حرب في سبع ساحات: المعركة الأكثر تعقيداً التي تخوضها كيان “إسرائيل” أبداً
السياسية:
أكدت صحيفة كيان “إسرائيل هيوم” الصهيونية أنّ الكيان الصهيوني يواجه 7 ساحات بالتزامن: غزّة، الشمال (لبنان وسوريا)، الضفة الغربية، التهديد اليمني للعمق الصهيوني، ملف الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية، الاقتصاد الصهيوني، والساحة الدولية. وتبيّن خسائر الاحتلال في كلّ جبهة على حدّة. وتصف الصحيفة أن الحرب الحالية على عدّة جبهات، هي الأكثر تعقيداً التي تخوضها كيان “إسرائيل”.
فيما يلي النص منقولاً إلى اللغة العربية
منذ أمس،تخوض كيان “إسرائيل” حرباً في سبع ساحات. إن تعدد الساحات والتزامن الضروري بينها يجعل المعركة الحالية هي الأكثر تعقيداً، التي خاضتها كيان “إسرائيل” على الإطلاق، وهي معركة تتطلب رباطة جأش وأعصاب حديدية وحكمة وقدراً كبيراً من الحظ من أجل تجاوزها.
الساحة الأولى والرئيسية هي غزة. لم يتم توضيح صورة الهجوم البري الصهيوني بشكل كافٍ، ويحافظ “الجيش” الصهيوني على الضبابية لإرباك “حماس”. لكن لا ينبغي أن يُفهم من هذا أن هزيمة “حماس” وشيكة: حتى أكثر قادة “الجيش” الصهيوني تفاؤلاً يعتقدون أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع على الأقل لإلحاق ضرر كبير بقدرات “حماس” العملياتية والسلطوية.
ومن الجهود التي بدأت تؤتي ثمارها بالفعل إلحاق أضرار بالبنية التحتية العملياتية “لحماس”، واستهداف المستويات الوسطى من قادتها. لكن من ناحية أخرى، تراكم “حماس” أيضاً إنجازات: كان أمس أكثر صعوبة مع سقوط ضحايا في صفوف “الجيش” الصهيوني. سيحتاج الجمهور الصهيوني إلى “جِلد سميك” وغير حساس من أجل مواجهة الصعوبات التي ستجلبها الفترة المقبلة، كاستمرارية لهجوم 7 تشرين أول/أكتوبر.
الساحة الثانية هي الشمال، ولبنان الساحة الرئيسية وسوريا الساحة الثانوية. أمس أيضاً، في يوم “هادئ” ظاهرياً، تم إطلاق عدة صواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون نحو كيان “إسرائيل”. يبدو أن حزب الله مصمّم على الحفاظ على مستوى معين من القتال وعلى فرض ثمن على “الجيش” الإسرائيلي كجزء من جهوده المساعدة غزة، لكن التقدير السائد هو أنه ليس لديها مصلحة في التدهور إلى حرب شاملة.
بالإضافة إلى محاولة تجنّب حرب في الشمال من أجل تركيز الجهود على الجنوب، سيتعين على الحكومة الصهيونية أن تقرر ما الذي يجب فعله بالقوة الهائلة التي يحتفظ بها حزب الله على طول الحدود: كثير من (المستوطنين) يعلنون صراحة أنهم لن يعودوا إلى بيوتهم طالما أن التهديد من الشمال لا يزال حياً وقائماً.
الساحة الثالثة هي الضفة الغربية. في كل ليلة يقوم “الجيش” الصهيوني و”الشاباك” بتنفيذ عشرات الاعتقالات، وبدأت السلطة الفلسطينية أيضاً بالعمل بقوة ضد نشطاء “حماس”، خشية أن يستغلوا الزخم وينقلبوا ضدها. وفي ظل الأحداث في الجنوب، كانت هناك أيضاً زيادة حادة في الهجمات على الفلسطينيين من قبل عناصر يمينية متطرفة، مما دفع القيادة الأمنية إلى التحذير من أن هذا قد يؤدي إلى تدهور الوضع على الأرض. وأصدر الأميركيون تحذيرات مماثلة، مطالبين الحكومة بالعمل على كبح جماح المتطرفين.
ثمن الحرب
الساحة الرابعة هي العمق. تجليها الأساسي خلال الأسبوع الماضي كان إطلاق وسائل قتالية من اليمن إلى كيان “إسرائيل”، صواريخ كروز وطائرات غير مأهولة، وأمس، ولأول مرة، صاروخ أرض-أرض اعترضته منظومة “حِتْس”. بعد اعتراض عمليات الإطلاق الأولى من قبل القوات الأميركية والسعودية، غيّرت صنعاء مسارات طيران الطائرات بدون طيار، مما أجبر كيان “إسرائيل” على التعامل معها قريباً نسبياً من أراضيها. ومن المرجح أنه إذا استمر هذا النشاط بالكثافة الحالية، فستواجه كيان “إسرائيل” معضلة ما إذا كانت ستردع اليمنيين بطرق أخرى.
الساحة الخامسة هي الأسرى. بالأمس، أثارت تصريحات الناطق باسم “حماس” مرة أخرى الآمال في إطلاق سراح العديد من الأسرى، لكن حتى لو تم هذا الإفراج في الأيام المقبلة، فإن الوضع سيبقى صعباً ومعقداً كما كان. كيان “إسرائيل” تحاول استخدام عدد من الأدوات الدبلوماسية والأمنية وغيرها في هذا الملف. مصادر مطّلعة على القضية قالت ،أمس، إن أحدث رقم نشر، أي 240 أسيراً، ليس نهائياً ومن المرجح أن يتم تحديثه وزيادته في الأيام المقبلة.
الساحة السادسة هي الاقتصاد. في المداولات التي أجريت في الأيام الأخيرة، تكلفة الحرب ترتفع باستمرار نتيجة للتجنيد الواسع للاحتياط، وإجلاء (المستوطنين) في الجنوب والشمال، والركود في قطاعات كبيرة من الاقتصاد. أحدث التقديرات تشير إلى عجز يزيد عن 100 مليار شيكل، ومن المتوقع أن يزداد إذا طال أمد الحرب وتعطلت أو تأخرت عودة الاقتصاد إلى نشاطه.
يجب أن تشمل هذه الساحة أيضاً الحاجة إلى إعادة تأهيل غلاف غزة، مع الاهتمام في الوقت نفسه بـ (المستوطنين) الذين تم إجلاؤهم حتى يتمكنوا من العودة إلى المستوطنات. حتى الآن، تم تنفيذ هذه الإجراءات بشكل جزئي ومتعثر، وتحتاج الحكومة إلى تغيير السرعة عندما يتعلق الأمر بتوفير استجابة أفضل للذين تم إجلاؤهم في مجالات التوظيف والتعليم والرعاية الاجتماعية والاستيطان وغيرهم.
الساحة السابعة هي الساحة الدولية. وهي تضم عنصرين رئيسيين مترابطين، الدبلوماسية والإعلام، اللازمين من أجل خلق الشرعية المطلوبة لـ كيان “إسرائيل” لمواصلة العملية. في غضون ذلك، يبدو أن كيان “إسرائيل” تحقق نجاحان وسط الحكومات الغربية التي تدعم خطواتها العسكرية في غزة، لكنها تدفع ثمناً في الرأي العام العالمي الذي يميل بوضوح إلى الجانب الفلسطيني. والنتيجة المباشرة لذلك هي تصاعد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي سيزيد تلقائيا من الخطر على اليهود والصهاينة في جميع أنحاء العالم.
* المصدر: موقع الميادين نت
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من المصدر