السياسية:
رشيد الحداد*

واصلت قوات صنعاء هجماتها ضدّ الكيان الإسرائيلي خلال الساعات الماضية، حيث ظلّت مدينة “إيلات”، حتى فجر أمس، هدفاً للصواريخ والطائرات المسيّرة البعيدة المدى. وتحدّثت وسائل إعلام عبرية عن انفجارات في سماء إيلات، فيما قالت أخرى إن الأصوات تعود إلى اعتراض صاروخ باليستي يمني في جنوب البحر الأحمر.

تزامن ذلك مع إعلان الأردن اعتراضه صاروخاً باليستياً بالقرب من حدوده، كان قادماً من جنوب البحر الأحمر نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة. وإذ جاءت الهجمات الجديدة رداً على مجزرة مخيم جباليا، والتي سقط فيها نحو 500 شهيد وجريح، فقد أدرج متحدث عسكري إسرائيلي «التهديدات اليمنية في إطار محاولة إشغال إسرائيل عن تنفيذ عملياتها في قطاع غزة»، ملوّحاً «بتحرّكات ستقوم بها البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر».

وفي الوقت الذي أفردت فيه وسائل الإعلام العبرية مساحات واسعة لإعلان صنعاء الدخول رسمياً في المعركة، تجاهلت وسائل إعلام عربية تابعة لدول التطبيع الحديث عن ذلك، مكتفيةً بنقل رسائل إسرائيل التي قالت إنها تدرس الردّ بالتنسيق والتعاون العسكري والاستخباري مع الجيش الأميركي والأسطول الخامس في البحرين، لمنع التهديدات التي تصلها من اليمن.

ويقول الخبير العسكري في الشأن اليمني، العقيد مجيب شمسان، لـ«الأخبار» إن «توقيت إعلان مشاركة صنعاء في معركة طوفان الأقصى بشكل رسمي، تزامن مع حراك عسكري رفيع سعودي ــ أميركي لحصر المعركة في إطار قطاع غزة، وإتاحة هامش واسع للكيان لارتكاب جرائمه ضد أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الخذلان العربي»، ويشير إلى أن «القوات المسلحة اليمنية تمتلك قدرات صاروخية متطوّرة تمكّنت من اختراق المنظومات الرادارية وأجهزة الإنذار المبكر التي زرعتها أميركا في جزيرة ميون اليمنية المطلّة على مضيق باب المندب، وفي كلّ من مصر والأردن، لحماية إسرائيل».

ويذكّر بأن «أميركا سبق لها أن زعمت العام الفائت اعتراض صاروخ يمني باليستي استهدف قاعدة الظفرة العسكرية في الإمارات على مسافة 1400 كيلومتر. وبعد عام من ذلك، نشرت صوراً للأضرار الفادحة التي طاولت القاعدة والتي تمتلك فيها منظومة ثاد الحديثة»، مضيفاً إن «ما يعلنه الأميركي والإسرائيلي من أخبار حول اعتراض صواريخ باليستية يمنية مجرّد مزاعم، تحاول تل أبيب من خلالها أن تبعث برسائل تطمين مضلِّلة إلى سكّان إيلات وحيفا خشية نزوح الآلاف منهم، كون الصواريخ اليمنية المطوّرة قادرة على التخفّي».

قوات صنعاء مستعدّة لأيّ انهيار لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن

وتمتلك صنعاء، التي أعلنت بنك أهداف لقواتها الجوية في إسرائيل قبل عامين، أوراقاً عسكرية استراتيجية ضدّ تل أبيب وواشنطن، يؤكّد مراقبون عسكريون أنها ستستخدم المزيد منها في حال وقوع أيّ ردّة فعل إسرائيلية وأميركية، محذّرين من أن هذه الردود «سوف تصعّد مستوى المخاطر على المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، وستعرّض أمن الطاقة في البحر الأحمر للخطر، إن لم يتطوّر الأمر إلى خنق الاقتصادَين الأميركي والإسرائيلي من بوابة مضيق باب المندب».

وإلى جانب استعدادها للدخول في حرب طويلة مع الكيان الإسرائيلي أعدّت لها منذ سنوات، وهو ما عكسه امتلاكها مخزوناً كبيراً من الصواريخ والطائرات المسيّرة البعيدة المدى، فهي مستعدة أيضاً لأيّ انهيار لاتفاق وقف إطلاق النار في اليمن، ولتوجيه ضربات صاروخية إلى “دول الطوق” الجديدة إذا ما سخّرت هذه الأخيرة إمكاناتها العسكرية للدفاع عن إسرائيل، ونفّذت أعمالاً معادية لصنعاء، ولا سيما أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كشف، لـ«فوكس نيوز»، عن غضب سعودي «من تنفيذ عملية طوفان الأقصى»، وقال إن «الجانب السعودي يرغب في أن تنجز إسرائيل مهمتها في القضاء على حركة حماس». وأضاف كوشنر، في أعقاب عودته من الرياض الأسبوع الفائت، إن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، ينتظر إنهاء «حماس» لاستئناف السير في إجراءات التطبيع مع إسرائيل.

* المصدر: الاخبار اللبنانية

* المادة نقلت حرفيا من المصدر