اليمن وخارجه بغرض تبادل المعارف والتجارب والخبرات والتأكيد على أهمية الطاقة المتجددة.
أما آراء المتخصصين في مجالات الطاقة الذين تواجدوا في المؤتمر والمعرض فكانت متباينة نوعاً ما، حيث اعتبر مدير عام مشروع محطة معبر الغازية المهندس رزق النجار، إقامة المؤتمر والمعرض خطوة مهمة في نشر الوعي بأهمية الطاقة المتجددة في اليمن، فضلا عن خلق توجه عام نحو المنتج الأقل تكلفة.
وأشاد بما تناولته الندوات التي كرست لمناقشة كافة المتطلبات المتعلقة بقطاع الطاقة الشمسية والطاقة عبر الرياح، والتوجه نحو استغلال كافة الامكانيات المتاحة في اليمن لتطوير قطاع الطاقة واستخدام فرصة توفر الغاز الطبيعي، لتوليد الطاقة في اليمن بالنظر لرخص تكاليف الغاز، ووجود كميات كبيرة منه في البلاد تسمح بتوليد الطاقة على نطاق واسع.
وأوضح أن التكاليف المتعلقة بإنتاج الكهرباء من الغاز، وتكاليف تشغيل المحطات ستكون أقل مما سواه من أنواع الوقود، سواءً عبر الفحم أو الطاقة المتجددة والبديلة، فضلا عن أن الفترة الزمنية لإنشاء المحطات التي تعمل بالغاز قصيرة لا تتعدى 18 شهرا، ولا تحتاج إلى مساحات واسعة وعمرها الافتراضي طويل.
فيما اعتبر المهندس المتخصص في مجال الطاقة عبد الصمد هديش أن المؤتمر والمعرض خطوة مهمة على طريق تطوير مجال العمل بالمنظومات الشمسية، بالتنسيق والشراكة مع القطاع الخاص، لافتاً إلى أن الأهم من ذلك تقديم خدمة للمواطن يشعر بها ويلمسها، مع مراعاة العمل على تطوير الشبكات الكهربائية، ومحطات التوليد بشكل حقيقي.
ودعا شركات الطاقة المتجددة والمستثمرين في اليمن لتطوير إمكانياتهم ومهاراتهم وتكوين شركات توفر مبالغ كبيرة تكفي للدخول في مشاريع استثمارية كبيرة تكلف مليارات الدولارات، لإنشاء محطات شمسية، مع الأخذ بالاعتبار أهمية الحاجة لمحطات غازية تأخذ حملها عند اختفاء الشمس.
وبالانتقال إلى آراء وانطباعات الحاضرين للمؤتمر وزوار المعرض، اعتبر عضو هيئة التدريس بجامعة إب والمتخصص بنظم معلومات محاسبية الدكتور مختار الصباحي، أن المؤتمر والمعرض الوطني شكل نجاحا ملموسا للترويج للطاقة المتجددة، واقناع المواطنين بأهمية استخدامها بالنظر لقلة تكلفتها.
وأكد أن ما ميز المعرض هو الاقبال الكبير من المواطنين بمختلف مستوياتهم وفئاتهم، رغم الإمكانيات والقدرات المالية الشحيحة لهم، مشيداً بالإعداد والتحضير الجيدين للمعرض، معرباً عن أمله في أن يكون المعرض بشكل دائم.
وفي ما يتعلق بالندوات العلمية أشار الدكتور الصباحي إلى أن أغلب أوراق العمل كانت من داخل اليمن فقط، والسبب في ذلك هو تأجيل المؤتمر لأكثر من ثلاث مرات، ما جعل عدد من الباحثين يسحبون أوراقهم، وينضمون إلى مؤتمرات أخرى.
وأضاف: “رغم ذلك شكل المعرض قفزة كبيرة وشهد نجاحا غير مسبوقا من حيث التنافس القوي بين الشركات، وتنوع الأجهزة وشرح التطورات التي واكبت المنظومات، وما مثله من حضور غير مسبوق من الباحثين والطلاب من كلية الهندسة بمختلف تخصصاتهم”.
من جانبها قالت المعيدة بكلية الزراعة المهندسة أماني حسن إن المؤتمر والمعرض شكّل خطوة نحو الاتجاه الصحيح على طريق إقامة معارض مختلفة بقطاعات أخرى، لتشجيع الاستثمار، وتحفيز رجال الأعمال، وخلق موائمة بين القطاعين الخاص والعام، وبما ينعكس على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
وأشادت بالتجهيزات والترتيبات للمؤتمر والمعرض وما شهده من تفاعل كبير فاق التوقعات فضلاً عن إبراز منتجات الطاقة لعدد من الشركات، وخلق روح المنافسة، وتعريف المواطن بطبيعة وأنواع منتجات الطاقة وفي مكان واحد.
ودعت المهندسة أماني إلى التركيز على تطوير البحوث العلمية بمجال الطاقة المتجددة، والعمل على استقطاب المبدعين والمبتكرين والفنيين من جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات واستغلال جهود الباحثين والخبراء والفنيين والمختصين للوصول إلى مخرجات متميزة على أرض الواقع، بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول السباقة للعمل بأنظمة الطاقة الشمسية وخصوصاً الصين.
وعبرت عن تمنياتها بأن يكلل مؤتمر الطاقة المتجددة بنتائج ايجابية للارتقاء بقطاع الطاقة، والخروج برؤية علمية يتم من خلالها توفير كافة الحلول المتعلقة بالطاقة المتجددة، والعمل على تفعيل مجالات التدريب والتأهيل للفنيين والمهندسين لمواكبة كل جديد، ومراقبة منتجات الشركات والتوضيح للمواطن طرق اختيار المنتج الأفضل منها.
ومن زوار المعرض، نائف محمد، أحد موظفي القطاع العام، الذي اعتبر التواجد الكبير من شركات الطاقة المتجددة في مكان واحد، ميزة كبيرة من الصعب توفيرها في أي مكان آخر، منوهاً بالترتيبات المتميزة للمعرض.
ولفت إلى أنه كسائر المواطنين اتجهوا نحو الطاقة الشمسية باعتبارها أقل كلفة، ولكن ما زال هناك قصور في هذا الجانب، معرباً عن أمله في إيجاد المزيد من الحلول الكفيلة لديمومة أنظمة الطاقة الشمسية.
وأوضح نائف أنه حضر بعض الندوات العلمية واستفاد منها كثيراً في ما يخص طرق اختيار الأنظمة المناسبة من الطاقة الشمسية وسبل الحفاظ عليها لأطول مدة.
أما الطالب في جامعة صنعاء، محمد الصامدي، فعبر عن إعجابه بالمؤتمر والمعرض الذي جمع الشركات المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة، سيما الطاقة الشمسية، معتبراً أن معرضاً بهذا الحجم يستحق الإشادة والشكر لمن قام بتنظيمه والتحضير له.
وذكر أن ما يميز المعرض هو مستوى التنافس بين الشركات والمؤسسات المشاركة فيه، وعرض كل منها أحدث التقنيات لديها في مجال الطاقة المتجددة، معرباً عن أمله في استمرار إقامة مثل هذه المؤتمرات والمعارض المفيدة.